يطارد ضحاياه في الازقة والشوارع هو كشبح بطيف نصبه يلقب بالسماوي لانه مثل البرق يصعق ضحاياه بصعقة الكذب والادعاء ليختفي خلسة في سماء الاستفهام. السماوي عبارة تطلق على الدجالين الذين يقتاتون ضحاياهم في الازقة والشوارع العمومية بدقة من اجل اختلاس اموالهم وذلك بمحض ارادتهم هذا هو الغريب في الامر والسؤال المحير لدى جميع الضحايا. تقول فاطمة فتاة في عقدها الرابع وهي من مدينة مراكش "توجهت قي تمام الثامنة صباحا الى المستشفى لاجراء بعض الفحوصات وفجاة في الطريق صادفت رجلا في مقتبل العمر سالني عن احدى المدارس الدينية فاجبته بالنفي عن عدم معرفتي لهذا المكان ثم ضربني خلسة على كتفي حتى اقشعر جسدي كاننى صدمت بصعقة كهربائية ثم ناداني باسمي ولقبي كانه يعرفني من قبل. وفجاة مر من جانبنا شاب ادعى انه لايعرفه ولكن ببركته علم بانه مهموم وحزين ويصيبه كرب بسبب اخته التي تود ان تذهب الى الديار الايطالية لكن الحظ لم يسعفها فطلب منه ان يحضر النقود التي تود شقيقته ان تسافر بها لكي يقرا عليها ببركته. انصرف الشاب وفي تلك الفترة كان يخبرني الرجل النصاب عن تفاصيل تحركات الشاب وذلك بدقة حتى اتمم مهمته واحضر المال بقيمة 2 مليون سنتيم ثم نظر الي بتهكم وطلب مني ان احضر النقود التي تتواجد في المنزل بقيمة 13مليون سنتيم فاخبرته بانه في حوزتي فقط 1200 درهم. صرخ في وجهي وقال لي بانه بالفعل يوجد هذا المبلغ في وسادة صغيرة وهذا الامر كان صحيحا !! .. لم ادري كيف علم ذلك ومبلغ 13مليون سنتيم بانه يوجد في وسادة كبيرة ولم اكن اعلم بامر هذا المبلغ . توجهت الى البيت كانني في تنويم مغناطيسي فاخذت المال الذي في الوسادة الصغيرة بقيمة1200درهم ثم فتحت الوسادة الكبيرة وفعلا وجدت مبلغ 13مليون سنتيم الذي لم اكن اعلم بوجوده في البيت وتذكرت بان والدتي كانت ترغب في الذهاب الى مكةالمكرمة لقضاء فريضة الحج وكانت تدخر لدى بعض المال الذي لم اكن اعرف قيمته حملت مبلغ 1200درهم. وحينما رمقني النصاب بدا يصرخ لانني لم احضر المبلغ الاخر والغريب في الامر كيف علم بذلك ثم انصرفت في المرة الثانية وقدمت له المبلغ كطبق ذهبي وانا تلك الفانوس السحري الفبي. ثم انصرف الدجال واختفى عن رؤاي حتى غادر المكان ادركت انه قد ثم النصب علي". فاطمة لم تكن تدرك ماذا يحدث لها هل ذلك بفعل الشعوذة والجن ام بفعل تنويم مغناطيسي. لذلك يقول حسن مفراح رئيس المجلس العلمي بان التنويم المغناطيسي والسحر موجودين باعتبارهما حقيقة تبزغ في واقعنا المعيش لكن يستبعد علاقتهما باصحاب السماوي لانه لايوجد اي برهان على ذلك. اما محسن بن زاكور عالم النفس الاجتماعي يعتبر السماوي ظاهرة انسانية قديمة تختلف باختلاف الثقافات وهي خصوصية نتيجة عدم الوعي والايمان بالخرافة لهذا لزالت مستمرة في القرن21 لدى جميع طبقات المجتمع ، لهذا سيبقى شبح السماوي يطارد ضحاياه في كل مكان لانه وجد الارض الخصبة لزرع بدور النصب في افكار لزالت تؤمن بالخرافة لحد الان. والسؤال يبقى مطروحا كيف يحدث ذلك هل بفعل الافكار الخرافية ام بقعل اشياء غامضة سندركها مع الزمن ؟.