تحطمت طائرة ركاب قرب اسلام اباد الجمعة اثناء محاولتها الهبوط وسط عاصفة رعدية ما ادى الى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 127 شخصا، بحسب مسؤولين. واندلعت النيران في الطائرة التابعة لخطوط "بهوجا" الباكستانية والاتية من كراتشي بعد ان سقطت في حقول بالقرب من قرية على مشارف العاصمة الباكستانية اثناء محاولتها الهبوط وسط تساقط الامطار والبرد في مطار اسلام اباد الدولي. وقالت شركة الطيران ان الطائرة وهي من طراز 737 كانت تقل 121 راكبا من بينهم 11 طفلا، اضافة الى ستة هم افراد الطاقم. وصرح فازل اكبر المسؤول البارز في الشرطة من موقع التحطم "لا توجد اي فرصة لوجود ناجين. ولا يمكن ان ينجو احد الا بمعجزة، فالطائرة محطمة تماما". وصرح البريغادير سارفراز علي الذي يتولى جهود الانقاذ للصحافيين انه تم حتى الان انتشال 110 جثث من موقع الحادث. واضاف "لا نستطيع التعرف عليهم لان بعض الجثث لا يمكن التعرف عليها". وقال ان حطام الطائرة تناثر على مساحة كيلومترين، مضيفا انه تم احضار انارة الى الموقع للسماح باستكمال اعمال الانتشال خلال الليل. وتناثرت قطع الطائرة المحطمة، من بينها قطعة كبيرة تحمل شعار شركة الطيران، في الحقول المحيطة بقرية حسين اباد حيث سقطت الطائرة. واستخدم عمال الانقاذ الذين ارتدوا البدلات البرتقالية، والسكان المحليون المشاعل للبحث بين الانقاض بعد هبوط الليل، يساعدهم جنود يحملون البنادق. وشوهد جزء من اسم شركة الطيران على مقطع كبير من جسم الطائرة الابيض ومن قمرة الركاب. وانتشرت رائحة الحريق في موقع الانفجار، بينما تناثرت الاشلاء البشرية في منطقة شاسعة، بحسب ما افاد شهود عيان. وتناثرت امتعة الركاب من ملابس واحذية ومجوهرات، وحقائب السفر الممزقة، على الارض. وقال ارشاد محمود قائد الطائرات في البحرية الباكستانية ان الحادث وقع بينما كانت الطائرة تقترب من المدرج للهبوط. واضاف ان "الطقس كان سيئا جدا، وكان البرد يتساقط وسط عاصفة رعدية. وفقد قائد الطائرة السيطرة عليها ما ادى الى ارتطامها بالارض، وارتفاعها مرة اخرى وانفجارها وسقوطها ككتلة نارية". وقال مراسل فرانس برس انه شاهد قناعي اوكسجين من تلك المستخدمة في الطائرات ملقاة على الارض. وقال سيف الرحمن، المسؤول في فريق الانقاذ التابع للشرطة ان الطائرة سقطت في قرية حسين اباد على بعد 3 كلم من الطريق السريع الرئيسي في اسلام اباد. واضاف ان "النار اندلعت في الطائرة بعد تحطمها ... والطائرة محطمة تماما". وصرح مسؤول عسكري ان فرق الانقاذ التابعة للجيش والمجهزة بعربات اسعاف توجهت الى الموقع. وذكر مصدر في المطار انه كان من المقرر ان تهبط الطائرة في مطار اسلام اباد في الساعة 6,50 بالتوقيت المحلي (13,50 ت غ) الا انها فقدت الاتصال ببرج المراقبة عند الساعة 6,40 مساء وتحطمت بعد ذلك بفترة وجيزة قبل ان تصل الى المدرج. وصرح وزير الدفاع نارغيس سيثي انه صدر امر بالبدء بالتحقيق في حادث التحطم، وقال ان الازدحام المروري الذي تسبب به الناس الذين يحاولون الوصول الى موقع التحطم، يعيق جهود الانقاذ. واضاف ان "فريقا من المحققين يتالف من مسؤولين من الطيران المدني بدأوا تحقيقاتهم على الفور". واضاف "نعمل تحت الاشراف المباشر للرئيس ورئيس الوزراء". وصرح ندين خان يوسفزاي المدير العام لهيئة الطيران المدني الباكستانية ان التقارير الاولية تشير الى ان سوء الاحوال الجوية هو السبب في الحادث. وكانت خطوط "بهوجا" اعادت تسيير رحلاتها الداخلية بين مدن كراتشي وسوكور ومولتان ولاهور واسلام اباد باستخدام اسطول من خمس طائرات من طراز بوينغ 737 في اذار/مارس الماضي، طبقا لتقارير الصحف. وكانت هيئة الطيران المدني قررت في العام 2000 وقف عمليات شركة بهوجا بسبب مشاكل مالية، بحسب التقارير. وتعتبر حوادث تحطم الطائرات نادرة نسبيا في باكستان حيث تعتبر الطائرات الطريقة الاكثر فاعلية للتنقل بين المدن. وفي تموز/يوليو 2010 تحطمت طائرة ركاب من طراز ايرباص 321 تابعة لشركة "ايربلو" الجوية الخاصة، بعد اصطدامها بجبال مطلة على اسلام اباد اثناء هبوطها بعد رحلة من كراتشي ما ادى الى مقتل 152 شخصا كانوا على متنها. وفي العام 1992 تحطمت طائرة تابعة للخطوط الباكستانية من طراز ايرباص ايه300 عند اصطدامها بتلة غطتها السحب لدى اقترابها من العاصمة النيبالية كاتماندو ما ادى الى مقتل 167 شخصا.