تقتني الكلمات التي ستعتري طقوسها المفعمة بالكذب والإفتراء، تدعي أنها ولية من شرفاء الله الصالحين، لذى تلقب نفسها : ب "الشريفة" الدجالة التي تتواجد بإحدى الأحياء بمدينة الدارالبيضاء، سلبت عقول الناس بادعائها أنها تعالج أي مرض خطير بالماء التي ترشقه ببركتها وولائها وتبجيلها. عقول المرضى ، تكون ضائعة وتائهة عندما يفتكهم المرض لتصبح أي نافذة تفتح على محياهم حتى لو كانت في غرفة مظلمة، سيسطع نور الأمل ، هذا ما تقوله فاطمة وعيناها تنهمران بالدموع بعدما أن أصابها مرض السكري وهي في مقتبل العمر. ألم بها حتى نالت يئس من نفسها لتخرج للبحث عن أي وسيلة لسد رمق مرضها ، لتجد أبواب الدجالة " الشريفة" تفتح ذراعيها بنصب والكذب والإدعاء ببركة الماء التي تضع أصابعها فيه ليلطخ ببركة قدسيتها المزعزمة. قنينات من الماء المزعومة هذا هو الدواء الوهمي التي كانت تشربه فاطمة ، ثمن القنينة الواحدة " 200 درهم ثمن ليس بالهيين" ، وكانت الشريفة التي ترسخ في ذهنها إن هي اكتفت عن شربه سيصيبها مكروه ما ، لذا طيلة ثلاثة سنوات لم تمتنع فاطمة عن شرب الماء خوفا من أن يصيبها فاجع يفتك بها فتنال جزائها وتترك أبنائها أيتام. جرعة تلوى الأخرى لم تجدي أي نفع في دائها ونسبة السكر تزداد يوما عن يوم لتجد نفسها طريحة الفراش تتلقى العلاج في إحدى المستشفيات ، إذا أين هي هذه البركة المزيفة من سراب المراء أم أن تنويم الإفتراء هو الوسيلة الأنجع التي كانت تصطاط به ضحاياها بكل إتقان. مرارة المرض الذي ينفجر كبركان بشظاياه في جسد المرضى ويقذفهم بنار مطاردة أي داء يشفي غلتهم هذا ما أحست به ليلى فتاة في عقدها الثالث فوجئت بإصابتها بمرض سرطان المعدة لتجد نفسها تائهة في هذا الداء وبركة " الشريفة" هي التي ستضمض جروحها الولعاء ، قنينة تلوى الأخرى من ماء " البركة" ولكن دون جدوى لتجد نفسها في صراع نفسي لذهاب عند طبيب مختص لإتمام علاجها التي بدأت فيه في بداية الأمر لكنها تركته بسبب الدجالة التي التهمت عقلها بقدسيتها المنزلة من سبع سموات. الخرافة ، الإدعاء، الإفتراء ، النصب، الإنسان الضعيف أمام أسطورة الوهم ... كلها عوامل جعلت من ضحايا الدجالة سهلة المنال لتفترس نقودهم بأنياب الإفتخار. تبا لكل دجال بدعي الولاء والصلاح ، فعقول المرضى تضيع كطائر ضائع عن وكره ، بسبب مرضهم وليس بقدسية " الشرفاء الوهميين".