بهرتني كثيراً طريقة الحداد على الشهداء في أوروبا لمدة دقيقة وثلاثة دقائق على ضحايا الكوارث الطبيعية والحروب وشهداء الثورة ولكن كان هناك أطول خمس دقائق حداد في التاريخ قام بالأعداد لها المطرب والفنان الإيطالي الشهير (ADRIANO CELENTANO). فكم كانت حملة التوعية لتنبه على المواطنين من خلال وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والصحف المطبوعة للاستعداد لهذا اليوم التاريخي وجاء يوم الحداد وبداء الفنان أدريانو شيلينتانو يعلن بانقطاع الإرسال الإذاعي والتليفزيوني التاسعة مساءاً في جميع القنوات الحكومية والخاصة،وأصبحت المدينة في ظلام تام تحت أضواء القمر وانتشرت في شرفات المنازل الملايات البيضاء والاعلام الإيطالية والشموع المضاءة في النوافذ كان المشهد رائع ويحس الإنسان بطعم هذه المشاركة التي لا تكلفة شيئا سوى إطفاء الأنوار وإيقاف جميع المواصلات بأنواعها وتسبح بخاطرك تتذكر قريب أو صديق أستشهد في معركة التحرير أو راح ضحية الإرهاب أو تتذكر عزيز رحل عن دنينا أو مريض ندعو له بالشفاء الفكرة حققت نجاح ساحق لأنها تركت أثر داخل كل بيت. فقد فكرت كثيرا ونحن على مشارف أعظم يوم في تاريخ نضال شعب مصر في ثورته ليلة 25 يناير 2011 التي تصادف ذكرى معركة رجال الشرطة يوم 25 يناير 1952 ضد الانجليز وهي تحتفل بمرور 60 عاما لهذه الملحمة البطولية والذكري الأولي لثورة شباب مصر بأسقاط النظام, فلدينا أرضية صالحة لإنجاز هذه الفكرة. فلنجرب تجربة الحداد لمدة خمسة دقائق بإطلاق صفارات الإنذار لتعلن بداية الحداد وإطفاء الأنوار وقطع الإرسال الإذاعي والتليفزيوني وتوقف حركة المرور في المدينة تماما وسنحس بطعم الخمس دقائق حداد. بالطبع سيكون الحمل ثقيل على رجال الأمن والجيش في هذا اليوم برجالهم على الأمن في شوارع المدينة ومنافذها وبتر أيادي البلطجية والشبيحة واللصوص في هذه الدقائق الخمس فالنتيجة ستكون في مصلحة المجتمع باحترام قدسية هذا اليوم التاريخي وأحياء ذكرى شهداءنا الأبرار في الملحمتين الثورة ومعركة رجال الشرطة ضد الانجليز. في هذه الدقائق المعدودة توفير الكثير في استهلاك الطاقة الكهربائية وتوفير كميات هائلة من الوقود والتقليل من التلوث بالمدينة وتوفير إرسال إذاعي وتليفزيوني سيوفر على الدولة الملايين فهي مكسب لنا جميعا لنتذكر الأعزاء والأحباب من شهداءنا الذين رحلوا عن دنيانا والترحم عليهم. فقد فعلها الإيطاليون ونفذت الفكرة على مستوى كل المدن الإيطالية من الشمال إلى الجنوب وخرجت كل وسائل الاعلام من الصحف وشبكات التليفزيون لتسجل هذا الحدث التاريخي ومدى وعى المواطن الإيطالي واحترامهم لشهداء التاريخ الذين سقطوا ضحايا الحروب والثورة و الإرهاب الأسود في كل مكان. فسهل جدا على أي مواطن ليس لدية حاسة وطنية ولا يهمة أي شئ أن يغير بالريموت كنترول ويشاهد قنوات فضائية وإذاعية لأي دولة مجاورة فخمس دقائق حداد ليست بكثير على شهداءنا الذين ضحوا بأرواحهم في الحروب والثورة وشهدائنا الذين سقطوا ضحايا الإرهاب الأسود. فالوقت أمامنا ولنبدأ بتوعية المواطنين في جميع وسائل الأعلام وتوزيع إعلانات في النوادي والمحلات التجارية والمصالح الحكومية والهيئات أنه فى يوم 25 يناير عام 2012 ستنطلق صفارات الإنذار لتعلن الحداد الرسمي لمدة خمسة دقائق ابتدءا من الساعة كذا وسترون بأنفسكم طعم هذا اليوم وأضواء الشموع المنتشرة في الميادين وعلى النوافذ والشرفات والملايات البيضاء وأعلام مصر ترفرف في كل مكان بمشاركتها لهذا الحدث التاريخي. فأضع هذه الفكرة بين يد شباب الثورة والمسئولين في المحافظات للاحتفال بعيد الثورة الأول وذكري 60 عاما علي ملحمة رجال الشرطة ضد الإحتلال الانجليزي لتكون أول تجربة من نوعها لتسجل لنا علي صفحات التاريخي لتكريم شهداءنا بأسلوب عصري ؟.