قال سكرتير بابا الكنيسة الأرثوذكسية، إن الهدف من زيارة البابا تواضروس الثانى للفاتيكان هو تقديم التهنئة للبابا الجديد بمناسبة تجليسه والعمل على التقارب بين كرسى الإسكندرية والفاتيكان. ونفى أنجليوس إسحاق، خلال وجوده، اليوم الخميس، بالمطار بصحبة البابا تواضروس الثانى قبل مغادرة الأخير إلى الفاتيكان، أن يكون من المقرر أن يتم خلال الزيارة إثارة مشكلات خاصة بالمسيحيين فى مصر، مؤكدًا أن البابا يؤمن تماماً بأن مشاكل أقباط مصر هى مشاكل داخلية خاصة. وأضاف، "البابا وطنى حتى النخاع، ولا يقبل أن تطرح مشاكلنا الداخلية فى الخارج، ويدخل عنصر غريب فى شأننا الداخلى، وأى شخص يحاول أن يتدخل أو يفرض نفسه يمنعه البابا بقوة". وغادر البابا تواضروس الثانى مطار القاهرة، اليوم، متجهًا إلى الفاتيكان، فى أول زيارة خارجية له منذ اعتلائه الكرسى البابوى فى شهر نوفمبر الماضى، لتقديم التهنئة إلى فرانسيس الأول بابا الفاتيكان بمناسبة اعتلائه كرسى بابا روما. كما سيبحث الاثنان التعاون بين الفاتيكان والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى زيارة تستغرق ستة أيام، وتشمل أيضاً إيطاليا، بحسب مصادر كنسية. وأضافت المصادر ذاتها، أن الزيارة لها أهداف أخرى هى دعم الحوارات اللاهوتية بين الكنيسة القبطية والفاتيكان، وتدشين أول كنيسة قبطية فى الفاتيكان، والتوسط لتهدئة الأجواء المتوترة بين الفاتيكان والأزهر، إضافة إلى دعوة بابا الفاتيكان لزيارة مصر للمرة الأولى منذ تنصيبه. وشهدت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان حالة من التوتر الشديد فى عهد بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر عام 2006، عندما ربط الأخير فى إحدى محاضراته بين الإسلام والعنف، مما أثار استياء الأزهر. ثم أعلن مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر، فى فبراير 2011 تجميد حوار الأديان بين الأزهر والفاتيكان، عقب تصريحات أخرى للبابا بشأن حادث التفجير الذى استهدف كنيسة القديسين فى مدينة الإسكندرية، والتى طالب فيها بحماية المسيحيين فى مصر، وهو ما اعتبره الأزهر تدخلاً غير مقبول فى الشئون المصرية. وتعد زيارة تواضروس الثانى هى الأولى من نوعها منذ 40 عامًا، حيث كانت آخر زيارة قام بها بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية للفاتيكان هى تلك التى قام بها البابا الراحل شنودة الثالث يوم 10 مايو 1973، حيث التقى مع بابا الفاتيكان الراحل بولس السادس.