عين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، الرجل الثانى فى البنك المركزى الروسى، وزيرا للاقتصاد فى إطار تعديل يعكس بحسب الخبراء إرادته استعاده السيطرة على إنعاش نمو متعثر. وعين نائب حاكم البنك المركزى منذ إبريل 2004 اليكسى أوليوكاييف (57 عاما) مكان أندرى بيلوسوف (54 عاما) الذى انضم إلى الكرملين كمستشار اقتصادى وهو منصب بعيد عن الأضواء لكنه نافذ جدا. ويبدو هذا التغيير تاليا لتولى الفيرا نابيولينا، الاثنين، رئاسة البنك المركزى الروسى بعد أن شغلت حتى الآن منصب مستشارة اقتصادية لفلاديمير بوتين. وتتولى السيدة المقربة من رئيس الجمهورية رئاسة مؤسسة تلقى الاحترام لاستقلاليتها لكنها خاضعة لضغوط السلطات التى اتهمت النسبة المرتفعة للفائدة لتبرير تباطؤ النمو. هذا العام لا تتوقع الحكومة نموا يتجاوز 2,4% مقابل 3,4% فى العام الفائت، وهى نسبة تعتبرها غير كافية لتحديث البلاد. وعلق ايفان تشاكاروف كبير اقتصاديي رينيسانس كابيتال بالقول إنه "قد يفسر هذا التعديل على أنه إعادة تركيز للسياسة الاقتصادية حول الرئيس بوتين" الذى يعتبر بيلوسوف مقربا منه. وفبيلوسوف كان مستشارا اقتصاديا لبوتين عندما كان الأخير رئيسا للوزراء، حيث اتخذ إجراءات إنعاش الاقتصاد فى أثناء أزمة 2008-2009. وبعد توليه حقيبة وزارية بعد عودة بوتين إلى الكرملين في العام الفائت تحدث علنا تكرارا عن خطر حدوث انكماش في روسيا بغياب إجراءات جديدة لدعم النشاط الاقتصادى، وقال فى مؤتمر صحافى فى 13 يونيو أن "خطر الانكماش قائم" وأضاف "يمكننا تجنبه". كما دافع عن فكرة برامج استثمارات عامة معتبرا أنها يجب أن تنال الأولوية على التقشف فى الميزانية. وأبقى بوتين على هذه الإستراتيجية فأعلن الجمعة فى أثناء منتدى اقتصادى فى شانت بطرسبرج عن برنامج أعمال كبرى بقيمة 450 مليار روبل (11 مليار يورو). ويقضى المشروع ببناء خط قطار سريع بين موسكو وكازان (800 كلم شرقا)، وإعادة بناء طريق دائرية على مدار 40 كلم حول موسكو وتطوير سكة حديد عابرة لسيبيريا بطول عشرة آلاف كلم. واعتبر اقتصاديو ألفا بانك، أن تعيين بيلوسوف يظهر أن "الرئيس الروسى سيصبح أكثر تدخلا فى القرار الاقتصادى" وينبئ بسياسة أكثر ميلا إلى دعم النمو، ووصفها مصدر تحدثت إليه النسخة الروسية لمجلة فوربس كطريقة لبيلوسوف "للتقرب من الرئيس" على خلفية تزايد الانتقادات إلى فريق رئيس الوزراء ديمترى مدفيديف. وكان خلفه اليكسى اوليوكاييف يعتبر الأفضل حظوظا من بين المدافعين عن استقلالية البنك المركزي لتولي رئاسته بعد مغادرة سيرجي ايجناتييف المقررة. لكن بعد اختيار بوتين نابيولينا تعذر عليه البقاء في منصبه على ما اعتبرت فوربس مؤخرا. وصرح الاقتصادى ايفان تشاكاروف "يمكننا كذلك الافتراض أن بوتين يحاول عبر سحب اولياكاييف من البنك المركزي تسهيل مهمة نابيولينا لاعتماد سياسة نقدية أكثر مرونة". ولطالما دافع اولياكاييف عن سياسة المؤسسة الصارمة التي ابقت على نسب فائدة مرتفعة بالرغم من الانتقادات التي صدرت على اعلى مستويات الدولة من أنصار فتح أبواب الاقراض. وهو يتحدر من موسكو ويحمل شهادة دكتوراه في الاقتصاد ويتكلم الفرنسية بعد أن أجرى دراساته في غرونوبل، قبل أن يتولى اولى مهامه كمستشار حكومي عام 1991. وكان انذاك منتميا إلى فريق رئيس الوزراء آنذاك الليبرالي ايغور غايدار الذي اعتمد "سياسة الصدم" التي نقلت روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي إلى اقتصاد السوق في مرحلة مؤلمة جدا.