قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الحرب السورية توسع من الانقسام بين السنة والشيعة مع انضمام الجهاديين الأجانب إلى المعركة على الأضرحة المقدسة، بينما أكدت قوات المعارضة السورية أنهم يحترمون جميع الأماكن المقدسة إلا أن ضريح السيدة زينب "رضى الله عنها" يحفز حوالى 10 آلاف شيعى للتطوع للدخول فى الحرب. وأشارت الصحيفة فى البداية إلى أن عمار صديق، الطالب الشيعى من بغداد انتقل فورا إلى سوريا عندما تلقى مكالمة من صديق من دمشق يقول له إن أحد أهم الأضرحة والمزارات المقدسة لدى الشيعة قد تعرض للضرر على يد قوات المعارضة، وأصبح "صديق" أحد الجهاديين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا ليس للانضمام إلى المعارضة السنية، ولكن للمحاربة مع الشيعة. وحاول "صديق" الانضمام إلى جماعة تسمى أبو الفضلى العباس، التى ظهرت خلال الأشهر ال14 الماضية كواحدة من أكثر الجماعات قوة فى سوريا. وتشير المقابلات التى أجراها مراسل الصحيفة مع أعضاء سابقين وحاليين بتلك الجماعة إلى أنها تضم حوالى 10 آلاف متطوع كلهم من الشيعة، والعديد منهم من خارج سوريا. وسبب وجود الجماعة خدمة وحماية المواقع الشيعية المقدسة، لاسيما السيدة زينب، والذى يعد من معالم دمشق بقبته الذهبية، لكن دور هذه الجماعة أخذها إلى أطراف الحرب السورية، وهى الآن منافس مباشر فى ميدان المعركة، سواء من جين الأرقام أو القوة، لجبهة النصرة، الجماعة الجهادية التى تقوم بدور بارز بين جماعات المعارضة المقاتلة. وتتابع "الجارديان" قائلة: "انتشرت كلمة أبو الفضل العباس، فى بغداد وأماكن أخرى فى المناطق الشيعية، وينحدر الكثير من المتطوعين فيها من معقل الشيعة فى العراق، حيث بدأت الجماعة العام الماضى بفتوى من النجف من قبل رجل الدين أبو القاسم الطائى الذى منح تفويضاً دينياً للشيعة الذين يذهبون إلى القتال فى سوريا". وكانت جماعة أبو الفضل العباس أكثر وضوحاً فى الأشهر الأخيرة عما كانت عليه فى السابق، منذ أن بدأت تعمل فى مارس العام الماضى، ودورها المتزايد فى أرض المعركة جاء مع تصعيد حزب الله تدخله فى سوريا لاسيما فى قيادة الهجمات على بلدة القصير الحدودية.