اللي فاتها قطار الزواج.. لم تكن مجرد أرقام واحصاءات في الكتاب السنوي الذي يصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء.. أو ظاهرة اجتماعية يحذر من خطورتها الباحثون وأساتذة علم الاجتماع - علي المجتمع من تأخر سن الزواج - أو كما نسميها - العنوسة - وانما هي أكبر وأخطر من ذلك! اللي فاتها قطار الزواج.. أصبح عنوانا وان كان مكونا من أربع كلمات - لكن بسببه ترتكب الجرائم.. وإلا فما السبب وراء وجود 51 ألف دعوي نسب تنظرها المحاكم الآن؟!.. أو ظاهرة الزواج العرفي - التي صارت الخطر الأكبر الذي يهدد المجتمع الآن.. أو جرائم الآداب - التي يتم ضبط فتيات أعمارهن تعدت الثلاثين ولم يتزوجن بعد. أو أخيرا - العانس - التي أصبحت مطعما وفريسة سهلة للشباب معدومي الضمير.. فيستولون علي أموالهن باسم الحب والزواج ثم يهربون وتبقي الضحية في النهاية ناقمة علي كل الرجال في مصر وينتهي الحال بهن اما الي الاكتئاب وهجر الرجال أو مواجهتهم والانتقام منهم! أخبار الحوادث وهي تناقش هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة تروي حكايات لفتيات فاتهن قطار الزواج فاتجهن الي الجريمة.. أو صرن مجنيا عليهن! ولأن لغة الأرقام عادة ما تكون صادمة وقاسية.. فضلنا أن نبدأ بها.. قبل أن نعرف حكايات وأسرار هؤلاء الفتيات اللائي عجزن عن اللحاق بقطار الزواج.. فحسب ما أشارت إليه احدي دراسات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.. فإن هناك 92٪ من الفتيات فاتهن قطار الزواج وأصبحن يحملن لقب عانس! أما المفاجأة الأخري الصادمة.. فهي وجود 51 ألف دعوي نسب أمام محاكم الأسرة الآن.. كلها نتاج اما زواج عرفي أوعلاقة غير شرعية! جرائم بسبب العنوسة! أحيانا تأخر سن الزواج عند الفتيات يقودهن الي الوقوع في المحظور سواء جناة أو مجني عليهن! هذه الواقعة تحقق فيها نيابة الوايلي.. بطله شاب خدع 04 فتاة مستغلا شبكة الانترنت! البداية عندما حرر الضحايا من النساء بلاغات ضده قلن في بلاغهن: »أنهن تعرفنا عليه عن طريق شبكة الانترنت وتجاذب معهن أطراف الحديث حتي تعلقن به.. وباسم الحب تمكن هذا الشاب من أخذ توقيعهن علي بياض ثم بدأ يبتزهن.. المال مقابل اعطائهن ايصالات الأمانة.. وقلن أيضا في محضر الشرطة: أنه خدعهن باسم الحب ووعدهن بالزواج وبعد اجراء التحريات تمكن المقدم علاء عطية رئيس مباحث النصب بالقاهرة من القاء القبض عليه واحالته للنيابة. الخداع باسم الحب! بعد 01 سنوات حب جمعتهما الظروف والصدفة في مؤتمر أقيم بفندق كبير حضرته هي كصحفية وهو كمترجم فوري فشعرت أن الأيام ابتسمت لها من هنا تطورت أحداث العلاقة وأقنعها بكلامه المعسول انها لا تزال في خاطره ولم يرتبط بعد بأحد ثم اكتشفت انه لم يعد رومانسيا وانجرف للتيار المادي انتقاما من أيام الفقر التي كان يضطر خلالها للاقتراض من حبيبته وكانت أول صدمة تقابلها عندما طلب منها الاختيار بين أمرين اما أن تتزوجه علي حاله أو اقراضه 5 آلاف جنيه ليتدبر أموره ولأنها تحبه وتثق في أنه قادر علي رد المبلغ في أي وقت قررت اعطاءه المال! ومرت الأيام والشهور دون أن ينجز شيئا رغم وعوده باستمرار لها بأنه سيعوضها عن سنوات الحرمان لكنه اختفي فجأة وغير رقم الهاتف فجن جنونها وظلت تسأل عنه في كل مكان وعلمت بالصدفة انه خطب قريبة له في محافظة القليوبية بهذا المبلغ. أصرت علي معرفة عنوانه وفضحته ووعدها بالسداد علي أقساط ولكن حتي الآن مازالت ضحية هذا النصاب فحررت بلاغا ضده! سرقة العرايس! انتظرت نسمة خروج زوجها شريف من السجن بعد قضاء عقوبة السرقة بالاكراه حيث يشكل الاثنان فريقا لارتكاب الجرائم. فتتولي نسمة اصطياد الضحية التي غالبا ما تكون من اللائي فاتهن قطار الزواج ثم يأتي دور زوجها في رمي شباكه عليها حتي تطمئن له ثم يقوم بالاستيلاء علي أموالها بحجة عمل مشروع صغير يضمن لهما زواجا سعيدا ثم تكتشف الضحية أنها وقعت فريسة لنصاب محترف. وعندما حررت المجني عليها بلاغا ا كتشفت ان هناك ضحايا كثيرات مثلها! 53 سنة.. وآنسة! والآن.. ماذا تقول النساء اللائي يشعرن انهن فاتهن قطار الزواج؟!.. قالت »أ.ر« 53 سنة أنها لا تزال آنسة حتي هذه اللحظة وأنها اشتركت في جروب اسمه »عوانس من أجل التغيير« علي الفيس بوك حيث تقدم اليها الكثيرون لكن ظروف الحياة لم تساعدها فبعد أن كانت تقوم بإملاء شروطها علي العريس بكل ثقة أصبحت الآن تريد الزواج بأول شخص يطلب يدها بعد أن فاتها قطار الزواج فمع تعدد الظروف والأسباب من حولها تبقي الأزمة واحدة وهي سنها الذي يرتفع عاما بعد عام بالاضافة الي تكاليف الزواج التي أصبحت مبالغا فيها. العريس لقطة! وتقول (ج.م) - 63 سنة - أنها لا يمكن أن تتزوج بغير من يرضي معيشتها فهي تري أنه مع تغير المستوي الاقتصادي في المجتمع بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار لا تستطيع قبول من هو أقل منها اجتماعيا لذلك تشعر بمن يتقدم اليها من الشباب لا يرغب سوي في استغلالها واكتشفت أن شروطها التعجيزية التي كانت تضعها في كل العرسان الذين تقدموا لها.. سرق عمرها واكتشفت أنها الآن كانت علي خطأ! لفظ غير لائق! ماذا يقول علماء النفس والاجتماع عن هذه الظاهرة؟! أكدت دكتورة انشاد عزالدين المتخصصة في علم الاجتماع الأسري أنه ليس هناك ما يسمي بالعنوسة فهي ترفض تماما اطلاق هذا اللقب علي الفتاة ويمكن أن نقول من تأخر لديها سن الزواج وروت أنها في احدي الأيام سألت صديقاتها من الأجانب ان كانت متزوجة أم لا فكان رد فعلها في تعجب انها كيف يمكنها أن تتدخل في حياتها الشخصية بهذه الطريقة بعكس ما هو معروف في مجتمعنا ان لم يكن لدينا عيب فنحن الذين نقوم بإطلاق الألقاب غير اللائقة علي أنفسنا. كما أن السبب الرئيسي لتأخر سن الزواج للفتاة وأيضا الشاب هو الارتفاع الجنوني لمستوي المعيشة حيث أصبحت الفتاة اليوم لا تقتنع بالقليل وتزيد مطالبها ومن جهة أخري أن الشاب لا يستطيع تلبية احتياجاته بمفرده فالطموحات تكثر في ظل الاعلام المفتوح وهذا يمكنه أن يؤدي الي انحراف متصاعد بسبب هذه الأزمة كما أصبح الحب يطلق عليه »ما بيأكلش عيش« والمرأة أصبحت الآن تتقلد مناصب ولديها ذمة مالية منفصلة مما أدي الي ارتفاع مستواها الاجتماعي والاقتصادي عن بعض الشباب الذين يجدون صعوبة في ايجاد العمل وهذا هو الفارق والفجوة بينهما فترفض هذه الظروف مما يؤخر فرصتها في الزواج. كما يري علماء النفس أن المتزوجين أوفر صحة من العازبين وأطول عمرا اذا كانت حياتهم مستمرة. وأكدت الدراسات أن العازبين أكثر تعرضا للانتحار من المتزوجين وأن هناك علاقة بين الصحة النفسية والجسدية والزواج. رأي علماء الدين! ومن وجهة نظر الشرع الحنيف كما قال علماء المسلمين أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال »إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض«. ووصي رسول الله صلي الله عليه وسلم الشباب قائلا »يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه الصوم فإنه له وجاء« وحث علماء الاسلام الشباب بسرعة الزواج ان استطاع ذلك لأنه سيكون معينا له علي أن يبني حياة مستقرة! هذا ما أمر به الدين أن يعجل الشباب بالزواج لكن الناس يتمسكون بالمطالب التي تؤدي الي تأخير سن الزواج مما يؤدي الي أضرار وخيمة بالفتاة والشاب.. فهل من امتثال لقول الله ورسوله؟! هل من بارقة أمل في التغيير؟!