أحب أن أتوجه لأي مسئول حالي في حكومتنا المصرية الثورية المبجلة بعدة أسئلة بسيطة : أليست ثورة 25يناير أساسها ضد البطالة .. ثورة شباب معطل يريد أن يعمل ويثبت ذاته ؟. ألم تسارع أول حكومة مؤقتة لتسيير الأعمال بعد الثورة بإعلانها أنها بصدد توظيف العاطلين ؟. ألم تعلن وزارة المالية عن وظائفها وهرول الشعب لصناديق البريد ليرسل الملايين سيرهم الذاتية بريدياً محققاً البريد أعلي دخل له في تاريخه ؟. ألم تطلب وزارة المالية من العاطلين أن يتم ملأ إستمارات موقع وزارة المالية علي الإنترنت طلباً للتشغيل ؟. ألم يتقدم 7 مليون عاطل بطلبات توظيف ؟. ألم تعلن وزارة المالية أنها حصلت علي الدعم المادي من أجل توظيف الشباب ؟. لكن كل هذا يتبخر كالسراب .. للأسف الحكومة تذعن لطلبات الموظفين وترفع الرواتب وترفع الحد الأدني للرواتب متناسية من لا يحصل اصلاً علي راتب. أأشم رائحة عدم حيلة أم هو إستمرار للفساد ؟. هل أصبح الموظف الإبن المدلل للدولة والعاطل إبن حرام ؟. هل يطلع أحد أشاوس حكومتنا الرشيدة علي أنين العاطلين ويحاول أن يبحث السبل الكفيلة لإيجاد فرص عمل لشباب أكل الدهر منه وشرب. ألستم من نسيج الأمة وتعرفون مدي الضياع الذي يعاني منه أغلبية شباب مصر من بطالة وعمل لا يتوافق مع المؤهل وأعمال موسمية مؤقتة لا تدر دخلاً ولا تكفي الحد الأدنى من متطلبات المعيشة ؟ . نعلم أن أبنائكم وأقاربكم يتمتعون بأفضل الوظائف ولكن أليس لكم جيران أو حتى زملاء دراسة قدامي تسألونهم كيف يعيشون وأين يعمل أبنائهم ؟ ألم تقسم أخي الفاضل علي أن ترعي مصالح الشعب ؟. أليست مصالح الشعب هي أن يعمل ؟. أليس العاطلين من الشعب ؟. هل تريدون أن تقنعوني أن من خرج في ثورة ودهسته سيارة أو ناله رصاص قناصة أو فقد عينيه أو إحداهما قد خرج فقط ينادي بسقوط الطغاة ولم يكن يعاني من البطالة المقيتة أو يحلم بغد أفضل وبعمل شريف. لا أدري من المسئول عن بيع القطاع العام والخصخصة وطرد من يعملون بالشركات وإجبار الآخرين علي المعاش المبكر والتقاعد ولم يعد هناك بارقة أمل أو طاقة نور يمكن أن ينفذ من خلالها العاطل إلي وظيفة تتفق ومؤهله. كيف نستورد كل إحتياجاتنا ونحن دولة تعاني من البطالة ؟ ولم لا تنتشر المشروعات الصغيرة والعملاقة جنباً إلي جنب لإستيعاب الطاقات المعطلة من شباب لا يجد ما يفعله بعد التخرج سوي أخذ لقب عاطل. ضحكتم علي الشعب وطلبتم بعد الثورة من كل العاطلين أن يرسلوا عبر البريد السير الذاتية وصور الأوراق الرسمية وحقق البريد دخلاً بالملايين وبعدها إكتشف الشعب الخدعة وأخرجوا الخطابات من القمامة خلف مكاتب البريد ولن أقول من صناديق القمامة لأنه لا توجد في مصرنا صناديق للقمامة. وعندما خفتم ثورة العاطلين أعلنتم أن الإرسال بالبريد الالكتروني ولن يلتفت للرسائل بالبريد العادي ولا أدري ما ذنب من وقف في طوابير وتحمل وتشاجر حتى يصل لشباك البريد ويرسل رسالته معتقداً أن بها الخلاص من براثن الجلوس في المنزل وذل طلب الوظيفة. وإذا بكم تفتحون عنوان بريد الكتروني لوزارة المالية والناس يسودها الإندفاع والكل يرسل ويتسابق في الإرسال لوزارة المالية عبر البريد الالكتروني كما أرسلوا من قبل بالبريد العادي. وأمام وزارة المالية يتجمهر آلاف البشر بعضهم حضر من أقصي الصعيد والآخر من الدلتا وظلوا أيام أمام بوابة الوزارة حتى تفتق ذهنكم إلي خروج الموظفين من الوزارة وإستلام الخطابات باليد. وكذلك فعلت وزارة القوي العاملة التي كان علي رأسها حينها وزيرة تحمل الشهادة الإبتدائية وأصحاب الدكتوراه لا يجدون عمل ثم إعلان في وسائل الإعلام لن نتسلم خطابات باليد والناس تري إنفراج الأمر والبعض يقول أن من بلغ سن معينة سوف يتقاضي إعانة بطالة والآخر يقول لا بل سوف يتم تعيين الدفعات القديمة أولا لأنهم فقط تحملوا البطالة سنوات وآخرين يقولون إنهم طلبوا ضمن إستمارة التقدم معرفة الحالة الإجتماعية أي أن المتزوجين ويعولون أولا ثم المتزوجين وهكذا. لم يخلد بفكر أحد أنهم يتم التلاعب بهم من خلال كرسي الوزارة اللعين الذي وإن جلس عليه قديس إنقلب إلي حاوي يلعب بالشعب الثلاث ورقات. ولكن ما هذا ؟ ألا تتذكرون كل الأحداث التي سردتها لحضراتكم في السطور السابقة ؟. لقد مر عليها الآن أقل من عام ..ولكن ما الوضع ..لاشيء ...ما دور وزارة المالية الآن والقوي العاملة ؟. نعم عرفنا أن الموظف أولا والموظف ثانيا والموظف ثالثا والموظف أخيرا. إن وزارات أقيمت وأنشئت لمحاباة الموظفين أما العاطلين والجياع والمشردين واللاهثين في دنيا لا ترحم لا نجد من ينظر إليهم ربما نراهم فقط في الأعمال الفنية ونمصمص الشفاه ونشعر بألم نفسي وغصة في الحلق لأنهم يصعبون علينا ولكن لا يمد أحد يد العون لهم مجرد مشاركة بالمشاعر. مجلس الشعب المبجل هو الآخر أصبح مجلس الخطابة القومي الكل فيه يريد أن يبرز ويلمع محياه بكلمتين عارمتين وعبارات تهز المشاعر وصوت عالي جهور والأمر لا يخرج عن كونه تملق أعمي لا طائل منه. أخي عضو المجلس إرجع لدائرتك وإجلس مع عاطليها وإعمل إحصائية بأسمائهم قدمها للحكومة وإعمل علي تشغيلهم. لقد إستنكرت في مقال سابق أن يحاول أعضاء مجلس الشعب القيام بدور وزارة القوي العاملة وان تكون هناك خطة قومية متكاملة للتشغيل ولكن لأننا لا نعرف كيف تصاغ الخطط القومية وتنفذ علينا أن نحاول من خلال المتاح. فإن كنت أخي عضو المجلس تستطيع فبادر بمحاولة تشغيل أبناء دائرتك لأنهم سبب وجودك علي الكرسي وصياحك في المجلس لابد أن يكون من أجلهم. أنادي بمليونية ضد البطالة ومن يريد المشاركة عليه أن يتفق مع كل من يؤمن بالقضية وتكون حملة شاملة للمطالبة بفرص عمل للعاطلين. إنني لن أكل ولن أمل من الكتابة في هذه القضية وقد سبق أن كتبت مرات ومرات وأتمنى أن تصل الرسالة لضمير وعقل المسئول. وسوف أواصل الكتابة رغم إنشغال الجميع بقضايا أخري وخلافات غريبة وسفسطة ولكن القضية الجوهرية والمحورية التي تهز كيان مصرنا من وجهة نظري هي البطالة لان البطالة فيروس ينخر في عظام المجتمع ويهدم الإقتصاد ويدني الأخلاق ويبعد عن الإستقرار والرخاء المنشود. دمتم بسعادة ودامت مصرنا بخير...