إيطاليا حافلة بالقصص والأحداث المثيرة كل يوم فى مدنها وقراها ففي مدينة ميسينا بجزيرة صقلية بإيطاليا هذه المدينة التى تحضن بين ذراعيها عبق التاريخ الذى تركه أجدادنا العرب أثناء إحتلال أسبانيا وتركوا بصماتهم من فن العمارة والهندسة الإسلامية لتكون شاهداً على تاريخهم على مدى 700 عام فترة اللإحتلال . فهذه الجزيرة الهادئة شهدت واقعة غريبة من نوعها فقد طلب عمدة المدينة من سائقه الخاص أن يجهز له السيارة المملوكة للدولة والمخصصة للأغراض الرسمية والهامة داخل حدود المدينة لتوصيله هو وأسرته لقضاء عطلة نهاية الأسبوع خارج المدينة . وأثناء خروجه من حزام المدينة التى يحكمها من خلال البوابات المنتشرة على حدود كل مدينة كما هو منتشر حالياً فى الآونة الأخيرة فى مصر ومزودة بشبكات تصوير على مدى 24 ساعة تسجل حركة الخروج والدخول للمدينة بالإضافة للوحة إلكترونية لمعرفة درجات الحرارة والأحوال الجوية اليومية للمسافرين وتساعد رجال الأمن فى كثير من الحالات مثل الحوادث وسرقات السيارات إلى أخره فالتقطت الدوائر التليفزيونية سيارة العمدة من خلال غرفة العمليات وهى تخرج من بوابة الحدود المخصصة لها داخل المدينة فقط . وقامت الدنيا ولم تهدأ حينما علمت السلطات المختصة بالواقعة مسجلة بالساعة والدقيقة والثانية وتم التحفظ على الشريط وإخطاره بالمثول للتحقيق فى هذه الواقعة الخطيرة فى حق المواطنين من دافعي الضرائب . فما كان من عمدة المدينة إلا أنه شعر بالحرج وأنه فى مأزق وأنه قد إرتكب جريمة شنعاء فى حق مواطنيه وفور عودته أعلن استقالته على الملأ من منصبه الرسمى كعمدة للمدينة قبل إجراء التحقيق معه فى الواقعة . فهو قد أرتكب جريمة فى حق المواطنين الذين وضعوا الثقة فيه وأعطوه أصواتهم وخالف بذلك القسم الذى حلفه أثناء تقليده منصب العمودية بأن يحافظ على المال العام وأن يكون رمز للمواطن الشريف . وأسدل الستار بعد أن ضجت الصحف اليومية والإذاعة والتليفزيون بتوجيه كل الإتهامات من خلال الفوضى والفساد فى إدارته . وأصبحت المدينة بدون عمدة حتى فتحت أبواب الترشيح من جديد لشغل منصب العمدة وتقدم المرشحين وكانت المفاجأة أن العمدة المستقيل يرشح نفسه ومن خلال الحملة الانتخابية والتى إستغلها منافسيه كفرصة لتشويه صورته بالفساد وأهدار المال .