أكد الدكتور عبد الراضى عبد المحسن، مدير مركز البحوث الإسلامية وأستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، على أن للأخلاق فى الإسلام قدرا عظيما ومكانة رفيعة وسامية، وهذا ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث عليه فى قوله،" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالأخلاق هى الوسيلة الحقيقية والوحيدة لضمان التكامل المنشود للفرد والمجتمع وأمنهما، فما أكثر الجرائم والانتهاكات والأفعال الفظيعة التى تزول فى مجتمع تحكمه الأخلاق وتسوده الفضيلة. وتابع د. عبد المحسن وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام كما قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: خلقه القرآن، وكان كما وصفه سيدنا على رضى الله عنه: أجود الناس كفا، وأشرحهم صدرا، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، بل حظى قبل كل ذلك بثناء الله تعالى عليه إذ قال يخاطبه،" وإنك لعلى خلق عظيم"، وفى الأخلاق العزة والكرامة لمن يتحلى بها، فما أكثر الذين رفعتهم أخلاقهم الطيبة فى أوساط مجتمعهم ولم يكن لهم مال أو علم أو جاه، وما أكثر الذى أخزاهم سوء أخلاقهم، وقد ورد فى الحديث،" رب عزيز أذله خلقه، ورب ذليل أعزّه خلقه". واستطرد عبد المحسن أن الأخلاق فى الإسلام فرع عن الإيمان ومظهر له، وهى سبب فى اكتساب الثواب واستحقاق الجنان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من شىء أثقل فى الميزان من حسن الخلق"، وقال صلى الله عليه وسلم،" أن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" وقال صلى الله عليه وسلم: أن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا". وأختتم د عبد الراضى من أفضل الأخلاق الواجب على المسلم التخلق بها هو معاملة الناس بالحسنى والامتناع عن إيذائهم باللسان واليد، وقد جعله النبى صلى الله عليه وسلم دليلا على الإسلام وفرعا عنه فقال،" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" فعلى المسلم أن يرتقى فى أخلاقه، ويسخر طاقاته فى الخير والنفع والعطاء، ويعمل على تقديم العون والإحسان للناس بكل ما أوتى يقول الإمام الصادق"عليه السلام": "الخلق الحسن، جمال فى الدنيا ونزهة فى الآخرة، وبه كمال الدين، والقربة إلى الله تعالى".