ذكرنا فى السابق مواصفات الضابط المصرى متمثلة فى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والزعيم الراحل أنور السادات فمن ابرز سمات شخصية القادة العسكريين المصريين هو الإستقلالية وإنكار الذات وتغليب إرادة الشعب على الإرادة الشخصية. فمن هنا أخطأت أمريكا للمرة الثالثة فى تقديرها للعسكريين المصريين والجيش المصرى على وجه الخصوص وأخطأت فى تقديرها للفريق السيسى. لكنها هذه المرة تحديداً لم تخطىء لأن ظروف توليه وزارة الدفاع جاء بعد الإطاحة بالمجلس العسكرى السابق ، بل ظنت أمريكا أن الفريق السيسى الذى تولى وزراة الدفاع ما هو إلا فرد فى خلية الإخوان المسلمين لأن الرئيس السابق محمد مرسى هو من أتى به إلى وزارة الدفاع لقيادة جيش مصر. مما جعل أمريكا والغرب والعالم كله ومنهم بعض المصريين أنفسهم ظنوا ان الفريق السيسى ما هو إلا ضابط من ضباط الخلايا النائمة وكان مستتراً إلى أن جاءت الفرصة للإخوان المسلمين والمنتشرين فى الجيش والشرطة وهذا بالفعل ظن معظم المصريين الذين لا ينتموا إلى الإخوان المسلمين. ويأس المصريين بالفعل وأعتقدوا ان الأمر بات فى يد مكتب الإرشاد ، لكن الغريب فى الموضوع أن الفريق السيسى كسب ود كل من المصريين الذين معه وكذلك الذين ضده فى فترة وجيزة جداً فى عهد مرسى دون أن يشعر به أحد. وبالرجوع الى تلك الفترة ستجد الجميع يشكر هذا الرجل ويثنى على أدائه فتجد الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد مرسى يشيدون بأدائه ودماثة أخلاقه وتربيته الدينية السمحة ونشأته. وإذا راجعتم انفسكم تماما ستجد عشرات المقالات لكتاب ضد الإخوان يلمحون بأن الإطاحة بالمشير محمد حسين طنطاوى خطأ كبير وغلطة وان محمد مرسى إختار ضابط من مؤيديه يخلف طنطاوى. وأمتلأت الدنيا صراخ وقتها حتى صحف العالم أجمع قالت ان مرسى رجل قوى أطاح بالمجلس العسكرى ومنهم من قال أنه طهر الجيش بخبطة واحدة. ويشاء السميع العليم البصير ان يثبت للكافة خطأ فهمهم لطبيعة ضباط جيشنا العظيم وتصفع أمريكا صفعة جديدة جداً لكن تلك المرة صفعتها اقوى بكثير لانها لم تدرس نفوس المصريين خاصة العسكريين والذين تربوا فى جيش عظيم. وأول ما تطأ قدميك داخل معسكراته تسمع كلمات تشعل الحماس وتأسس للوطنية ولحب هذه الأرض ولا يفهم تلك اللغة إلا المصريين فقط نذكر منها الآتى : رسمنا علي القلب وجه الوطن ... نخيلا ونيلا وشعبا اصيلا وصناك يامصر طول الزمن ... ليبقي شبابك جيلا فجيلا علي كل ارض تركنا علامة ... قلاعا من النور تحمي الكرامة عروبتنا تفتديك القلوب ... ويحميك بالدم جيش الكنانة وتنساب يا نيل حرا طليقا ... لتحكي ضفافك معني النضال وتبقي مدي الدهر حصنا عريقا ... بصدق القلوب وعزم الرجال رسمنا علي القلب وجه الوطن ... نخيلا ونيلا وشعبا اصيلا وصناك يامصر طول الزمن ... ليبقي شبابك جيلا فجيلا يد الله يا مصر ترعي سماك ... وفي ساحة الحق يعلو نداك وما دام جيشك يحمي حماك ... ستمضي الي النصر دوما خطاك سلام عليك اذا ما دعانا ... رسول الجهاد ليوم الفداء وسالت مع النيل يوما دمانا ... لنبني لمصر العلا والرخاء رسمنا علي القلب وجه الوطن ... نخيلا ونيلا وشعبا اصيلا وصناك يامصر طول الزمن ... ليبقي شبابك جيلا فجيلا كلمات تلهب المشاعر وتأجج الوطنية وتجعل من المستحيلات أن يكون ضباطها خائنون ، والفريق السيسى ضابط تربى فى هذة المؤسسة الوطنية لا يستطيع أن يفعل غير ذلك .. لأنه مصرى بجد. وغداً الحلقة الخامسة من : لماذا تكره واشنطن الفريق السيسى والجيش المصرى ؟.