15 % من سكان الدول الأكثر ثراء يملكون 80% من ثروات العالم

يحتفل العالم غدا الأحد ب"اليوم الدولى لأمنا الأرض"، وهو اليوم الذى أعلنته الجمعية العامة فى عام 2009 ، وعبارة (أمنا الأرض) هى عبارة شائعة يراد بها كوكب الأرض وتجسد الترابط القائم بين البشر وغيرهم من الكائنات الحية والكوكب الذى نسكنه جميعا.
وإعلان 22 أبريل بوصفه اليوم الدولى لأمنا الأرض، هو أعتراف بتوفير الأرض ونظمها الإيكولوجية لسكانها بأسباب الحياة والقوت، كما أنه اعتراف أيضا بالمسؤولية الجماعية التي دعى إليها إعلان ريو لعام 1992، لتعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض لتحقيق توازن عادل بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للأجيال البشرية الحاضرة المقبلة.
ويتيح اليوم الدولي لأمنا الأرض فرصة لزيادة الوعى العام فى جميع أنحاء العالم بالتحديات التى تواجه الكوكب وأنواع الحياة عليه.
يأتى هذا الاحتفال فى الوقت الذي ذكر فيه تقرير للامم المتحدة صدر مؤخرا، أن الأرض تواجه عدة مشكلات ستتطرق إليها قمة الأرض التي تنظمها الامم المتحدة في جوهانسبرج، وابرزها النمو الديموغرافى إذ يبلغ عدد سكان الأرض 7 مليار نسمة، ومن المتوقع ان يرتفع الى 3و9 مليار بحلول عام 2050 ، وتشير التوقعات إلي أن 49 دولة الأقل تقدما ستشهد نموا سكانيا بمعدل ثلاثة أضعاف، ليرتفع عدد سكانها خلال الفترة ذاتها من 668 مليون نسمة الى 86و1 مليار ، ولن يبدأ عدد السكان بالتراجع الا خلال النصف الثانى من القرن بفعل انخفاض معدل الولادة .
وهناك أيضا الفقر والتفاوت الاجتماعى إذ يعيش حوالى 8و2 مليار نسمة بدخل يقل عن دولارين في اليوم، في حين يعانى من سوء التغذية حوالى 800 مليون نسمة، بينهم اكثر من 150 مليون طفل ، ويملك 15% من سكان الدول الاكثر ثراء 80% من الثروات العالمية.
ومن المشكلات ايضا الاستغلال المسرف لثروات الأرض حيث يتعدى أستغلال الثروات الطبيعية بمعدل 20% كل عام قدرة الارض على تجديدها، وذلك وفقا للصندوق الدولي للحياة البرية، وتشير توقعات الصندوق إلي أن إستهلاك سكان العالم في عام 2050 سيتجاوز بكثير قدرة الأرض على تجديد مصادرها البيولوجية وذلك بنسبة تتراوح بين 180 و220%.
ومن المشكلات التى تواجه الارض ايضا تغيرات المناخ حيث يؤدى استهلاك النفط والغاز والفحم الى انبعاث ثانى اكسيد الكربون وغيره من الغازات التى تحبس قسما من الحرارة وتساهم فى ظاهرة الاحتباس الحرارى ، وارتفع معدل ثانى اكسيد الكربون في الجو من 280 الى 360 جزءا فى المليون خلال 150 سنة ، ويتوقع الخبراء ان يبلغ هذا المعدل 500 الى 1000 جزء في المليون عام 2100، مما سيؤدى الى ارتفاع فى معدل الحرارة يتراوح بين 5و1 و8و5 درجات.
ويعانى كوكب الارض ايضا من الثقب فى طبقة الاوزون فقد تراجعت طبقة الاوزون التي تغلف الارض وتحميها من الاشعاعات ما فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، وذلك بفعل مواد الكلوروفلوروكربون المستخدمة في بعض المنتجات، وبلغ (الثقب) مساحة قياسية تبلغ 30 مليون كيلومتر مربع فوق القطب الجنوبى فى اكتوبر 2001 ، لكن وكما يؤكد العلماء ان طبقة الاوزون تتجدد حاليا بفضل بروتوكول مونتريال الموقع عام 1987، وتراجع انتاج مواد الكلوروفلوروكربون، ومن المتوقع ان تعود الى المستوى الذي كانت عليه قبل الثمانينات بحلول عام 2050.