بات الفلسطينيون خائفين من التوجه إلى ينابيع المياه القريبة من المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، والتي يسيطر المستوطنون على 53% منها، ويسعون للسيطرة على البقية باستخدام العنف والترهيب، بسبب تعدي المستوطنين عليهم. وروى الشاب أمجد مظلوم من قرية الجانية غرب رام الله بالضفة الغربية، أنه كان يقوم بإعمار أرض استأجرها قرب نبع للمياه بجانب القرية، حين هاجمه عشرات المستوطنين وحطموا سيارته، وفي مرة أخرى اعتدوا عليه بالضرب بداعي أنه يفلح أرضه قرب نبع وأرض مملوكتين لهم. وقال مظلوم ل"العربية.نت": "إنهم يأتون في نهاية الأسبوع ويكونوا مسلحين، وفي كل مرة يحاولون إبعادنا عن أرضنا، ويمنعونا من القيام بفلاحتها، كما أنهم سيطروا جزئياً على عين الماء، ويأتون للاستحمام فيها، وأتوقع أنهم سيسيطرون عليها بالكامل قريباً". استيطان الينابيع وفي اليوم العالمي للمياه الذي يصاف غداً الخميس 22 مارس/آذار، تفتح قصة مظلوم الباب على مصراعيه على قضية خطيرة تتعلق بسعي إسرائيل والمستوطنين للسيطرة على ينابيع المياه في الضفة الغربية. حيث أشار تقرير صدر عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن اسرائيل تسيطر على 30 من أصل 56 نبعاً قريباً من المستوطنات المقامة على أراضي الضفة، فيما البقية معرضة هي الأخرى لخطر الاستيلاء عليها، حيث "يقوم المستوطنون بأعمال عنف وترهيب للمزارعين الفلسطينيين لمنعهم من الوصول إليها". كما أكد التقرير أن المستوطنين بدأوا أعمال ترميم قرب هذه الينابيع لتحويلها إلى "متنزهات طبيعية خاصة بهم"، وأوضح أن 84% من الينابيع التي تم الاستيلاء عليها تقع على أراض تعترف إسرائيل أنها مملوكة من الفلسطينيين. وأضاف التقرير الذي طالب إسرائيل بمحاكمة المستوطنين على أفعالهم "أن الممارسات المتبعة في الاستيلاء على ينابيع المياه وتطويرها والتعدي والترويع والسرقة والبناء بدون تصاريح، ممارسات غير قانونية ليس فقط بموجب القانون الدولي، وإنما أيضاً بموجب القانون الإسرائيلي. ولكن السلطات الإسرائيلية تقاعست وبشكل منهجي عن فرض القانون على مرتكبي هذه الأفعال وتقديم أي حل فعال للفلسطينيين". حرب على المياه الفلسطينية وأكد المسؤول في سلطة المياه الفلسطينية أيمن جرار ل"العربية.نت" على وجود أزمة مياه تهدد الفلسطينيين وتنذر بحالة عطش غير مسبوقة في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن إسرائيل تشن "حرباً غير مسبوقة للسيطرة على موارد المياه الفلسطينية". وأضاف جرار: "منذ العام 1995 لم تسمح إسرائيل للفلسطينيين بعمل ما يمكنهم عمله لزيادة حصتهم من المياه حتى في المناطق التي نسيطر نحن عليها، وهذا يعرض شعبنا لخطر العطش والتصحر". وشرح جرار أن "إسرائيل استولت على 350 بئراً ارتوازياً في الضفة، وتمنعنا من الاستفادة من مياه البحر الميت، ومياه نهر الأردن والحوضين الغربي والشمالي الشرقي، كما أن هناك الكثير من الينابيع والآبار التي جفت بسبب عوامل طبيعية وبالتالي حصتنا من المياه تقل باستمرار". وأكد جرار أن نصيب الفرد الفلسطيني من المياه يومياً 70 لتراً مقابل 320 للمستوطن، و230 للفرد الإسرائيلي، علماً أن منظمة الصحة العالمية حددت نصيب الفرد اليومي من الماء لكافة الاحتياجات ب150 لتراً، ما يعني أن المستوطن له أربعة أضعاف ونصف حصة الفلسطيني. وختم قائلاً: "نحن نحصل على 15%من نسبة المياه المتجددة في فلسطين البالغة 2600 مليون لتر، نصفها نحصل عليه من آبار خاضعة بنا والبقية نشتريها من إسرائيل التي تسيطر على 85% من موارد المياه". المصدر " العربية .نت "