شاعر العامية هشام فياض أبن مدينة رشيد بعد أن تخرج من كلية الزراعة عام 1982 كانت تساوره أشياء كثيرة في حياته من أجل أن يرسم مستقبل له مثل أي شاب طموح يريد أن يفعل شيئا ويشارك في بناء بلده فطرق كل الأبواب ليحقق كل أحلامه. ولكن الوقت يمضي ولم يحقق شيئا سوي أن يفرغ شحنة إبداعه الأدبي في أن يكتب أشعاره كل ليلة لما يعانيه ويحنفظ بها في أجندته الخاصة يدون فيه كل أشعاره. فقرر في يوم من الأيام أن يهاجر إلي إيطاليا، ففي عام 1984 ترك مدينته الحبيبة رشيد خلفه وقلبة يتمزق وهو يودعها التي تحوي أجمل أيام عمره من الذكريات الجميلة ، لتبدأ رحلة الكفاح والبحث عن المتاعب وعن ذاتة ليحقق كل أحلامه. طوال هذه السنوات التي يعيشها في الغربة،كان يكتب أشعاره ويحتفظ بها لنفسه حتي جاءت اللحظة لكي يشعر بأن أعماله الأدبية لابد أن تخرج إلي النور ليقرأها الناس. وتحقق أول حلم له ميلاد أول ديوان يحوي بين طياته أجمل القصائد تحت عنوان (ذكر.. مسلم ترانزيت) عام 2009 والتى تعبر عن همومه ومشاعره السياسية ومواقفه الإنسانية من الحب وتجارب حميمة طوال مراحل حياته منذ الطفولة حتي المرحلة التي يعيشها حتي الآن. رغم كل ذلك تمضي الأيام بإيقاعها كالمعتاد لمواجهة الحياة في الغربة حتي جاءت اللحظة التي كان يحلم بها في حياتة ثورة شباب 25 يناير 2011 ليشارك بقلمه ويسطر أبياته لتفرز لنا مايريده الشاعر تجاه الثورة. لذلك إستغل هذا الحدث الجليل الذي طال إنتظاره علي مدي ثلاثين عاما ليشارك بقلمه ويسطر أبيات أشعاره ببراعة وإستخدام الألفاظ العامية الجميلة ويسبح بخياله في إنتقاء التعبيرات من الهموم التي عاني منها جيل بأكمله من الشباب. فمن خلال قصيدة العرافة نجد الشاعر فياض يستخدم العبارات ويجيد التلاعب بالالفاظ مع العرافة وهي تقرأ له الكف، لننتقل إلي قصيدته الثانية وشوشة ..لقارئة الفنجان ووشوت دكر الودع والكف ليخرج لنا مساوئ مايحدث في بلده. وصدر له هذا الديوان عام 2011 تحت عنوان (روما ميدان التحرير) يحتوي علي 290 قصيدة من أجمل القصائد العامية التي كتبت في الغربة في سيمفونية رائعة لما يحدث لواقعنا اليومي منذ قيام الثورة وحتي الآن. لقد أظهر لنا شاعر العامية هشام فياض خبراته وموهبته في لغة سلسة من مشاعر الحزن والألم وعلامات مختلفة في حياتة الشخصية ومن خلال كلماته نكتشف الصدق والأمانة والإخلاص والوفاء وحب لتراب هذا الوطن الغالي المحفور في قلبه لينضم إلي عمالقة شعراء العامية في الألفية الثالثة. ******** من كلمات شاعر المهجر هشام فياض : العرافة مسكت كفي … وضحكت...والدمعه فرت من عينها قالت كفك ماله ملخبط...مش واضح ومشخبط وخط العمر … يادوب سنتي... دا كده أنت ميت وبالدنيا متشعبط...وخط الحب...واصل كوعك عامل فيها فلانتينو... وأنت يا سيدي متلخبط والحظ خطه متقطع ومتوصل...لكن الأمور بكره حتتظبط ولسه يا سيدي … بتدور علي أمك في صدور...وصنوف الستات بتدور علي الدفا... والشفا والذات علي شوية حنان... من الحنان اللي فات علي النوم في أمك... علي الحكايات والذكريات ياعزيزي...كل شيئ أنتهي... لما ماتت أمك كل شيئ مات... لسه بتدور...علي ست مفروشه بالحنه مغشوشه...دي جنه مغشوشه يبقي أنت بتدور...علي ست خشب...وبشويه دهب مرشوشه أنا عارفه … أنك كبرت...وعمرك فوق الخمسين بشوية ومع ذلك قلبك صغير..قلبك زغاليل حمام... بيدور علي غيه يحط فيها جناحه ونواحه.. علي فراشه بحنيه وينسي صراخه وجراحه... بأنثي طالها حنيه ضحكوا عليك ياعنيه...دي مش أنثي... دي جنيه وأنانيه كفايا أرحم بقي نفسك... دا ليل ونهار...بتفكر وبتدبر تحط القرش.. فوق القرش وتكبر...وشقيان تعبان ولا يهمك في يوم قبر أكيد جاي...وحيلمك المهم يتفسر ويتحقق أحلامهم وآيه يعني لما يموت بقي حلمك خد كفك وقوم روح ومع أن أنا حساك مش عذراك... وأتحداك... أنك مت يا ولدي ولكن للأسف جواك ******** وشوشه فحصت تعريج القهوة...في الفنجان ووشوشت دكر الودع....وضربت الرمله في الوديان شفت شقوق الكف اللي جف...من الشح والحرمان ما حد فيهم جاوب...فين راح الأمان ؟ قالوا …..؟ الكل متورط...والحق متفرط..والدم بيطرطش..في السجن ع الجدران والناس بطرشق.. من الزل والحسره..ونكبه الإنسان وأيديهم الطايله.. تحمي أيد السلطان وعلي دنيا الفقير … اللي عليه بتضيق.. ويتوسع ع الغني وبتفرش له طريق... ما الدنيا دي دناوه...آسيه ما ليها صديق ولما تبسطنا...تسيبنا نتمتع... بس بزفير وشهيق يادنيا من فضلك...لمسه هنا و حنان فيهم حبه أمان وحسي بالإنسان ...ما أنتي كمان زايله واللي محليكي.. بس شويه بريق