لقي ثلاثة سياح على الأقل مصرعهم غرقا في جنوح سفينة تجوال سياحية عملاقة وارتطامها بالصخور قرب شواطى جزيرة (الجيليو) الصغيرة قبالة اقليم توسكانا الايطالي فيما يتواصل البحث عن ناجين أو غرقى آخرين. وأعلنت قبطانية ميناء غروسيتو القريب ان السفينة (كوستا كونكورديا) المملوكة لشركة (كوستا) الايطالية العالمية الشهيرة أقلعت في السابعة مساء أمس من ميناء (تشيفيتا فيكيا) القريب من العاصمة روما وعلى متنها 4229 سائحا بينهم نحو ألف من طاقم السفينة في بداية جولة متوسطية قبل ساعات من الحادث. وأوضحت السلطات البحرية التي تدير عمليات الانقاذ ان السفينة العملاقة جنحت فوق منطقة صخرية ما أدى لانفتاح شق ضخم بطول 70 مترا في باطنها ما أدى الى جنوحها على جنبها الأيمن بمقدار 80 درجة في مياه البحر التي غمرت معظم جسد السفينة. وتحدث بعض الركاب عن شعورهم باصطدام قوي أثناء تناول العشاء في مطاعم السفينة الحديثة التي تشبه مدينة عائمة وان عمليات الاجلاء على قوارب الانقاذ كانت أبطأ من المتوقع واتسمت ببعض الارتباك بينما سارعت بعض السفن من الموانئ القريبة لنجدة الركاب. وقالت سلطات الحماية المدنية التي تساهم في عمليات اجلاء الركاب ومعظمهم من الايطاليين والألمان والفرنسيين وجنسيات أوروبية أخرى الى المدن القريبة بينهم 14 جريحا ان عمليات البحث مستمرة عن مفقودين محتملين تحت المياه وداخل السفينة. وفيما سارعت النيابة وسلطات الموانئ الايطالية الى فتح تحقيق للكشف عن ملابسات الحادث والمسؤوليات عنه تثور التساؤلات حول كيفية تعرض هذا النوع المتطور من السفن والمزودة بأحدث وسائل الابحار التقنية لمثل هذا الحادث. وقد دشنت السفينة (كوستا كونكورديا) التي بنيت في ترسانات شركة (فينكانتييري) في سبتمبر 2005 لتدخل الخدمة في عام 2006 وتزن 114 ألف طن في حين يبلغ طولها 292 مترا وعرضها 5ر35 متر وارتفاعها 52 مترا وتدفعها 6 محركات ديزل بينما تصل سرعتها الى 23 عقدة بحرية ويتكون طاقمها من 1100 بحار وعامل بينما تتسع الى 3780 راكبا.