أقر الرئيس السنغالي عبد الله واد بهزيمته في انتخابات الرئاسة التي أجريت في البلاد وهنأ منافسه ماكي سال هاتفيا مساء الأحد، بعد أن أظهرت النتائج الأولية فوز سال بالأغلبية. وذكرت تلفزيون “ار اتي اس” الرسمي أن واد أجرى اتصالا هاتفيا بسال، رئيس وزرائه السابق، مساء الأحد أمس لتهنئته على فوزه في الانتخابات. وفي ذلك الوقت، كان سال قد حصل على 30 ألف صوت مقابل 11 ألف لواد. وخارج مقر حزب سال، تجمع الآلاف من الناس للاحتفال حيث رقصوا في الشوارع وأشعلوا الألعاب النارية ورددوا الهتافات. وتسلق بعض الأشخاص على أسطح سيارات الأجرة ولوحوا بملصقات تحمل صور سال في الهواء. ومن جانبه، اعتبر الكاتب السنغالي مامادو تيام مساء الأحد أن واد “استغل الورقة الوحيدة التي كانت لديه ليغادر من الباب وليس من نافذة التاريخ”. وجاءت الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة في السنغال بعد الجولة الأولى التي أجريت في فبراير الماضي وتغلب خلالها واد،85 عاما، الذي يتولى مقاليد السلطة منذ 12 عاما على سال بفارق نحو 8%. وترشح واد لفترة رئاسة ثالثة على الرغم من تحديد مدة الرئاسة بفترتين في الدستور. وعلى الرغم من المخاوف التي أثارها ترشح واد لولاية جديدة بعد انتخابه في 2000 واعادة انتخابه في 2007، فإن اعترافه بفوز رئيس وزرائه السابق دليل على الديمقراطية في السنغال. وصرح واد في بيان نشره القصر الرئاسي خلال الليل “أيها المواطنون وبعد انتخابات الدورة الثانية الأحد فإن النتائج الحالية تشير إلى فوز ماكي سال”. وأوضح واد “كما تعهدت بذلك اتصلت به ليل 25 مارس هاتفيا لأهنئه”. وأضاف “لقد توجهتم بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع وتم التصويت بحرية وهدوء واطمئنان”، و”أنا اهنئكم جميعا على الدور الذي لعبه كل منكم في هذه العملية”. من جهته، صرح سال خلال مؤتمر صحفي في أحد الفنادق الفخمة للعاصمة “هذا المساء (الأحد) كانت نتيجة الانتخابات أن الشعب هو الرابح الأكبر في السنغال”. وتعهد “بأنني سأكون رئيس كل السنغاليين”، وتوجه بالشكر إلى واد على اتصاله الهاتفي. وتابع سال “هذا المساء يبدأ عهد جديد في السنغال”، مشيدا بسلوك الناخبين والديمقراطية في البلاد. وختم بالقول إن “حجم هذا الفوز الذي كاد يكون إجماعا دليل على مدى تطلعات الشعب وسنعمل سويا على تحقيقها”. وتجمع آلاف الأشخاص أمام مقر حملة ماكي سال في دكار قبل اعلان فوزه حتى وهم يرقصون ويهتفون “ماكي رئيسا” و”لقد نجحنا هذه المرة”. وشهد المساء تجمعات مشابهة في العديد من أحياء دكار وحتى في ساحة الاستقلال بوسط العاصمة القريبة من المقر الرئاسي.