مؤخرا اصبح الاخ يقتل اخيه دون اي اعتبارات انسانية او صلة رحم بينهما، ويكون السبب غالبا هو الخلاف علي المال وعندما نسمع هذا السبب لا نندهش، لان المال اعمى القلوب وجعل الجاني دائما ينسى حتى صلة الرحم ويتصرف مع شقيقه وكأنه غريب لايوجد شيء يربطه به. لكن في تلك الجريمة الاخ قتل اخيه ليس بسبب المال ولكن لسبب اغرب من ذلك وهو سرقة افكاره حسب ما يدعى، هذا ما قاله المتهم واصر عليه امام المحكمة، "نعم قتلته لانه بيسرق افكاري" المحكمة تأمر بعرض المتهم على الطب النفسي لبيان سلامة قواه العقلية من عدمه وكانت نتيجة تقريرها بالاضافة لشهادة الشهود والتحريات جعلت المحكمة تنهي القضية داخل محكمة جنايات شمال القاهرة بقفص الاتهام يقف رجل في العقد الرابع من عمره شارد الذهن يلتفت حوله وكأنه يبحث عن شيء، لا احد يقف بجانبه مثل بقية المتهمين، يقطع هذا المشهد صوت حاجب المحكمة وهو يعلن بدء الجلسة بجملته الشهيرة : محكمة بعدها ينادي علي المتهم سعيد احمد عرفه ليرد: افندم وبعدها يبدأ ممثل النيابة يتلو امر الاحالة قائلا: ان المتهم قام بقتل شقيقه عمدا مع سبق الاصرار والترصد، واعد لذلك سلاح ناري فرد خرطوش اشتراه خصيصا لارتكاب الجريمة، وقام بالاتصال به وحدد معه موعداً، وعندما جاء اليه قام بتسديد السلاح نحوه واطلق عليه النار امام ابنه الصغير ليسقط ارضا غارقا في دماءه ثم فر سريعا وقام بدفن السلاح باحد المناطق المهجورة الي ان تم ضبطه. كما شهدت زوجة المجني مؤكده ان المتهم جاء الي شقيقه وطلب منه مبلغ مالي الا ان المجني عليه طلب منه فرصة لتحضيره له، وعندما تأخر عليه قام المتهم بتهديده بإنه سيحرق له دراجته البخارية وسيقتله وسييتم ابناءه، كما شهد بذلك مجموعه من الشهود وكذلك ابن المجني عليه وطالبت النيابة بتوقيع اقصى عقوبة على المتهم. وبعدها بدأت هيئة المحكمة في مناقشة المتهم ومواجهته بما جاء في امر الاحالة وكانت اجابته عليها حملت مفاجآت عديدة حيث اخذ رئيس المحكمة في سؤاله: - انت قتلت اخوك؟ - نعم قتلته - ليه قتلته ؟ - ايوه قتلته لانى بكرهه، دايماً بيسرق افكاري وبينجح فيها، كل لما افكر في حاجة او مشروع يعملها وانا مش عارف احمي افكاري منه، فقررت التخلص منه وقتله، "عشان" اعرف "اعيش" حياتي واعمل كل اللي افكر فيه. بعدها استمعت المحكمة لشهود الاثبات ومنهم طفل المجني عليه والذي اكد ان والده اصطحبه مع علي الموتوسيكل لمقابلة عمه في احد الشوارع بالمرج، وبعدما وصلوا هناك انزله ابيه ثم فوجي بعمه ينادي علي ابيه ذهب اليه وبعد اقل من دقيقتين فوجئ بعمه يطلق النار علي ابيه ليسقط ارضاً. شهد اهل المنطقة بما شهد به الصغير، لتقرر المحكمة عرض المتهم على الطبيب النفسي لبيان مدى سلامة قواه العقلية من عدمه، وحمل التقرير مفاجأة وهي ان المتهم في كامل قواه العقلية لدرجة انه لايحتاج وجوده حتى تحت الملاحظة وجاء في التقرير اقرار المتهم بجريمته مؤكدا انه كام يقع تحت تأثير السحر وانه يستحق هذا المصير وانه من المفروض عليه كشقيقه الاكبر يحافظ عليه لكنه لم يفعل ذلك. وجاء بالتقرير ان المتهم لا يعاني من اي اضطراب نفسي ومدرك وواعي لكل مايفعله وان ذكاءه متوسط، ولايعاني من اي اضطراب او مرض نفسي. وبعد اطلاع المحكمة علي تقرير الطب النفسي اصدرت المحكمة قرارها باحالة اوراقه لفضيلة المفتي لاخذ الرأي الشرعي في شأن اعدامه وجاء رأي المفتي بالموافقة على اعدامه لتصدر المحكمة حكمها بإعدامه وبموافقة جميع الاراء.