استقلال الازواد ورفع راية الإرهاب فوق القنصلية ثم تسليم الانقلابيون السلطة للمدنيين... مخابر باريس وواشنطن تفجر منطقة الساحل وتنتقم من مواقف الجزائر... قائدهم سانوغو تدرب في أمريكا وقيادات الطوارق زارت باريس بعد إنهاء الناتو عملياته في ليبيا... وقع المجلس العسكري الحاكم في مالي منذ انقلاب 22 مارس مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، اتفاقا إطاريا ينص على تسليم السلطة إلى رئيس مؤقت وحكومة انتقالية، مقابل حصولهم على عفو عام. وقال ممثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الوزير البوركيني، جبريل باسولي، في تصريح لتلفزيون مالي الرسمي، "لقد توصلنا إلى اتفاق سيسمح خلال الساعات والأيام المقبلة بالعودة إلى المؤسسات التي ينص عليها الدستور والتي ستعمل بشكل طبيعي". مؤكدا أن المجموعة ستبدأ فورا الإجراءات الرامية لرفع العقوبات التي فرضتها على مالي اثر الانقلاب. وجاء تصريح الوسيط لحل الأزمة في مالي، الوزير البور كينابي جبريل باسولي، عقب تلاوة رئيس المجلس العسكري الحاكم، امادو سانوغو، نص الاتفاق الذي تم التوقيع عليه والذي يقضي بتسليم السلطة إلى رئيس بالوكالة وهو رئيس الجمعية الوطنية، ورئيس للوزراء وحكومة انتقالية، على أن يصدر قانون عفو عام عن الانقلابيين. وقال مصدر مطلع انه "تم توقيع اتفاق" بين رئيس المجلس العسكري، امادو سانوغو، وممثل الوسيط في الأزمة المالية الوزير البوركينابي جبريل باسولي، ينص على أن تعلن المحكمة الدستورية فراغ منصب الرئاسة" وتعين رئيس الجمعية الوطنية رئيسا انتقاليا. وأضاف أن الرئيس الايفواري، الحسن وتارا، الذي يتولى حاليا رئاسة المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "الايكواس"، أخبره بأنه سيتخذ على الفور الإجراءات اللازمة لرفع العقوبات المفروضة على مالي. من خلال الخطوة يتبين أن الانقلابيين تم تكليفهم بمهمة محددة من طرف جهات غربية، في صفقة مع بعض قيادات الازواد الذين لهم سوابق وشكوك حول علاقتهم باستخبارت فرنسية وكذا مغربية، خاصة في ظل تواجد اغلبهم بباريس ونواكشوط، بعد أن تسربت معلومات حول قائد الانقلابيين امادو سانوغو، بتلقيه تدريبات ودورات تكوينية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، من جهة، وزيارات لقيادات من حركة تحرير الازواد إلى باريس وواشنطن، أيام فقط من إعلان انتهاء عمليات الناتو في ليبيا، من جهة أخرى. وقال مصدر مطلع ان ما حدث في مالي مع الانقلاب وشمال البلاد مع إعلان الازاواد استقلالهم عن الحكومة المركزية بعد سيطرتهم على مختلف المناطق، لم يكن عفويا أو صدفة، وإنما الأمر مدروسا ومخطط له في مخابر باريس وواشنطن وبعض دول الجوار. مضيفا أن الانقلاب على امادو توري حدث مباشرة بعد عودة سانوغو من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن اندلاع الاشتباكات والمعارك المسلحة في الشمال بدا مباشرة مع عودة قيادات حركة الازواد من باريس. وأوضح المصدر أن سيطرة حركة الازواد على شمال مالي كان سريعا بعد تراجع الجيش الحكومي المالي من الشمال بشكل مفاجئ تزامنا مع الانقلاب في باماكو، الذي قاده عسكريون تحت ذريعة فشل الحكومة المركزية في التعاطي مع حركة تمرد الازاواد في الشمال وسيطرة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على بعض المناطق. لكن، تابع المتحدث، أن الأسباب التي رفعها الانقلابيون لا محل لها من الإعراب في ما حدث ويحدث بشمال مالي، بعد استيلاء حركة تحرير الازاواد على الشمال بشكل كلي، وظهور التنظيمات الإرهابية على اختلافها في تحرك حر بلغ درجة الاستيلاء على مقرات حكومية وتعدي على المواطنين، ورفع راية الإرهابيين فوق عدد من المقرات وتصاعد دعوات تطبيق الشريعة بالقوة. وقال المصدر ان ما حدث وبشكل سريع ومتناقض يطرح التساؤل حول من يقف وراء الأحداث المالية وما هي مقاصد هذه الجهات ومن المستهدف ؟.