إن مفهوم ومعيار ومقياس السعادة يختلف من شخص إلي شخص أخر ومن مجتمع إلي مجتمع أخر ومن ثقافة إلي ثقافة أخري ومن أمة إلي أمة أخري وذلك بإختلاف العقيدة والدين والمجتمع والمستوي المعيشي والتعليمي وأسلوب التنشأة وغيرها. كما أن الشعور بالراحة والإطمئنان تأتي من خلال الرضا بما هو لك والقناعة بما أتاك وماتملكة والزهد فيما هو للأخرين. كما أن أسباب الضيق والتعاسة ترجع إلي الشعور بالعجز في تحقيق الأمال والطموحات. كما ترجع إلي الشعور بالضعف والتهميش والإقصاء وقلة الحيلة والهوان على الناس وتملك الخصوم زمام الأمور. كما أن اكثر المجتمع المصري يعيشون حالة من اليأس والبؤس والفقر وفقدان الأمل وغيرها وذلك نظراً لحالة الإنفلات الأمنى والإضطراب والتصارع السياسي والعداء الطائفي والإنقسام الإجتماعي والتدهور الإقتصادي وغيرها. علماً بأن مقاييس ومعايير الدراسات المحلية والعالمية الموضوع لتقييم وتصنيف السعادة هي دراسات ليست بالحقيقية أو الدقيقة في تقييم وتصنيف السعادة وذلك لكونها قد أهملت العامل الإنساني والديني والثقافي والتاريخي والقيمي والخيري والتطوعي وغيرها. وكذا علماً بأن الدول العربية قد تراجع ترتيبها وتصنيفها في قوائم مقاييس السعادة نظراً لإنتشار الثورات والإحتجاجات والتظاهرات الشعبية وكذا غياب جميع مظاهر الديموقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية وكذا إنتشار مظاهر الصراعات الطائفية والمذهبية وكذا إنتشار مظاهر الفقر والأمية والبطالة وغياب الرعاية الصحية والتعليمية وغيرها. علماً بأن تحقيق السعادة الكاملة هو أمل بعيد المنال. كما أن السعادة الحقيقية هي في إسعاد الأخرين كمثل الشمس والقمر يشرقان بالإضاءة والأنوار الربانية للكواكب والناس أجمعين. كما أن الشعور بالسعادة لا يمكن قياسه أو إدراكه أو معرفته إلا بالشعور بالأحزان والألام. كما أن تحقيق الأهداف والطموحات والأحلام والأمال والشهرة والحصول على المناصب والأموال والبنين وغيرها هو نوعاً من التوفيق والنجاح والرزق قد يلازمه هموم وألام وأحزان ومشقة وعناء وغيرها قد تتعارض مع مظاهر السعادة المنشودة والحقيقية. علماً بأن سعادة الروح هي في الإيمان واليقين بوحدانية الله عز وجل والرغبة في حب الرجوع إلي الله عز وجل. كما أن سعادة النفس هي في قلة الأثام والطمأنية والرضا بأقدار وأرزاق الله. كما أن سعادة الأجسام هي في قلة الطعام وصحة الأبدان من الوباء والمرض. كما أن سعادة اللسان هي في طيب وحسن الكلام وقلة الحديث. كما أن سعادة الأسرة المصرية هي في الشعور بالأمن والأمان داخل إطار أفراد الأسرة وكذا في تحقيق وحدة وترابط وتماسك وتكامل وتعاون أفراد الأسرة المصرية وكذا في تأمين وتوفير سبل الرزق والعمل وكذا في الحصول على الخدمات المعيشية الضرورية والملائمة وكذا في الحصول على التعليم والرعاية الصحية المتاحة والميسورة. كما أن تعاسة الأسرة المصرية تكمن في الصراعات العائلية والمعيشية الملتهبة وكذا إنتشار البطالة والأمية والفقر والأمراض وغيرها بين جميع أفراد الأسرة وكذا إنتشار ظاهرة الهجر والإحتقان والعداء والتشاحن وغيرها بين أفراد الأسرة وكذا غياب الدور الفاعل والمؤثر لرب الأسرة المصرية. كما أن سعادة المجتمع المصري تكمن في إستحضار أمجاد وإنتصارات الماضي لتحقيق أمجاد وإنتصارات الحاضر والمستقبل وكذا في تحقيق الوحدة الوطنية بين نسيج وأطياف وفئات وتيارات المجتمع المصري وكذا في تحقيق الأمن والأمان والمحبة والسلام والتسامح والتعايش الوطني والإجتماعي وكذا في تحقيق التطور والنمو والرفاهية المعيشية والإقتصادية وغيرها بين مكونات وهياكل المجتمع المصري وكذا في تحقيق الإستقرار والسلام والأمن في الشارع المصري وكذا في تحقيق الإستقلال والسيادة الوطنية والحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية وغيرها. كما أن تعاسة المجتمع المصري تكمن في تفشي ظاهرة الإنقسام الطولي والرئيسي في المجتمع المصري. كما تكمن في ظاهرة الإنفلات المجتمعي والإعلامي. كما تكمن في تفشي ظاهرة الإقصاء والعداء للأخر المختلف. كما تكمن في تواصل حركات الإحتجاجات والتظاهرات والثورات والحركات والثورات المضادة الأخري. كما تكمن في إنتشار ظاهرة الإحتقان والتصارع والتحارب المجتمعي والطائفي والأهلي كما تكمن في إنتشار ظاهرة البطالة والإحتجاجات الفئوية وغيرها. كما تكمن في تفشي ظاهرة الفساد المجتمعي والصراع السياسي والإنفلات الأمني والإنحراف القيمي والأخلاقي والفراغ التشريعي والدستوري وغياب العدالة الناجزة وتكميم الأفواه ومحاولات تسييس الجيش والقضاء. كما تكمن في تراجع الإنتاج والإنتاجية وإنهيار وتدهور الإقتصاد الوطني وغيرها.