أكد الفنان عادل إمام أنه استقبل حكم حبسه بتهمة 'الإساءة للدين الإسلامي' بدهشة بالغة، وقال إنه حين قدم فيلم 'الإرهابي' كان يدافع عن وطنه في ظل الهجمة الشرسة التي تعرض لها من جانب الإرهاب وكان يدين العنف، ولم يكن هدفه 'الإساءة للإسلام' أو 'المتدينين الحقيقيين أبدا' بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط. وضح أنه فوجئ بالحكم الصادر ضده، وعندما علم به طلب من محاميه الخاص استئناف الحكم، وبالفعل وافقت المحكمة على الاستئناف ومن المقرر إعادة نظر القضية يوم 3 نيسان (أبريل) المقبل، وأعرب إمام عن ثقته في أن يكون الحكم المقبل لصالحه. وسادت حالة من القلق في الوسط الفني بعد 'حكم الحبس' وسط مخاوف على مستقبل حرية الإبداع. وأعرب المخرج داوود عبد السيد، عن صدمته إزاء الحكم، قائلا إنه يخشى أن يكون بداية لهجمة شرسة على حرية الإبداع، خاصة في ظل تصاعد التيارات السياسية ذات الخلفية الدينية والتي لم تتوقف عن تصريحاتها المحرضة ضد الإبداع بصوره المختلفة. واستشهد عبد السيد بقيام أحد أقطاب السلفيين ب 'الإساءة' إلى كاتب كبير بحجم نجيب محفوظ، وهو ما يؤكد أن المبدعين بالفعل في حاجة ماسة إلى التوحد في مواجهة تلك 'الهجمات الشرسة' ضدهم. وأعرب عبد السيد عن تضامنه الكامل مع الفنان عادل إمام، خاصة وأن الحكم الصادر ضده 'ليس الهدف منه إمام نفسه ولكن المقصود منه 'تكميم' أفواه المبدعين، في وقت كنا نتوقع فيه مساحة أكبر من الحرية بعد ثورة 25 يناير'. ورفض المخرج خالد يوسف الربط بين 'سيطرة' التيار الإسلامي والحكم الصادر ضد إمام، وقال إن هذا الحكم ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن تعرض المبدعون لمثل تلك الهجمات في ظل النظام السابق لكن حالة الهجوم تصاعدت بشدة مؤخرا. وقال يوسف إن تشكيل جبهة الدفاع عن الإبداع بدت في تلك الظروف الراهنة هامة للغاية ، حيث أثبت الحكم صحة وجهة نظرنا بأننا يجب أن نستبق الهجوم علينا بتلك اللجنة للدفاع عن حرية الإبداع الفني. وأشار إلى أن الحكم السابق لن يثنيه شخصيا عن مشروعه الفني الذي سبق أن أعلن عنه مؤخرا بتحويل رواية 'أولاد حارتنا' للراحل نجيب محفوظ إلى عمل سينمائي، على الرغم من أن بعض التيارات الدينية لها موقف 'عدائي ضد الرواية'.