"شعر ولا دقن" هو أول سؤال تسأله هبة مخلوف لزبائنها الذين يترددون على المحل التى تعمل به "كوافيرة"، ليس هذا عجيبا، ولكن الغريب واللافت للنظر أن تقوم بهذا للرجال فقط، بعدما عملت حوالى سنة فى محل كوافير حريمى، ووجدت من سوء المعاملة الكثير، حيث التكبر وأسلوب الكلام غير اللائق خاصة إذا كانت إحدى الزبائن تطلب عمل "باديكير" والذى يتطلب أن تضع الزبونة قدمها على ركبة من يقوم بعمله، وهنا تقول هبة، "كانت هناك سيدات يخرجن أخبث ما فيهن من كبر وخيلاء عندما يمددن بقدميها فى وجه "المانيكريست"، وكان هذا من ضمن أسباب تحويل مسار مهنتى وهجر عالم النساء، وأدخل عش الدبابير بقدمى، أى أتعامل مع الرجال وأعمل لهم الباديكير، وأيضا أقوم بقص شواربهم ولحاهم. وتشير هبة إلى أن مهنتها التى عملت بها لمدة 3 سنوات متصلة مع الرجال، ومن قبلها عملت نحو العام مع السيدات، إنما أثقلتها بالخبرة المختلفة وتستطيع من خلال احتكاكها بالناس أن تعرف الخبيث من الطيب، ومن يلمس يديها عفوا وعن دون قصد، والآخر الذى يتربص بالفتاة أثناء عملها، وبين هذا وذاك تفطن المانكريست لمن يضمر سوءا فى نفسه والآخر الذى يحترمها ويحترم عملها. "احترام .. ذوق .. خجل، وباسترضاء شديد" يحاول أن يضع الرجل قدميه على ركبة المانكريست، وإنما فقط من أجل أن تتقن عملها، وتتملك من تنظيف الأظافر أو قص لحم زائد عن الجلد. هبة اكتشفت من خلال عملها معادن الرجال منهم المحترم الذى يراعى أنه يطلب خدمة والتى تؤدى له بإتقان، وآخر إذا اقترب ووجد الباب مغلقا احترم رغبة الطرف الآخر، ولم يؤذيه فى "لقمة عيشه"، أما الصنف الثالث والذى يذوب شوقا فى معاكسة الفتيات والتقرب إليهن بكل السبل، وهذا الصنف لا يجد منى أو من العاملات فى نفس المجال إلا الموس وجرح بالوجه، وهذا هو رد الفعل الطبيعى لفتاة نزلت إلى العمل طلبا للقمة العيش فلا يجب أن تكون مجالا للمغازلة والمعاكسات. وفى المقابل جرحت هبة قدم صاحب المحل عندما كانت تسوى له أظافره وكانت لا تزال فى بدايات تعلمها للمهنة، إلا أنه تلطف معها فى الكلام وأكد لها أنها فتاة جادة وتحب أن تتعلم فنون المهنة على أصولها. وتشير هبة إلى أنه من الطبيعى أن نحترم مشاعر الآخرين، ونعلم أن كل منا يعمل فى المجال الذى يفهمه ولا داعى لأن يتطاول عليه الآخرون "منغصين" عليه وقت عمله.