بمناسبة ذكري مرور عامين علي ثورة 20 يناير 2011. بهرتني كثيراً طريقة الحداد على شهداء الثورة فى أوروبا لمدة دقيقة وثلاثة دقائق على ضحايا الكوارث الطبيعية. ولكن كان هناك أطول خمس دقائق حداد فى التاريخ قام بالإعداد لها الفنان الإيطالي الشهير(أدريانو سيلينتانو) عندما قامت حملة التوعية لتنبه على المواطنين الإستعداد لهذا اليوم. وجاء يوم الحداد وبدأ الفنان يعلن بإنقطاع الإرسال الإذاعي والتليفزيوني التاسعة مساءاً فى جميع القنوات الحكومية وأصبحت المدينة فى ظلام تام تحت أضواء القمر وإنتشرت فى شرفات المنازل الملايات البيضاء والأعلام والشموع المضاءة فى النوافذ. كان المشهد رائعاً ويحس الإنسان بطعم هذه المشاركة التى لا تكلفه شيئا سوى إطفاء الأنوار وإيقاف جميع المواصلات بأنواعها وتسبح بخاطرك تتذكر قريب أو صديق أستشهد أثناء الثورة أو فى معركة التحرير أو راح ضحية الإرهاب أو نتذكر عزيز رحل عن دنينا أو مريض ندعو له بالشفاء. الفكرة حققت نجاحاً ساحقاً لأنها تركت أثر داخل كل بيت ولذلك فقد فكرت كثيراً ونحن نستقبل غداً أعظم يوم فى تاريخ مصر ثورة 25 يناير 2011 والذى يصادف أيضاً أعظم يوم في تاريخ نضال شعب مدينة الإسماعيلية في ذكرى معركة رجال الشرطة يوم 25 يناير 1952 ضد الانجليز وهي تحتفل بمرور 61 عاما على هذه الملحمة البطولية. فلنستغل هاتين المناسبتين لإنجاز هذه الفكرة غداً في المساء ولنجرب تجربة الحداد لمدة خمسة دقائق الساعة التاسعة مساءاً بداية الحداد وإطفاء الأنوار وقطع الإرسال الإذاعي والتليفزيوني وتوقف حركة المرور فى المدينة تماماً وسنحس بطعم الخمس دقائق حداد. بالطبع سيكون الحمل ثقيل على رجال الأمن ورجال الجيش الذين يسيطرون برجالهم على الأمن فى شوارع المدينة ومنافذها وبتر أيادي البلطجية واللصوص فى هذه الدقائق الخمس ولكن النتيجة ستكون فى مصلحة المجتمع وهى إحترام قدسية هذا اليوم التاريخي وأحياء ذكرى شهداءنا الأبرار لثورتنا المجيدة وذكري شهداءنا في ملحمة معركة رجال الشرطة والفدائيين والمدنيين بالإسماعيلية. وستكون نتائجها مذهلة وتوفر الكثير فى إستهلاك الطاقة الكهربائية لمدينة كاملة لمدة خمس دقائق وتوفر كميات هائلة من الوقود والتقليل من التلوث بالمدينة وتوفر إرسال إذاعي وتليفزيوني سيوفر على الدولة الملايين. فهي مكسب لنا جميعاً لنتذكر الأعزاء والأحباب من شهداءنا الذين رحلوا عن دنيانا والترحم عليهم. فقد فعلها الإيطاليون ونفذت الفكرة على مستوى كل المدن الإيطالية من الشمال إلى الجنوب وخرجت كل الصحف وشبكات التليفزيون لتسجل هذا الحدث التاريخي وتثبت مدى وعى المواطن الإيطالي وإحترامه لشهداء التاريخ والثورة والذين سقطوا ضحايا الكوارث الطبيعية والإرهاب الأسود في كل مكان. فسهل جدا على أي مواطن ليس لدية حس وطني ولا يهمه آي شئ أن يغير بالريموت كنترول ويشاهد قنوات فضائية وإذاعية لأي دولة مجاورة. فخمس دقائق حداد ليست بكثير على شهداءنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر أنه فى مساء يوم 25 يناير عام 2013. الساعة التاسعة مساء نرفع أيدي إلي السماء بالدعاء وسترون بأنفسكم طعم هذا اليوم وأضواء الشموع المنتشرة على النوافذ والشرفات والملايات البيضاء واعلام مصر ترفرف فى كل مكان بمشاركتها لهذا الحدث التاريخي لثورة 25 يناير لتكريم شهداءنا الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل تراب مصر الغالي بأسلوب عصري ومتحضر.