فجر موقع ويكليكس اليوم الاثنين، فضيحة من العيار الثقيل تخص انتخابات الأمريكية التي جرت في الرابع من شهر نوفمبر عام 2008، ملخصها تفشي عمليات تزوير واسعة قام بها ممثلو الحزب الديمقراطي من الأمريكيين السود لصالح باراك أوباما. معطيات هذه الفضيحة مسروقة من موقع وكالة ستراتفور الأريكية للاستخبارات، المعروفة بارتباطاتها الوثيقة بأجهزة المخابرات الامريكية، الوكالة المركزية للمخابرات "سي آي إيه" ومكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، وشرع في تسريبها موقع ويكليكس، بعد الاتفاق مع مجموعة القراصنة "انونيموس" على نشرها، حيث ورد في إحدى المعطيات المسروقة، رسائل الكترونية تبادلها مسؤولون وعاملون في وكالة ستراتفور، من بينها رسالة الكترونية تتحدث عن تسجيل عمليات تزوير كبيرة قام بها ديمقراطيون سود، في مكاتب انتخابية بمدينة فيلادلفيا أكبر مدن ولاية بنسلفانيا، وولاية أوهايو، وهي المنطقتين المعروفتين بكونهما معقل الجمهوريين، واللتان لعبتا دورا في فوز المرشح الديمقراطي باراك اوباما، بعد حصوله على أغلبية الأصوات بها. وأماطت الرسالة اللثام عن وجود "صفقة سرية" تستهدف إنجاح باراك اوباما في الانتخابات بأي ثمن، حتى تتمكن الإدارة النفاذة في واشنطن من لجم جماح القس الأمريكي الأسود جيسي جاكسون، والحد من هجماته المتكررة ضد سياسة واشنطن المؤيدة لإسرائيل والصهيونية العالمية وعدم التحرك لحل القضية الفلسطينية. وحملت رسالة أخرى مسربة، بتاريخ 5 نوفمبر 2008، حقائق أخرى تخص ذات الموضع، منها أن المرشح الجمهوري السيناتور جون ماكين، كان على دراية تامة بالقصة، وخاصة ما حصل من تزوير شامل في ولايتي أوهايو وفيلادلفيا، لكنه رفض الطعن في نتائج الانتخابات في آخر لحظة، لأسباب "مجهولة"وسط ذهول مستشاريه والمقربين منه، وغضب عارم من جانب كبار رموز الحزب الجمهوري الذين وجدوا في فعله ذاك مؤامرة على الحزب.
ومباشرة بعد ساعات قليلة من نشر هذه المعلومة المثيرة وغيرها عبر ويكليكس، أعلن المدير التنفيذي لوكالة "ستراتفور" المختصة في الانتيليجانسيا الاقتصادية والتحاليل الجيوسياسية، عن استقالته اليوم الاثنين من موقع وكالة ستراتفور.
وكان موقع ويكيليكس، قد شرع في وقت سابق من اليوم، في نشر برقيات الكترونية سرية تمثلت في مراسلات وإخباريات بين عاملين ومسؤولين في وكالة ستراتفور، بعضها يتضمن معلومات بالغة السرية وشديدة الحساسية. وينظر لوكالة ستراتفور في أوساط الرأي العام والصحافة بالولايات المتحدةالأمريكية، على أنها الوجه المخصص لوكالة الاستخبارات المركزية، حيث يطلق على ستراتفور اسم "سي آي إيه برايفت"، نسبة لاهتمامها بجمع المعلومات السرية واستغلالها وبيعها لمؤسسات رسمية داخل أمريكا أو حتى لشركات خاصة.