تنظم السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي الإسرائيلي في الفاتح ماي المقبل، ندوة تاريخية حول الجزائر، بمشاركة المختص في تاريخ الجزائر، الكاتب بنجامين ستورا، ورئيس تحرير المجلة الأسبوعية "لو جون أفريك"، الصحفي والكاتب رونو دو روشبرون، "أين سيتناول الضيفان تاريخ الثورة الجزائرية التي انتهت بعد سبع سنوات من الكفاح بهزيمة فرنسا واستقلال الجزائر". وفضلت فرنسا عن طريق سفارتها في تل أبيب، الاحتفال بخمسينية ما تسميه ب"انتهاء حرب الجزائر" في الوقت التي تشهد فيه ساحتها السياسية سباقا محموما بين المترشحين لقصر الاليزيه، ولم ينسيها ذلك أن تحتفل وتفتح دفتر الماضي لتحكي للإسرائيليين "أحداث الجزائر " قبل أن تتبنى في نهاية التسعينات عنوانا آخرا هو "حرب الجزائر". بنجامين ستورا، الذي ولد بالجزائر وسط جالية يهودية فضلت الرحيل مع الفرنسيين عند الاستقلال، سيروي أمام الإسرائيليين الذاكرة، عبر مراحل تبدأ من إسقاط الجمهورية الفرنسية الرابعة بعد جرائم الإبادة التي ارتكبتها القوات الفرنسية الهمجية في سطيف، قالمة وخراطة، إلى العمليات الإجرامية التي قامت بها المنظمة السرية وصولا إلى جبهة التحرير الوطني، ومنه إلى السياسة التي اعتمدها الجنرال ديغول من أجل القضاء على الثورة، قبل أن يرضخ ويقبل بالتفاوض، إنتهاءا عند ملف الحركى الذين أعيد لهم الاعتبار بنص القانون الفرنسي، لكنه لم يسقط عنهم صفة الخيانة سواء عند الفرنسيين أنفسهم أو عند الجزائريين. غير أن السؤال الذي لا مفر من طرحه، هو إلى أي مدى سينجح ستورا، الذي كتب العديد من المؤلفات التي ركز فيها على الثورة التحريرية، في التجرد من انتماءه، فهو واحد من اليهود الذين ولدوا وتربوا في قسنطينة، وتألموا لرحيله منها، وهل سيكون موضوعيا ولا يشوه الحقائق ؟. علما أن هذا اللقاء لن يخلو من التطرق إلى حاضر ومستقبل الجزائر، وهو ما يسعى الإسرائيليين إلى التركيز عليه خلال اللقاء الأول من نوعه، الذي سينظم في المعهد الفرنسي بتل أبيب، واللقاء الثاني سينظم في المعهد الفرنسي لحيفا، وكذا ما الدافع لعقد مثل هذه الندوات بإسرائيل دون سواها؟، أم أن الطبخة التي تحضرها فرنسا ضد الجزائريين تستدعى إشراك الصهاينة كما فعلت في ليبيا وحاليا سوريا، بغرض المساعدة وإيجاد الخطط الدنيئة المعروفة لدى الفرنسيين كما الإسرائيليين كلما تعلق الأمر بالجزائر والجزائريين؟.