الشباب في حياة كل أمة هم بمثابة روحها النابض ودمها المتدفق وهم أيضاً قلب الأمة وعزمها القوي وفي كل مجال يمثلون عامل نجاح في كل معركة فهم مثل أعلي للفداء يقع علي اكتافهم أثقال المسئولية وبسواعد الشباب تقوم المشاريع الكبري وبطموحهم تكون الحرية والمحافظة علي الاستقلال وارتفاع شأن الأمة وبأثقالهم تنتشر الحضارات . وبالتالي فهم يتولون أهم وأخطر الأمور فإذا رأيت أمة أخذت بحظ وافر من الحضارة والتقدم فاعلم جيدا أن وراء هذا الرقي والتقدم شباب آمنوا بربهم وبحقهم في الحياة فانهالوا من مناهج الحياة وعقدوا العزم علي مواصلة الجد والاجتهاد حتي يحققوا أعز الآمال وفي هذا أشار المولي بقوله تعالي ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم. ولنا في سيدنا علي بن أبي طالب الأسوة في الفداء حينما نام مكان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - حين تآمرت عليه قريش وأرادوا قتله وكان شاب وهو يعلم أنه سيقتل لا محالة لكن إصرار الشباب وحماسه وفدائيته في الحق فنام . ولقد حفظه الله وحماه وكذا سيدنا يوسف كان في مرحلة شبابه حين تعرض للتجارب المريرة التي أطاحت به وخرج منها نقياً طاهراً وأنتقذ مصر من مخاطر المجاعة وحافظ علي نقاء شبابه وعفافه. فعلي شباب مصر أن يشارك في أحداثها ولا يعيش في معزل عنها ويشارك في كل عمل يؤدي بها إلي الخير ويساعدها في العمل علي نهضتها . فالشباب الصالح هو ساعد الأمة الآخذ بحضارات لا يتكاسل ويعمل ويكد ويجتهد في أي عمل يسند إليه لرفعة شأن بلده طالما كان العمل حلال دون النظر إلي نوعه طالما العمل شريف وعظيم عند الله تعالي. وعلي القيادات والرؤساء أن تضع ثقتها في الشباب فتعطيه وتسند إليه أعظم الأعمال وأخطرها ولا تتركه وحده ولكن تمده بالتضحية والتوجيه والإرشاد والقدوة لأن الشباب بقوته وطاقته يستطيع أن يصنع المعجزات لأنه طاقة وقوة . فلابد من منح الثقة الغالية في شبابنا ونحملهم المسئولية وهي بهذا نعلق الآمال في أعناقهم ونعتمد علي سواعدهم في تذليل العقبات. ويا أيها الشباب لابد من التواجد في كل موقع لتثبتوا وجودكم وتشاهدوا بأنفسكم بما يجري وما يحدث في الأمة وشاركوا بكل عزم وقوة في صناعة مستقبل بلدكم فالآمال معقودة عليكم في المستقبل لنصرة ورفعة بلدكم وابتعدوا عن التقليد الأعمي والتأثر بأفعال الغرب واعلموا أنهم يريدون تدمير بلكم بتدميرهم لكم . واعلموا تماماً أن السعادة تكون في التمسك بالقيم الأخلاقية والاعتدال وأن الدين الإسلامي هو العلاج لهذه الأمراض وعلاج التصدع الأخلاقي الذي يعيشه شباب اليوم. هيا يا شباب المستقبل انهضوا بمصر الحديثة بعد الثورة الناجحة المباركة برعاية الله سبحانه وتعالي ولا تتركوها للعواجيز يفعلوا بنا كما فعلوا من قبل والله معكم والنصر لمصر.