رحبت الحكومة التركية اليوم، الجمعة، بإقدام المسلحين الأكراد على تنفيذ خطة الانسحاب، ووصفت ذلك بأنه تقدم مهم نحو إنهاء ثلاثة عقود من الصراع، لكنها حذرت المعارضة من مغبة تخريب عملية السلام. وسارع الحزب القومى الرئيسى إلى التأكيد على معارضته لأى مواجهة مع المسلحين أثناء انسحابهم. وأمر القائد العسكرى للمتمردين الأكراد فى تركيا، مراد كارايلان، يوم الخميس، مقاتليه بالبدء فى مغادرة تركيا فى الثامن من مايو، إلى الجبال فى شمال العراق، فى خطوة لإنهاء الحرب التى أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص. ويمثل الانسحاب خطوة كبرى إلى الأمام فى خطة سلام، تم التوصل إليها خلال أشهر من المفاوضات بين المخابرات التركية وزعيم حزب العمال الكردستانى، عبد الله أوجلان، المسجون فى سجن على جزيرة بالقرب من اسطنبول. وأصبحت الكرة الآن فى ملعب الحكومة التركية، لإجراء الإصلاحات التى طلبها أوجلان وأنصاره، فى عملية ستتطلب دعما للتغييرات التى ستجرى على الدستور فى مواجهة غضب القوميين. وقال نائب رئيس الوزراء، بولنت أرينج: "النقطة التى وصلنا إليها فى العملية مهمة جدا، ويجب أن نكون حريصين بشأنها حتى تكتمل بنجاح". وقال منتقدا أحزاب المعارضة بما فيها حزب الحركة القومية لسعيها إلى "تشويه سمعة" الحكومة، "من الضرورى أن نتجنب تماما التصرفات والأفعال التى من شأنها تخريب هذه العملية". ولم يخف القوميون معارضتهم للتفاوض مع المسلحين الأكراد. وقال زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلى، فى بيان، "الأمة التركية لن تستسلم تحت أى شروط لحزب العمال الكردستانى، أو تنصاع للمطالب الخائنة لحزب العمال الكردستانى". وأعطى قرار الانسحاب دفعة قوية لرئيس الوزراء، طيب أردوغان، الذى اتخذ قرارا يمثل مغامرة سياسية كبيرة بالتفاوض مع حزب العمال الكردستانى، قبل انتخابات محلية ورئاسية تجرى العام القادم.