بعد إنسحاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من الحياة السياسية بوفاته تاركاً قطعة غالية من ارض مصر فى أيدى اليهود وتلاشى أمل ظهور خليفة له. فمن المستحيل أن يأتى رجل له كاريزما كجمال عبد الناصر تتألف عليه الشعوب وتتحد مع آرائه وبات الأمر قابعاً فى يد أمريكا وحدها وإسرائيل تعثو فى الارض فسادا بلا رادع فكان نصر اكتوبر مفأجأة بكل المقاييس العسكرية والتخطيطية. حيث تفوق المقاتل المصرى بأدواته البسيطة جداً جداً التى تصل إلى حد التواضع على أفضل تسليح امريكى تقنى معدات مهولة صواريخ متقدمة دبابات قوية جداً طائرات حديثة مقابل المصريين ليس بيدهم سلاح متقدم كما بأسرائيل التى تمنحها أمريكا أسطولاً من الأسلحة. وفى أثناء الحرب أرسلت أمريكا جسراً جوياً إلى قلب سيناء أثناء المعارك لإسرائيل سراً وهذا ما إكتشفته المخابرات الحربية فى حينها وبات من الواضح أننا نحارب أمريكا ليس إسرائيل لكن إسرائيل هى الستار. فظهر السادات بدهائه وحنكته السياسية والعسكرية وذكائه الشديد ليعطى الغرب وأمريكا وإسرائيل ثانى درس ويجبرهم على إحترامه كما فعل جمال عبد الناصر بهم وأصبح دراسة حرب أكتوبر تتلخص فى وجهة نظر الغرب وخاصة أمريكا وإسرائيل فى العسكرية المصرية كالآتى :
1- كيف تغلب المقاتل المصرى على اختراق خط برليف الحصين ؟. - الإجابة : بإستخدامه الطين فى سد مواسير النابالم. 2- كيف أزاح المصريين الساتر الرملى الترابى من على جانبى القناة ليمهد لفتح ثغرات للدبابات حتى تعبر القناة ؟. - الإجابة : بخراطيم المياه. 3- كيف تفوقت الطائرات المتواضعة كالميراج والميج على اف 16 و 18 ؟. - الإجابة : بمهارة الطياريين المصريين. 4- كيف تفوقت نيران المصريين على أقوى تحصينات أرضية لها دشم وقواعد خراسانية حصينة جداً جداً ومتفوقة عدداً ؟. - الإجابة : عزيمة وإصرار وبسالة المقاتل المصرى. 5- كيف أصبح للضباط والقادة المصريين عقل عسكرى محترف يغير تيكتيكات الحرب وفقاً لمصالحه ويغير فى إستراتيجياته العسكرية وفق حركة العدو ؟. - الإجابة هى : المصرى مذهل بكل المقاييس بلا تحيز. فبات واضح للقادة العسكريين والسياسيين الاسرائليين والأمريكان أنه لا مفر من التخلص من أحلام الغزو والإستيلاء على الأرض لأن هؤلاء المصريين أقوياء فعلاً وعلموا الأمريكان والاسرائليين ان المصريين كانوا فى حاله رثة من الإقتصاد والتسليح والبنية التحتية السيئة وعملوا هذه الملحمة فى اكتوبر 73. فما بال المصريين نفسهم فى حالة تقدمهم ماذا سيفعلوا بنا ؟. لهذا تحارب إسرائيل وأمريكا وبعض حلفائهم مصر حتى الآن حرب باردة ينفقوا فيها مليارات الدولارات لعرقلة هذا الشعب العظيم من التقدم والرقى لتخوفهم الدائم وعلمهم الاكيد بالفارق الفردى للمصرى المتمثل فى قادتها والذين يظهروا من الحين والاخر كأفضل قادة فى التاريخ العسكرى. وغدا الحلقة الثالثة فى : لماذا تكره واشنطن الفريق السيسى والجيش المصرى ؟.