ألقى الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، بدعوة من مؤسسة نيلسون مانديلا محاضرة تحت عنوان "التعددية والترابط والمشاركة من أجل العدالة الاجتماعية"، بحضور 1200 شخص، على رأسهم الدكتورة جراسا ماشيل؛ زوجة الزعيم الجنوب إفريقى نيلسون مانديلا. وبدأت الندوة بتحية قدمها سراج الدين للمناضل الإفريقي العظيم نيلسون مانديلا قائلا إنه "ألهم العالم وحرّر مواطنيه وأسهم ربما أكثر من أي إنسان آخر فى القضاء على العنصرية فى العالم". وتحدث عن الثورات العربية والتي أسقطت الأنظمة الاستبدادية وأعاد الحياة الي شريان العالم العربي وأكد أن الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية مبادئ حان وقتها حتى في أقصى أركان المعمورة. ولفت إلى أن العدالة تتضمن الحرية والمساواة والتفاعل الاجتماعي، بحيث لا يتم عزل شخص أو جماعة عن محيطها، للأثر المدمر الذى يتركه ذلك الأمر فى المجتمع، مما يؤدى بالتالى إلى تقويض العدالة. وأشار إلى تعريف مانديلا للحرية؛ حيث قال "أن تكون حرا ليس معناه مجرد تحرير الشخص من قيوده ، وإنما أن تعيش بطريقة تحترم وتعزز حريات الآخرين". وأوضح أن الأغلبية الساحقة من الإنسانية نبذت فكرة وجود مجتمعات متجانسة فى العرق أو الديانة أو غيرها، وأن من أرادوا تحقيق ذلك من خلال الإبادة والتطهير العرقى لم يفلحوا فى مسعاهم. إلا أن تقبل التعددية ليس من السهل تطبيقه، حتى فى المجتمعات الديمقراطية فى أوروبا؛ حيث انقسمت تشيكوسلوفاكيا إلى بلدين، كما أن بلجيكا اليوم فى مفترق طرق. وشدد فى ختام المحاضرة على أن المؤمنين بالديمقراطية والحرية سيكون لهم الغلبة، فلا أحد يمكنه إيقاف مد التغيير والتقدم، ووجّه حديثه إلى الشباب فى "كيب تاون" والقاهرة وغيرها من عواصم العالم قائلا "لقد قيل عنكم إنكم أبناء الإنترنت أو جيل الفيسبوك ، ولكنكم أكثر من ذلك بكثير.. أنتم طليعة الثورة العالمية العظيمة للقرن الحادى والعشرين؛ فاستمروا فى الرحلة التى بدأتموها، وشيّدوا عالما جديدا لأنفسكم وللآخرين، ولا تنسوا الأجيال الآتية من بعدكم، والمهمَّشين والبائسين، ومُدّوا أيديكم للجميع، وأرسوا من خلال أفعالكم أسسا قوية لمستقبل أفضل". تجدر الإشارة إلي أن قائمة المتحدثين فى المحاضرات السنوية السابقة بمؤسسة نيلسون مانديلا تضم: الرؤساء؛ بيل كلينتون وتابو مبيكى وإلين جونسون سيرليف، بالإضافة إلى ديسموند توتو ووانجارى ماتاى وكوفى عنان ومحمد يونس الحائزين على جوائز نوبل. كما ألقى محاضرة 2010 الكاتب والحقوقى إريال دورفمان. وقد أنشأ نيلسون مانديلا المؤسسة التى تحمل اسمه عام 1999 عقب تركه السلطة، وهى تهدف إلى بناء مجتمع عادل عن طريق نشر قيم مؤسسها ورؤيته.