أقر الرئيس السنغالي عبدالله واد بهزيمته في انتخابات الرئاسة وهنأ منافسه ماكي سال في خطوة فسرت على أنها تعزز أوراق اعتماد السنغال كدولة ديمقراطية في منطقة تسودها الفوضى السياسية. وتدفق آلاف من سكان العاصمة دكار الى الشوارع خلال الليل وهم يقرعون الطبول ويطلقون ابواق سياراتهم ويغنون ابتهاجا بعد ان اعلن التلفزيون الرسمي ان واد اتصل هاتفيا بسال ليهنئه على الفوز في اكثر الانتخابات جدالا في السنغال في التاريخ الحديث. وقال امادو سال وهو متحدث باسم واد لرويترز"انه البلد كله الذي فاز. "هذه لحظة عظيمة للديمقراطية والرئيس عبدالله واد يحترم صوت الشعب". وقال سائق يبلغ من العمر 52 في دكار"اخيرا انتهت 12 عاما من البؤس. الان لدينا امل في التغيير". وتمثل هذه الانتخابات احدث اختبار للديمقراطية في منطقة عانت من اراقة الدماء والانتخابات المزورة ومن بينها الانتخابات التي جرت في ساحل العاج والتي تسببت في اشعال حرب اهلية العام الماضي. والسنغال هي البلد الوحيد في غرب افريقيا الذي لم يشهد انقلابا منذ الاستقلال. وكان نشطاء المعارضة قد قالوا إن سعي واد لتولي فترة رئاسية ثالثة غير دستوري ورأى بعض الناخبين واد على انه مثال آخر لزعيم افريقي مكث طويلا في الحكم ويسعى للتشبث بالسلطة. وحثت الولاياتالمتحدةوفرنسا التي كانت تستعمر السنغال سابقا واد على عدم ترشيح نفسه . ولكن المحكمة الدستورية أيدت حجته بان اول فترة له في الحكم لا تحسب لانها بدأت قبل اقرار شرط عدم تولي الرئاسة اكثر من فترتين. واثار هذا الحكم احتجاجات عنيفة استمرت اسابيع. ولم يتمكن واد من تحقيق اغلبية في الجولة الاولى التي جرت في 26 فبراير شباط وحصل على 34.5 % من الاصوات . وجاء سال في المركز الثاني بحصوله على 26.6 %. ووحد المرشحون الذين خاضوا الجولة الاولى صفوفهم وراء سال(50 عاما) بالاضافة الى جماعة ام-23 وهي احدى جماعات المجتمع المدني التي تدعو الى تنحي واد البالغ من العمر 85 عاما. ولم تشهد الحملات الدعائية للجولة الثانية حوادث بعد ان قتل ستة اشخاص على الاقل في احتجاجات قبل الجولة الاولى. وكان واد يأمل في تمديد حكمه المستمر منذ 12 عاما من خلال اجتذاب سنغاليين كثيرين لم يدلوا بأصواتهم في الجولة الاولى ومن خلال التودد للزعماء الدينيين الذين يحظون بتأثير قوي في ذلك البلد الذي تقطنه اغلبية مسلمة. ومثل الفقر والبطالة الشكوى الرئيسية ضد واد الذي وصل الى السلطة عام 2000. وجادل واد بانه فعل اكثر مما فعله منافسوه الاشتراكيون خلال الاربعين عاما التي حكموا فيها البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960. ورأى ناخبون كثيرون واد الان على انه مثال اخر لزعيم افريقي مكث طويلا في الحكم ويسعى للتشبث بالسلطة. ويشمل برنامج سال اصلاحا لقطاع الطاقة وتجديد الجهود الرامية الى انهاء تمرد في منطقة كازامانس بجنوب البلاد والتي كانت منطقة جذب سياحي في الماضي. ويأمل سال ايضا في اجتذاب الناخبين بوعد بخفض الضرائب على السلع الاساسية مثل الارز في بلد يعني فيه ارتفاع اسعار الغذاء انفاق بعض المنازل نصف دخلها لضمان وجبة يومية من الارز.