دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قوي الاستعمار الغربية إلي الاعتذار عما ارتكبته من جرائم في حق الإنسانية علي مر التاريخ, خاصة ما ارتكبه في دول إفريقيا. كما شدد فضيلته علي ضرورة الانسحاب الفوري والنهائي لتلك القوي من دول إفريقيا التي يعمل الغرب علي بقائها جميعا أسواقا لمصانعه, بالإضافة إلي ضرورة الكف عما تنفذه المنظمات الغربية, لاسيما منظمتا الكومنولث والفرانكفونية, من خطط استعمارية في مختلف المجالات في إفريقيا. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور حسن الشافعي المستشار الفني للإمام الأكبر, خلال افتتاح ورشة العمل التي نظمتها الرابطة العالمية لخرجي الأزهر بالتعاون مع وزارة الخارجية أمس. وحضرها كل من وزير الأوقاف ورئيس جامعة الأزهر, والسفير وحيد جلال نائبا عن وزير الخارجية. وقال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف إن الإسلام والأزهر وإفريقيا ثلاثية واحدة لا تنفصل عبر التايخ إذا ذكرت إحداها, ذكرت الأخريان تلقائيا, وأكد وزير الأوقاف أن الأزهر لا يمكن ان يكون بصورته ودوره الرائد بغير إفريقيا, كما أن إفريقيا لا يمكن أن تصل إلي ما هو مأمول منها بغير الإسلام الذي يحمله الأزهر, مشيرا إلي أن أبناء إفريقيا في مصر ليسوا ضيوفا, بل هم جزء أصيل من لحمة هذا البلد. وأكد الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر أنه مثلما أن نهر النيل يعد شريان الحياة للدول التي يمر بها, فإن الأزهر بتاريخه المشرق هو شريان الحياة لكل إفريقي بما ينشره من قيم الحب والسلام والوسطية في كل ربوع العالم, وأشار إلي أن العلاقات المصرية الإفريقية ليست جديدة, ولكنها قديمة جدا ويشهد بها الوافدون الذين يدرسون بالأزهر من جميع الدول والبلدان الإفريقية, فضلا عما يقدمه الأزهر من منح ودورات تدريبية لأبنائنا الأفارقة, وأكد العبد أنه إذا كانت العلاقة بين مصر وإفريقيا قد أصابها نوع من الفتور في بعض الفترات فنحن جديرون بإعادتها إلي أفضل مما كانت. وفي كلمته أشار أسامة ياسين نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر إلي نشأة الرابطة ودورها وأهدافها والفروع التي تم إنشاؤها بالخارج, وقال إن الرابطة تسعي لترسيخ المنهج الأزهري المعتدل ونشره في ربوع العالم, وفي هذا السبيل تعقد الندوات والدورات التدريبية ومركز تعليم العربية لغير الناطقين بها, كما أسهمت الرابطة بالتعاون مع جامعة الأزهر في تطبيق برنامج التعليم الأزهري عن بعد لغير المقيمين في مصر. ولفت نائب رئيس رابطة خريجي الأزهر إلي أن هناك طلبات متعددة من دول كثيرة في العالم, خاصة من إفريقيا, لإنشاء فروع للرابطة بها, وأكد سعي الرابطة لتذليل جميع الصعاب في سبيل تحقيق ذلك خدمة للإسلام والمسلمين في كل مكان.