يرى محللون، أن الغارات التى شنتها الطائرات الإسرائيلية على مشارف دمشق، تبعث رسالة واضحة إلى إيران وسوريا بأنها لن تسمح بوصول أية شحنات أسلحة إلى حزب الله اللبنانى، مقللين من المخاوف من أن تؤدى هذه الغارات إلى رد فعل واسع. وفى حال تأكيد هذه الهجمات، فإنها ستكون الثالثة التى تقصف فيها إسرائيل أهدافا سورية ما يثير غضب طهران ويدفع بالقوات الإسرائيلية إلى إعلان أعلى حالات التأهب منذ سنوات، بحس المصدر. وصرح لوكالة فرانس برس، أن إسرائيل لن تتردد فى التحرك مرة أخرى. وقال "فى أى وقت تعرف فيه إسرائيل عن نقل أسلحة من سوريا إلى لبنان، فإنها ستهاجم". وقال ايال زيسر الخبير فى الشؤون السورية فى جامعة تل أبيب: إن الغارات بعثت رسالة واضحة بأن إسرائيل لم تعد تسمح بنقل أسلحة إيرانية إلى حزب الله. وصرح لإذاعة الجيش الإسرائيلى "إذا كانت إسرائيل قد تحركت بالفعل فى سوريا، فإن الرسالة إلى بشار الأسد واضحة.. نحن لا نستهدفك بل نستهدف حزب الله وإيران". وضاف أن "بشار يفهم هذه الرسالة". وحذرت إسرائيل مرارا من أنها لن تسمح بنقل أسلحة كيميائية أو أسلحة متطورة إلى حزب الله، وقال زيسر إنه رغم أن الأسلحة المستهدفة لن تؤثر على التوازن الإستراتيجى فى المنطقة، إلا أن إسرائيل بدأت تظهر بأنها تتخذ خطا متشددا جديدا. وقال "إسرائيل تغير بالفعل المعادلة وتقول من الآن فصاعدا، لن أسمح بما كان يحدث منذ 20 عاما وهو نقل الأسلحة (من إيران) إلى حزب الله". ورأى أن إسرائيل تستغل ضعف الأسد لتفعل ما لم تكن قادرة على فعله فى الماضى "بمهاجمة الأسلحة الإيرانية المتوجهة إلى لبنان أثناء تواجدها على الأراضى السورية". وأضاف أن "ذلك هو المعنى الاستراتيجى - المسألة لا تتعلق بسوريا أو ببشار، بل بحزب الله وإيران". وقال تزاحى هانيغبى النائب من حزب الليكود الحاكم المعروف بقربه من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: إن إسرائيل تحذر منذ سنوات بأنها لن تسمح بوصول أسلحة متقدمة إلى حزب الله. وصرح لإذاعة الجيش الإسرائيلى "لقد حذرت إسرائيل حتى قبل بدء الحرب الأهلية السورية، بأنها ستتحرك لمنع إمدادات حزب الله من الأسلحة المتطورة". وأضاف "ما نريده هو بشكل أساسى أن نضمن أنه وبكل الفوضى فى سوريا، لن نرى حزب الله يصبح قويا.. وهو ما يمكن أن يجرنا إلى نزاع مع حزب الله نمنى فيه بخسائر كما حدث فى الماضى لأننا لم نتحرك فى الوقت المناسب لإلحاق الضرر بقدراته المتزايدة". وخاضت إسرائيل حربا استمرت 34 يوما مع حزب الله فى 2006 أدت إلى مقتل 1200 شخص فى لبنان معظمهم من المدنيين، و160 إسرائيليا معظمهم من الجنود. ورغم المخاوف من أن تتسبب الغارات الإسرائيلية على سوريا بتوسع النزاع، فلا يبدو أن إسرائيل تستعد لمواجهة واسعة، رغم أنها نقلت بطاريتين من أنظمة القبة الحديدية المضادة للصواريخ إلى شمال البلاد. ولم يلغ نتانياهو زيارته التى تستمر خمسة أيام إلى الصين، إلا أن مكتبه أكد أن مغادرته البلاد "تأخرت ساعتين" دون أن تؤكد الأنباء بأن السبب فى ذلك هو اجتماع أمنى للحكومة. ورغم أن المعلقين استبعدوا أى رد سورى مسلح، إلا أنهم حذروا من أن إسرائيل تلعب بالنار. وقال زيسر: "إذا واصلنا هذه السياسة فيجب الحذر.. السؤال هو ما الذين يمكن أن تفعله إيران وحزب الله استنادا إلى الواقع الجديد الذى تخلقه إسرائيل". وصرح غيورا ايلاند الجنرال الإسرائيلى السابق ورئيس الأمن القومى "نحن فى الوقت الحالى عشية حرب" مشيرا إلى أن ذلك "ليس فى مصلحة الأسد أو حزب الله". وأضاف أن "خطر اندلاع حرب متدن، ولكن لا يمكن التأكد مما إذا كان الواقع يتغير إمام أعيننا". ورأى أن انهيار نظام الأسد سيفيد إسرائيل لأنه سيوقف نقل الأسلحة. وأوضح "لقد أصبح الآن من مصلحة إسرائيل التعجيل فى سقوط الأسد الذى يتعرض لابتزاز من حزب الله وإيران اللذين يطالبانه بمواصلة نقل الأسلحة إلى حزب الله مقابل تقديم الدعم له فى الحرب الأهلية". وأضاف ""إذا سقط الأسد غدا.. فرغم كل المشاكل التى سيتسبب بها ذلك، فإنه سيعنى على الأقل أنه لن يتم نقل أية أسلحة أخرى إلى حزب الله".