أدان البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي حملة القمع الدامية التي تشنها الحكومة السورية ضد المتظاهرين ، ودعا لمحاسبة المسئولين عليها ، ونص البيان علي أن المجلس المؤلف من 15 عضوا يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق المدنيين السوريين من قبل نظام الأسد الذي تعامل بشكل وحشي مع المتظاهرين في مدن حماة ودير الزير وغيرها من المدن السورية والذي أدي لأكثر من 134 قتيل و90 مصاب من خلال حملة شنها الجيش السوري علي المدنيين ليلا بالدبابات وهو ما أدي إلي إدانة المجتمع الدولي لسورية وتصاعد المطالبات بفرض عقوبات عليها شبيهة بالعقوبات المفروضة علي إيران في محاولة لتقويض نظام الأسد . ودعا مجلس الأمن في بيانه السلطات السورية إلي احترام حقوق الإنسان وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي والمساعدة في تقديم المتورطين في قمع المتظاهرين للمحاسبة وحث المجلس سورية علي التعاون مع المفوض الاعلي لحقوق الإنسان . وتجدر الإشارة إلي أن هذه ليست المرة الأولي لمجلس الأمن التي يجتمع فيها لمناقشة فرض عقوبات علي سورية حيث اجتمع المجلس بعد شهر علي بدء الاحتجاجات في مارس الماضي اعتراضا علي استمرار الأسد وصدر قرار عن المجلس يدين سياسة الرئيس السوري في التعامل مع المتظاهرين وهو ما أدي لانقسام أراء الدول الأعضاء حول قرار الإدانة خاصة مع رفض روسيا والصين ( كلتاهما حليفة الأسد ) أي محاولة لفرض عقوبات علي سورية , وعلي خلفية تطورات الوضع في سورية وتصاعد وتيرة الاحتجاجات عمدت قوى أوروبية إلي إعادة النظر في مسودة هذا القرار في محاولة لدراسة كيفية الرد علي القمع السوري للمتظاهرين وتمسك الأسد باستمراره . وهو ما أدي لاجتماع دول غرب أوروبا قبل شهرين وإصدار قرار ضد نظام الأسد لكنه تعثر بسبب استمرار رفض بعض الدول أعضاء المجلس والتي لها حق الفيتو ومع الانتهاكات السورية ضد المدنيين العزل وزعت الدول الأوروبية مشروع قرار جديد لكن الدبلوماسيين الهنود والروس قالوا أنه لا يختلف عن النص السابق الذي رفضوه قبل شهرين . وقال السفير الروسي "فيتالي تشوركين" "هذا ليس بجديد". وقال السفير الهندي "هاردين سنغ بوري " لم يتم تعديل النص الذي طرح سابقا ، ماعدا إضافة بعض المستجدات ". وهددت روسيا والصين باستخدام حق الفيتو لمنع صدور أي قرار ضد الأسد ، تدعمها في ذلك البرازيل والهند وجنوب أفريقيا. وتعارض هذه الدول صدور أي قرار يدين سوريا . ومن جانبه لم يجد الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" غير التأكيد علي أن الأسد "فقد كل شعور إنساني" , وأعلن رفضه لأعمال القمع التي تشهدها سوريا وطالب الأسد بأن يكون مسئولا أمام القانون الدولي . في هذه الأثناء ازدادت الدعوات التي تطالب الرئيس أوباما بالتدخل وإيقاف حالة العنف الدموي التي تشهدها سورية وهو ما دفع إدارة اوباما لحشد الرأي العام الدولي ضد نظام الأسد وصرح أوباما بان الأسد قد فقد شرعيته , وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أن الأسد ليس شخصا لا يمكن الاستغناء عنه , وعقدت مؤخرا لقاء مع نشطاء سوريين في الخارج من أجل مناقشة الوضع الراهن في سورية . ومع حملة القمع الوحشي الأخيرة التي شنتها قوات الأسد ضد المدنيين في أول أيام رمضان قرر مجلس الأمن الانعقاد الأربعاء الماضي وإصدار بيان يدين نظام الأسد ويطالب سورية بالالتزام بحقوق الإنسان وتدعم هذا البيان الولاياتالمتحدة , بريطانيا , فرنسا , ألمانيا والبرتغال في حين تنصلت لبنان من البيان وقالت أنه لا يساعد علي إنهاء الأزمة في سوريا كما هددت كل من روسيا والصين بالاعتراض علي أي قرار رسمي من المجلس يدين سورية . وعلي الرغم من تصاعد حدة العنف في التعامل مع المدنيين إلا إن البيان لم يشر إلي أية محاولة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان . والجدير بالذكر انه قام المئات من السوريين المقيمين في مصر أمس بتنظيم مظاهرة أمام السفارة السورية بالدقي ,مطالبين برحيل السفاح السوري بشار الأسد ومنددين بما يفعله الجيش السوري في حماه و غيرها من البلدات . فقد دعا عدد من الناشطين السياسيين السوريين الشعب السوري للتظاهر في جمعة "الله معنا " للتنديد بالنظام و الجيش السور بأكمله ,على الصعيد الآخر أستعد الجيش السوري لمهاجمة تلك الجمعة مبادرين بمنع أقامة صلاة الجمعة في كل المساجد مدينة حماة . كما ترددت أنباء عن قصف أحياء حماة الشمالية و انتشار دبابات بساحة العاصي و تمركز للقناصة . وقام عدد من الموالون للنظام السوري بالاتجاه نحو حماة ينادون ببقاء بشار الأسد و بقاء نظامه. و لم يكتفي الأمر في حماة فقط بل أمتد حتى منطقة داريا و التي تقع قرب العاصمة السورية حيث شهدت داريا أطلاق نار من قبل قوات الآمن السوري لمنع الخروج المظاهرات وكل من يحاول الخروج يلقى مصرعه على الفور. ووصل عدد القتلى في ريف دمشق إلى ستة قتلى في أقل من ساعتين