لا أريد أن أعطي مقدمة فيما يحمله عنواني عن الثورة المصرية، ولكن من أصول المقالة أن تعطي مقدمة عما تكتب عنه. عندما تقوم الثورات في أي بلد وجد، فلابد أن يكون من نتاج هذه الثورات أهداف تخدم هذه الشعوب بعد قيام الثورات. فتجد مثلاً تطهير وتنظيف للعقول وتغيير لمبادئ كانت أسوأ وتسير إلى الأفضل. عندما قامت الثورة المصرية العظيمة المشهودة، وكانت تقوم على عاتق هؤلاء الشباب فذة أكبادنا. الذين راحوا وضحوا وأصيبوا من أجل بلد يريد أن ينهض بشعبه الطيب المعطاء. ولكن عندما تقوم الثورة لابد أن يكون لها معطيات حتى تحصل على البراهين. فما أن قامت الثورة المصرية حتى طهرت البلد من نظام سابق. وهذا الذي نجحت فيه الثورة 100%. بعد ذلك لم تنتج الثورة لنا أي شيء في صالح المواطن المصري.. نعم.. وبكل تأكيد.. وبكل مشورة دارت بيني وبين من أعرفهم ولم أعرفهم. فقد ظهرت ظاهرة غريبة وعجيبة هي (النصب والاحتيال)، نعم هذه الظاهرة السيئة موجودة من قديم الزمان وليست بجديدة. ولكني قصدت ظهورها... نعم... فقد انتشرت وتطورت هذه الظاهرة السيئة (النصب والاحتيال) الغير مألوفة لنا، وغير متعودين عليها في بلدنا. إذا إذا كان بنسب ضئيلة جداً. لقد رأيت بعيني بعد الثورة أن انحرفت وانجرفت إلى عقول ناس ليست بقليلة وقد انتشرت بصورة كبيرة جداً، لم تسبق لمصر ان شهدت هذه الحيلة. لقد ازدادت النصابين والمحتالين على المواطن المصري. إني لم أقصد مصر بالذات، فالنصب في كل مكان وجد في العالم. لكن انتشر بصورة سيئة في بلدي الحبيبة مصر. فهناك أنواع النصب كثيرة ومتعددة ومنها مثلاً من ينصب عليك في بيع شقة وتكون قد بيعت لأشخاص أخرين، وكذلك من يدعي استثمار أموالك في مشروعات كاذبة، والأكثر من ذلك النصب في الاراضي الموجودة خارج وداخل القاهرة وبالذات في خارج القاهرة، فقد انتشرت بصورة غير مألوفة علينا كشعب طيب يحب الخير ويتمنى العيش الكريم ويأمل لمصر أن تظهر بصورة جميلة في عيون أبناءها وأحفادها. فقد انتشرت ظاهرة العرب المجنسين بجنسية مصرية ويعيشون في الساحل الشمالي أنهم يقومون بالنصب على المصريين ببيع أراضي تكون قد بيعت من قبل، أو اراضي بيعت بأي شكل غير قانوني. أسألهم بأي حق امتلكتهم هذه الأراضي التي لا حصر لها ولا عدد. كما حصلوا على هذه الأراضي بأسعار مثل التي حصل عليها (عائلة الرئيس السابق) وأيضاً النظام السابق بنفس السعر ونفس المساحات. هذه حقيقة موجودة وملموسة بالساحل الشمالي بالذات. فهم يقومون ببيع الأراضي للمصريين الأصليين، وتكون الأراضي في الأصل مباعة لأناس أخرين، كما ذكرت من قبل. وقد تكون أنت المشتري الثاني أو الثالث.. وهكذا بجميع أنواع النصب والاحتيال. لم أعرف من الذي أعاطهم حق أمتلاك هذه المساحات والمتاجرة بها بطرق غير مشروعة وغير قانونية. أنهم يرتعون هنا وهناك. لماذا قبضنا على (عائلة مبارك) المصريين الحقيقيين وتركنا هؤلاء؟. ليتني كنت رئيساً لمصر (ولكني طموحي لا يهدف إلى هذا المنصب). حتى أواجه هؤلاء الذين يأخذون اللقمة من فم اليتيم الذي يريد أن يشتري مسكناً أمناً أو رجل يضع شقى عمره، أو شاب يريد أن يبدأ حياة كريمة. فالكل يفاجئ بهؤلاء النصابين والمحتالين. لابد من مواجهة هؤلاء وردعهم. هذا هو نتاج الثورة المصرية... نعم، لقد رأت عيني بأناس كثيرون يبكون من هذا الفعل المسيء لمصر والإسلام. إن ديننا العظيم لا يحثنا على هذه الفاعلة المسيئة لنا، إذ يقول الله تعالى [واجتنبوا قول الزور]. وعن أبي خالد حكيم بن حزام ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( البيعان بالخيار ما لم يفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ) صدق رسول الله. ليتنا نقضي على هذه الظاهرة المنتشرة في مجتمعنا المصري وأن نحاسب هؤلاء المحتالين. اللهم أنت الحافظ.. أحفظ مصر من كل هذه الشوائب التي تسوء إلينا. واهدنا الى طريق الرشاد يارب العالمين.