قديما، كان يُكتب على واجهات محال تصفيف الشعر «كوافير خاص للسيدات»، تمييزا له عن «كوافيرات الرجال»، ولكن مع مرور الوقت وتغير قيم المجتمع، لم تعد هذه الجملة وحدها تجدى لتشجيع الزبائن من السيدات على الدخول، بل أصبح من الشروط الأساسية للنجاح إضافة جملة «قسم خاص للمحجبات». هذا الشكل الجديد للكوافير، سمح بظهور السيدات فى مجال تصفيف الشعر بعد سنوات طويلة ظلت فيها هذه المهنة حكرا على الرجل فقط. ولكن مع بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضى، بدأ الشكل فى التغير على استحياء من خلال تصعيد عدد من النساء لمهنة تصفيف الشعر، تماشيا مع موجة انتشار الحجاب وتغطية الشعر فى مصر. التحول من كوافير ل«السيدات» إلى كوافير «للمحجبات» لم يتطلب جهدا كبيرا، وبالإضافة إلى وضع جملة «قسم خاص للمحجبات» على الواجهة، يتم أيضا وضع «ستارة» من القماش الثقيل لتفصل صالة العمل إلى قسمين، أحدهما للمحجبات فقط وجميع العاملات فيه من السيدات، أما الآخر فيسمح فيه بتواجد العاملين من الرجال. ومع تطور انتشار الحجاب والنقاب فى مصر، لم يعد كافيا تقسيم المحل بين المحجبات وغير المحجبات فقط، حيث أصبح العديد من السيدات يملن أكثر إلى عدم وجود رجال بالمحل. وعبرت عن ذلك إحدى صاحبات محال الكوافير «الستات دلوقتى بيحبوا أول ما يدخلوا الكوافير يقلعوا إيشارباتهم وعباياتهم ويقعدوا براحتهم، علشان كده ما ينفعش يبقى فيه رجالة فى المحل»، وهو ما حدث بالفعل، فقد استغنى العديد من المحال عن العاملين الرجال لديها، واستبدلتهم بعاملات سيدات. لينا أحمد- فتاة محجبة- أكدت أنها امتنعت تماماً عن الذهاب إلى أى كوافير يعمل به رجال، بعد أن أصبح متوافرا أن تذهب لكوافير «سيدات فقط»، حيث تشعر بأنها أكثر راحة عند التعامل مع السيدات. الغريب أن سمر خليل اتفقت مع لينا فى وجهة نظرها على الرغم من أنها لا ترتدى حجابا، وذلك بسبب حادث تحرش تعرضت له من قبل كوافير راجل وقالت: «من ساعتها وأنا بطلت أروح خالص، وبقيت أعمل شعرى فى كوافيرات المحجبات». وعلى النقيض منهما ترى فاطمة الزهراء أنه «مفيش أحسن من الكوافير الراجل»، مؤكدة أن تلك المهنة يبدع فيها الرجل أكثر من المرأة.