وجه الناخبون في السنغال ضربة مؤلمة للرئيس عبدالله واد الذي ركب رأسه وأصر علي ترشيح نفسه لفترة ثالثة بالمخالفة لنص الدستور ولم يعطوه سوي أقل من35% من أصواتهم بالرغم من تصريحاته المتكررة بأنه سيفوز من الجولة الأولي. ولكن مازالت أمامه فرصة لإصلاح ما أفسده عناده وتحسين صورته أمام شعبه والرأي العام العالمي إذا لم يحاول تزوير النتائج لمصلحته في جولة الإعادة يوم18 مارس بتسخير أجهزة الدولة.. فإذا جرت بنزاهة وشفافية كما حدث في الجولة الأولي فمن المرجح ان يخرج من السلطة مرفوع الرأس مثل سلفه عبده ضيوف عام1990 ويقنع الناس بأن ترشحه لم يكن للتشبث بكرسي الرئاسة وإنما استخدام لتفسير ظن انه صحيح لتعديل دستوري سمح له بذلك وبحكم من المحكمة العليا. حصول واد علي ثلث الأصوات فقط في الجولة الأولي يحسب له كواحد من الزعماء القلائل الملتزمين بالديمقراطية في افريقيا, حيث قضي ربع قرن في صفوف المعارضة مدافعا عنها حتي فاز علي ضيوف عام1990 منهيا اربعين عاما من هيمنة الاشتراكيين علي الحكم. ويمكن أن يرسخ هذه الصورة الجميلة اكثر في الاذهان لو جاءت الجولة الثانية نزيهة وعادلة بصرف النظر عن الفائز: هو أم منافسه ماكي سال رئيس الوزراء الأسبق, فمازال بإمكانه الفوز ولو بالأغلبية البسيطة إذا استطاع استقطاب اصوات انصار بعض مرشحي المعارضة الاخرين الذين خرجوا من المنافسة. فبالرغم من تعهد قادة المعارضة بالوقوف معا وراء المرشح المعارض الذي سينافسه في الاعادة فإن عدم اتفاقهم علي مرشح واحد وخوضهم الانتخابات بثلاثة عشر مرشحا لمنافسة واد في الجولة الأولي يشير الي خلافات صعب عليهم تسويتها ويمكن لواد ان يلعب عليها وينتزع من أصوات انصارهم مايكفي للفوز, لأنه من المؤكد أن منهم من لايحبون سأل وقد يصوتون له نكاية فيه, بشرط ان ينظم حملة دعائية تقنع الناخبين بانه مازال الافضل وقادرا علي تنفيذ الاصلاحات الديمقراطية وتحسين احوال المعيشة كما وعد, خاصة ان منافسه لم يحصل في الجولة الأولي سوي علي26% من الأصوات. المزيد من أعمدة عطيه عيسوى