الشفافية كلمة تفقد معناها في كثير من الأوقات عندما تولي د.الطيب مشيخة الأزهر زاره عدد من الصحفيين لتهنئته ولحضور مؤتمر صحفي لشيخ الأزهر.. بعض الزملاء الصحفيين مصمص شفاه وأمتعض البعض الآخر معلنين غضبهم مما نشره رئيس تحرير أخبار الحوادث من صورة للشيخ المرحوم محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق علي غلاف المجلة مصحوباً بمقال علي الصفحات الداخلية والصورة التي أثارت غضبهم هي صورة الشيخ طنطاوي يرفع النقاب عن وجه طفلة في الحادية عشرة من عمرها.. وهي الحادثة التي بسببها هاجت كثيراً من الأصوات التي تطلق علي نفسها »المعارضة« ولم يرحموه وهاجموه بقسوة ولم يقف أحد مع شيخ الأزهر. الزملاء الصحفيون قالوا ما كان يصح أن ينشر محمود صلاح هذه الصورة بعد وفاة الشيخ.. وتناسوا.. أوجهلوا.. أو لم يعرفوا بما يدور علي الساحة الصحفية. أو في نقابتهم من أن هذه الصورة حازت علي الجائزة الأولي في مسابقة التصوير الصحفي ا لتي نظمتها نقابة الصحفيين واشتركت فيها كل الجرائد والمجلات المصرية.. او هم لم يدروا بها وللشفافية المجهلة لديهم انهم شاهدوا الصورة ولم يقرأوا العنوان الذي كتب عليها.. حيث تعاطف رئيس تحرير الحوادث مع شيخ الأزهر ودون عليها عنوانا يقول : نحن قتلنا شيخ الأزهر!. وفيه يتهم الجميع بذلك.. أما ماكتب بداخل الصفحات فهو إعتزاز وتكريم وتمجيد لذلك الرجل ودفاع عنه ضد كل من هاجموه. ليتهم لم يعلقوا علي ما لم يقرأوه حتي لاتظهر سطحيتهم.. وهكذا كانت هي شفافية الزملاء والصحفيين التي اصطنعوها لينالوا حظوة التقرب من شيخ الأزهر الجديد. وهذه مناسبة أخري فقدت الشفافية فيها معناها وهو »يوم اليتم« الذي نال إهتمام المجتمع وخصصوا لليتيم يوما بأسمه وهذه الفئة من الأطفال وصي عليها الله في كتابه الكريم.. كما وصي عليها رسول الله »صلي الله عليه وسلم« حيث ضم اصبعيه السبابة والوسطي متلاصقين وقال »انا واليتيم كهاتين في الجنة«. ويوم اليتيم شهد احتفالات بالقاهرة والاسكندرية.. ثم افتتاح دور جديدة ووزعت الملابس والهديا علي الأطفال اليتامي مثلما المعتاد في هذه المناسبات وتم تصوير المسئولين وكبار الدولة في هذه الأماكن. ولكن هل اليتيم موجود فقط في القاهرة والاسكندرية.. هل يتيم العاصمة هو الذي يستحوذ علي كل الأهتمام. الله سبحانه وتعالي لم يخصص الوصاية باليتيم علي من هو موجود بالعاصمة وبجوار الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بالمدن. اليتيم في صعيد مصر وفي القري والنجوع في الوجه البحري والقبلي لم يحس بهم أحد ولم يهتم بهم أحد لأنهم بعيدون عن الصورة وبعيدين عن العاصمة. اليتيم في هذه الأماكن لم يدربه أحد.. سقط من حسابات المسئولين الذين تتبعهم كاميرات الصحافة وكاميرات الفضائيات. ولو كانت هناك شفافية لطبقت وصاية الله سبحانه وتعالي وسنة رسوله »صلي الله عليه وسلم«.