الأمة بشبابها في إطار هذه الصحوة المجتمعية التي اكتسبت زخما وقوة من فعاليات ثورة25 يناير ينبغي أن ندرك جميعا أن القضية ليست فقط في الوعي والانتباه لما لنا من حقوق ينبغي الحصول عليها. وإنما القضية- كل القضية- أن ندرك جيدا ما علينا من واجبات وتبعات تتفق وروح الثورة التي هزت المنطقة العربية بأسرها. ليست المشكلة في محاولة الحصول علي الحقوق, وإنما المشكلة- كل المشكلة- فيما ينبغي أداؤه من واجبات يمكن من خلالها تفجير كل طاقات القوة في هذه الأمة.. وبهذه القوة تستعاد كل الحقوق. والحقيقة أن المرء لا يكون جديرا بحقوقه الإنسانية المشروعة إلا بقدر ما يتمرس بتبعاته, وبقدر ما يقوم بواجباته عن إدراك وتفهم وقناعة بكل أدوات العزم والتصميم مع التحلي بصفة الإنصاف, فلا يلقي تبعة إخفاقه علي الآخرين تبريرا لتقصيره أو جهله أوعجزه, ولا يتواري وراء الظروف سترا لاستهتاره أو تقاعسه! إننا بحاجة إلي روح جديدة باتجاه كل ساحات العمل الإيجابي الذي يرفع المستوي في المعيشة وفي الإنتاج والإبداع تحت لافتات واضحة ترفض كل تزييف في درجات الدقة والجودة من خلال إحياء مفردات الكرامة الوطنية وإعادة الاعتبار لشعار' صنع في مصر'. أتحدث عن الحاجة إلي يقظة واعية تنتصر لروح العمل وليس إلي يقظة بلهاء يصبح فيها الكلام أهم من العمل, فاليقظة الواعية هي أول خطوة علي طريق النهضة... ومن النهضة تنبثق القوة التي تصنع التقدم والرقي. والتاريخ يعلمنا أن حياة الأمم رهينة بيقظة واعية تعقبها نهضة صحيحة وليس يقظة بلهاء ترتد بها إلي الوراء لأنها تتشبث بالماضي وتتغافل عن الحاضر وتعجز عن رؤية المستقبل. اليقظة الواعية يصنعها الشباب.. فالأمة بشبابها الذين بهم تتجدد حيويتها وتقوي سواعدها.. ولا خير في أمة لا تستطيع الاعتماد علي شبابها وتأهيلهم لحمل المسئولية تحت شعار واضح يقول إن الواجب ينبغي أن يسبق الحق وأن المستقبل ملك أيديهم وحدهم.. لهم غنمه وعليهم غرمه! خير الكلام: لا تعجبنك من خطيب خطبة... حتي يكون مع الكلام فعولا! [email protected]' المزيد من أعمدة مرسى عطا الله