جريمة قتل بشعة، لم يكتف المتهم بقتل صديقه بل مزق جثته، المتهم صاحب "مقلة" والقتيل تاجر، لأنه طالبه بمبلغ مالي كان مديونا به، وحينما ألح عليه، تقمص دور الشيطان، عزمه على وجبة "غداء" ووضع له السم وبعد قتله قطع جثته لثلاثة أجزاء، ثم وضعها فى برميل وألقاها أسفل الطريق الدائري، وبعدها حاول الانتحار مرتين أمام القطار وأعلى الدائري لكن لم يشأ القدر، وسقط في أيدي الشرطة. بدأ "محمد.ي" ، 36 عاما، صاحب مقلة، كلامه بهدوء، سرد جريمة القتل التى ارتكبها من بداية تعرفه على التاجر مورد البضاعة له، قائلا:" لم تعد الحياة تعني لي شيئا مهما، القدر جعلني قاتلا، رغم أنني لم أكن أتوقع أنه فى يوم من الأيام أن أقتل "فرخة"، لا أبغي الدفاع عن نفسي، فأنا بعد ارتكابي جريمتي حاولت الانتحار مرتين، لكن مشيئة الرحمن أنقذتني، بعد أن تخلصت من جثة علاء، وقطعته، ثم وضعته فى برميل، وألقيتها أسفل الطريق الدائري فى مكان مهجور حتى لا يكتشف أحد جريمتي، عدت للبيت فكرت مرارا فى الدنيا بعد أصبحت قاتلا، حينما تمعنت وفكرت جيدا، قررت الإقبال على الموت، لم أشعر بنفسي إلا وأنا وأقف أمام شريط القطار، منتظرا إياه لكي أتخلص من حياتي، لكنه يقف على بعد أمتار مني، وتعطل، عدت مصابا بخيبة أمل، وكان لسان حالي يقول حتى الموت يهرب مني، وصلت لمنزلي، تذكرت جريمتي، وكيف مللت منه، ومطالبته لي بالدين الذي أخذت به بضاعة، وإلحاحه في الاتصال بي على المحمول، قبل الواقعة بيوم، وكنت وقتها فى السيدة نفسية، نحيي ذكراها، وحينما اتصل أبلغته أنني فى "مسجد السيدة نفسية" أحضر الليلة الختامية، لكنه لم يصدقني، ثم عاود الاتصال بي مرة اخرى، أقسمت له، أنني فى المسجد، للتأكيد أعطيته مصلي إلى جواري فى المسجد، لكنه لم يصدقني وعنفني، فى نهاية اليوم اتصل بي مرة ثالثة، وكان غاضبا، معتقدا أنني أتهرب منه، لكني أقسمت له أنني فى قطار المترو، عائدا لشقتي فى الخصوص، وإذا أردت أن تأتي لي الشقة، أنا فى انتظارك، اتهمني وقتها أنني عدت لبلدتي فى السوهاج، هربا منه، حتى لا أسدد له 8 آلاف جنيها، تحدثت معه، وقلت له أنت كنت معي فى الشقة وجئت لتبيت حينما تأخرت فى القاهرة، وكان معك 75 ألف جنيه لو أنني سيء الخلق كنت سرقت أموالك وقتها، وسوف أجمع لك المبلغ فى أقرب وقت. واستكمل محمد قائلا: قدماي أصبحتا غير قادرتين على حمل جسدي المتهالك من وطأة الألم طيلة يوم كامل مليء بالمتاعب، وفور عودتي للبيت ألقيت بجسدي على السرير وغصت فى نوم عميق، استيقظت على صوت جرس الباب، لم أر مكان من شدة التعب أمامي، وعندما فتحت الباب، فوجئت به أمامي، دخل الشقة، وبصوت مرتفع قال"أنا عايز أموالي"، قاطعته قائلا:" فلوسك هاتاخدها ياعم علاء"، المبلغ كان 15 ألف جنيه، وإن لم أكن عازما على دفع المبلغ لما أعطيتك نصف المبلغ، عرضت عليه إعطائه البضاعة المتبقية، رفض، استطعت أدبر له 2000 جنيه، لكنه كان يريد المبلغ كاملا، قلت له كنت فى البلد بالصعيد، وأنفقت أموالاً كثيرة هناك لأن أمي مريضة، لكنه لم يقتنع، اتصلت بصديقي الذي عرفني عليه، حاولت أن يقنعه بظروفي، وأن المتبقي لا يتعدى الأربعة آلاف جنيها، وبالفعل وافق، وهنا أبلغني أنه يريد أن يأكل "جبنة قديمة" من الصعيد، لكني أصريت على ان أحضر له كبدة وكشري، بعد أن شعرت أنه اقتنع بوجهة نظري، وبالفعل ذهبت وأحضرت الطعام، ثم أعددت كوبا له من الشاي، وكان إلى جواري "مبيد حشري للصراصير"، وضعته على الطعام، دون ان يدري، وبدأ يشعر بألم فى بطنه، وإذا به يسقط على الأرض. صمت قليلا، ثم نظر لي بهدوء، قائلا: لست هذا الرجل، ولا أعرف كيف فعلت هذا؟، اقتربت من جثته، حاولت إخفائها، لكن القلق سيطر علي، وانتابتني حالة من اللاوعي، ذهبت لزوج شقيقتي، أحضرت المنشار الكهربائي، وقمت بشراء برميلين كبيرين، وأخذتهما وعدت إلى الشقة، وأحضرت جوالا وبعض الأكياس، وقطعت جثته ثلاثة أنصاف، وحاولت تقطيعها أكثر من ذلك، لكن لم أستطع، وقمت بوضعه فى الجوال، والباقي فى جوال، ووضعتهما داخل البرملين، ثم حملتهما ليلا، واستأجرت تروسيكل بدعوى نقل بعض المستلزمات الطبية من شقتي، حيث أنني أنوي الانتقال لشقة أخرى، ثم وضعت البرميل وبداخله الجثة أعلى التروسيكل، ولم يكن يعلم سائقه بما يحمله، وتوجهنا خلف موقف الأقاليم بالمرج الجديدة وتخلصت من الجثة فى الزراعات أسفل الطريق الدائري، وعدت لنقل النصف الآخر وألقيته بالقرب منه. وأنهى كلامه، لم يهمن أن أشنق، ولا أعبأ بالحكم علي بالإعدام ولكن فقط مايهمنى، وهنا سقط فى وصلة من البكاء، قائلا "أمي فقط، لأنني الابن الوحيد الذي يرعاها، بينما شقيقاتي متزوجات هنا وأخي فى دولة خليجية يعمل هناك، وأقاربي أصحاب قلب متحجر، ثم توقف عن الكلام واستمر فى نوبة بكاء. تم تشكيل فريق بحث، بإشراف اللواء محمود منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء محمود أبوعمرة، نائب مدير الإدارة، واللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية، وقاده اللواء محمود هندي، رئيس مباحث قطاع الشرق، والعميد حسام أبو جبه، مأمور قسم المرج، والمقدم محمد رضوان، رئيس المباحث القبض على المتهم، وأمر اللواء خالد عبدالعال، مساعد الوزير لأمن القاهرة، بإحالته إلى النيابة التى تولت التحقيق.