من يصدق أن يدفع شاب في مقتبل العمر حياته بسبب كلب!! ليس هناك أخطاء إملائية أو مطبعية ، فهناك شاب سقط صريعًا بالفعل علي يد جاره الأحمق لمجرد أنه طالبه بحبس كلبه ومنعه من ترويع جيرانه ومهاجمتهم. القاتل رد على عتاب الشاب بوابل من النيران ليرديه صريعًا في الحال. التفاصيل في السطور التالية شهدت مدينة أبو النمرس بالجيزة جريمة قتل غريبة الأطوار أقدم فيها عامل على قتل طالب بسبب نشوب مشاجرة بينهما وقام المتهم بإشهار فرد خرطوش وأطلق النيران على المجني عليه ليلقى مصرعه في الحال . بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بلاغًا من مستشفى أم المصريين العام يفيد بوصول طالب جثة هامدة إثر إصابته برش خرطوش في الصدر. على الفور تم تشكيل فريق بحث ضم العميد ناجي كامل رئيس مباحث قطاع جنوبالجيزة والعقيد عمرو عبدالعزيز مفتش مباحث القطاع والرائد أبوالقاسم الدهشان رئيس مباحث مركز شرطة أبوالنمرس وتمكنوا من تحديد مرتكب الواقعة الذي تبين أنه يدعى "م.ع" 26 سنة وتم القبض عليه ، حيث اعترف تفصيليًا بارتكاب الواقعة. جاءت اعترافات المتهم بكلمات مليئة بالندم على فعلته التي قضت على مستقبله نتيجة لارتكابه جريمة قتل في حق جاره "ر.غ" 24 سنة لسبب تافه وعواقب جريمته التي ستكون بقضاء ما تبقى من عمره خلف أسوار السجون العاتية. خلافات قديمة لم تكن الخلافات التي نشبت بين المتهم والمجني عليه حديثة العهد ولكنها تكررت أكثر من مرة وذلك بسبب قيام المتهم بتربية كلب في منزله والاستعراض به أمام اصدقائه ليطالبوه أكثر من مرة بعدم التعرض به لأحد حتى لا يصيبهم بأذى ، ولكنه لم يستمع لنصائح أصدقائه وبات يتجول به في الشوارع ويتسبب في حالة من الفزع والهلع بين الأهالي خاصة الأطفال الأمر الذي دفع المجني عليه إلى التحدث مع المتهم ومطالبته بألا يخرج بكلبه في شوارع المنطقة ونشوب مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة بالأيدي, وبتدخل الأهالي تمكنوا من فض الشجار والعمل على حل الأزمة حتى لا تتكرر مجددًا . الجريمة في ليلة الحادث كانت شرارة الغضب التي اشتعلت داخل صدرالمجني عليه بعد أن فوجئ بوالدته تدخل المنزل وهي في حالة فزع شديد , وبسؤالها عن السبب أفادت بأن كلب جارهم المتهم هاجمها أثناء عودتها إلى المنزل الأمر الذي دفعها إلى العودة مسرعة خوفًا من أن يصيبها مكروه . لم يتمالك الضحية أعصابه ليتوجه إلى المتهم وهو في حالة غيظ شديد نسبة لما فعله كلبه بوالدته ، وفور مقابلته له كانت الشتائم الموجهة للمتهم ونشب الشجار بينهما مرة أخرى ولكن تلك المرة اختلفت عما سبقها من خلافات نتيجة لقيام المتهم بإشهار سلاح ناري "فرد خرطوش" من بين ملابسه وإطلاق النيران على الضحية ، واستقرت الطلقات فى صدره وسقط على الأرض غارقًا في دمائه. فى لحظات قليلة كان هناك تجمع من الأهالي وبينهم الأم التي وصل صوت صراخها إلى عنان السماء حسرة على ما أصاب نجلها من مصير مؤلم . في تلك اللحظات تمكن المتهم من الهرب قبل الإمساك به وتم نقل المجني عليه إلى مستشفى أبو النمرس الذي رفض استقباله لسوء حالته ونقله إلى مستشفى أم المصريين العام إلا أنه توفى قبل دخوله غرفة الطوارئ. وبتكثيف التحريات تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان اختباء المتهم والقبض عليه وبمواجهته بتفاصيل الواقعة اعترف بارتكابها ، وبإخطار اللواء عصام سعد مساعد الوزير لأمن الجيزة الذي أمر بتحرير محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة والتي أمرت بحبسه أربعة ايام على ذمة التحقيقات .