اختتمت اليوم بالجزائر العاصمة أعمال الدورة ال16 للجنة المتابعة الجزائرية-التونسية بالتوقيع على محضر اجتماع الدورة تحضيرا للدورة المقبلة للجنة المشتركة الكبرى بين البلدين بتونس خلال النصف الثانى من العام الحالى . وتم خلال أعمال الدورة - التى رأسها من الجانب الجزائرى عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشئون المغاربية و الأفريقية بينما رأس الجانب التونسى عبد الله تريكى وزير الدولة للشئون العربية و الإفريقية - تبادل وجهات النظر حول القضايا التى تهم البلدين فى المجالين الأقتصادى والسياسى ، بالإضافة إلى أن بحث آخر التطورات الإقليمية والدولية . وأكد مساهل - فى تصريح له على هامش أعمال الدورة - أن الجزائر وتونس تريدان جعل فضاء المغرب العربى منطقة تكامل واندماج لا رجعة فيه. وأضاف أن انعقاد اللجنة المشتركة الجزائرية التونسية يأتى فى وقت تشهد فيه المنطقة تطورات مهمة على جميع الأصعدة مما يتطلب أكثر من أى وقت مضى تقوية العلاقات الثنائية لتنسيق المواقف الخاصة بالمسائل الأمنية فى منطقة المغرب العربى وأفريقيا وخاصة الساحل. يذكر أن إتحاد دول المغرب العربى ظهر إلى الوجود عام 1989 ويضم الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس لم يعقد أى قمة منذ عام 1994 بعد اتهام المغرب للجزائر بتورطها في هجوم استهدف فندق فى مدينة مراكش المغربية إلا أن الرباط عادت ودعت الجزائر عدة مرات إلى فتح الحدود البرية وتتحفظ الجزائر على هذا الطلب وطرحت شروطا مقابل تلبيته فى مقدمتها تعهد الرباط باحترام الشرعية الدولية بشأن نزاع الصحراء الذى يحول دون تطبيع العلاقات الثنائية وتسبب فى جمود اتحاد المغرب العربى . وكان العاهل المغربى محمد السادس قد أكد - فى خطاب ألقاه فى أوائل نوفمبر الماضى فى ذكرى ضم الصحراء الغربية الى المغرب فى 1975 - استعداد الرباط سواء على الصعيد الثنائى وخاصة مع الجزائر التى وصفها ب "الشقيقة" أو على المستوى الإقليمى إلى انبثاق نظام مغاربى جديد يتجاوز الانغلاق والخلافات العقيمة .