نعرف جميعاً أن دائرة المشاغل والمشاكل قد تأخذ بعض الناس من التمتع بمذاق الحياة السعيدة نحو الركض خلف قوت العيش الكريم تأخذهم حتي من إستعمال التكنولوجيا الحديثة مثل الكمبيوتر. نساء مكافحات لاوقت لهن لشات أوللدردشة أمثلة لنساء تحدين الفاقة بعزة وكرامة خرجن لإنتزاع لقمة حلال في واقع صعب متطلبات الحياة فيه كثيرة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكاليف السكن. نساء اخترن أن يكن فقط مكافحات من أجل لقمة حلال، ولم ترم بهن أوضاعهن الاجتماعية في أوحال الرذيلة لأنهن قد تشبعن بفكرة أن "الحرة تجوع ولا تأكل من ثدييها". إنهن نساء يستحققن بجدارة أن تلقى بين أيديهن تحية إجلال وتقدير لأن منهن من استطاعت أن تعيل أطفالاً يتامى من عرق جبينها حتى تفوقوا في الدراسة وأصبحوا يحتفى بهم وبأمهم. هن النساء اللواتي يخرجن من بيوتهن في الصباح الباكر مع بزوغ إشراقات جديدة .. يتوجهن إلى الحي الصناعي إلى المعامل ، يعبرن القناطر والممرات المظلمة تحت رحمة قطاع الطرق والفاسدين. هن اللواتي يسابقن عقارب الساعة والزمن ليؤمنّ على قدر الإمكان أكبر عدد ساعات العمل في أخر الشهر !. اللواتي لا تفارق مساحيق التنظيف أيادهن في حصص يومية من الأشغال المنزلية بالبيوت والفيلات الراقية مقابل أجر زهيد لتأمين لقمة عيش كريم. اللواتي لا تعرف أيادهن لا طلاءاً ولا حليباً مرطباً ولا "بيديكر ولا مانيكير" !. اللواتي يستفقن عند الخامسة صباحاً ويتوجهن إلى سوق الجملة كبائعة متجولة أو طاهية متجولة. نساء متعففات قد يبعن الخبز والبيض وغيره إلا العرض والكرامة؛ قد يبعن النعناع والزعتر والأكليل ومختلف النكهات العطرة وهن مازلن يبحثن عن نكهة حياة سعيدة أمام "قساوة الزمان" اللواتي يقضين يوما كاملا مقابل دراهم قليلة من حصيلة البيع !. اللواتي يجمعن حطب التدفئة بين أشجار غابات وجبال تونس العزيزة جدا .. فقط لتأمين إشعال نار وطهي خبز وشاي وعدس، إلى التي يتساءلن في كل لحظة، ويتسرب الشك إليهن حول هوية انتماءهن إلى خارطة النساء !. اللواتي لا يبحثن عن الشهرة والأضواء وزرابي المهرجانات الحمراء .. ولا عن صورة لهن على غلاف المجلات النسائية. اللواتي يبحثن فقط عن شيء من الأنوثة بداخلهن ! اللواتي يقفن أمام أبواب المستشفيات العمومية .. يحملن معهن الصور الإشعاعية لأطفالهن ولا يملكن مصاريف مباشرة في إجراء عملية جراحية على قلب. اللواتي التي يحملن مع الصور.. الأمل في عيش ابناءهن وتحقيق حلمهم في أن يصبحوا طيور طائرة، ويحققوا وعودهم لهن بزيارة بيت الله الحرام !. أيضاً ودون إن ننسي النساء اللواتي يحملن لقب بائعات الهوي " بالخطأ" ودفعتهن الظروف أن يؤجرن تحت الأضواء الحمراء للحانات وغرف بيع اللحم بثمن رخيص .. اللواتي لا يتمنون أن يوضعن تحت قيود لذات الزبناء !. اللواتي يملأن هذا الوطن ولا تعرف عدسات الكاميرات طريقاً إليها إلى فيما يتعلق بجرائم الإغتصاب والعنف وفتاوى الموز والجزر!. وهؤلاء النساء هن بحق مكافحات يجب تقديم المساعدة المادية والمعنوية لهن حتى لا يجدن أنفسهن منبوذات داخل المجتمع لا بد من تخفيف وطأة قساوة ظروف عليهن. تحية تقدير إلى اللواتي إختارنا العيش بالحلال ولو كان قليلاً ومتعباً. تحية إلى نساء بلادي .. فنساء بلادي نساء ونصف .. كما يقول الشاعرالصغير أولاد أحمد : كتبتُ، كتبتُ .. فلم يبق حرفُ .. وصفتُ، وصفتُ .. فلم يبق وصفُ. أقولُ، إذن ، بإختصار ٍ وأمضي : نساءُ بلادي نساءٌ.. ونصفُ