دورات تدريبية للمواطنين للوقاية من الكوارث والحرائق أربعة آلاف حريق تم اخمادها العام الماضي بعضها بفعل فاعل هى ادارة لها طبيعة خاصة من حيث المجهود والتعب والتعرض المباشر للمخاطر الذي يصل الي حد الموت، خاصة وأن ضباطها يتمتعون بخبرة واسعة ليس فقط فى مجال إطفاء الحرائق لكن ايضا حماية ارواح المواطنين ومنع وقوع الكارثة من خلال ضوابط وامكانيات لا يعلمها المواطن العادى. حوارنا مع اللواء على عبد المقصود مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية هدفه إلقاء الضوء على هؤلاء الذين يدفعون حياتهم ثمنا لحماية المواطن متزامنا مع الدور الذى تقوم به وزارة الداخلية بإعادة هيكلة جميع قطاعاتها الأمنية والخدمية أبرزها الإدارة العامة للحماية المدنية كواحد من أبرز وأخطر قطاع من قطاعات العمل الشرطي فى البداية سألنا اللواء على عبد المقصود عن دور قطاع الحماية المدنية كأحد أهم القطاعات الخدمية في وزارة الداخلية؟ اجاب: إن عملنا يقوم أساسا علي تقديم خدمة أمنية سريعة في وقت قياسي يتواكب مع الدور العالمى الذى تقوم به المنظمة العالمية للحماية المدنية وللعمل علي إنقاذ حياة المواطنين وقت الحرائق والكوارث.. وهذا ما كنا نقوم به في الماضي ومستمرون عليه ولكن هناك عمليات تطوير مستمرة لمنهجية الاداء في قطاع الحماية المدنية وهناك دراسات وأبحاث علمية وتواصل مع تطورات عمليات الحماية المدنية بدول العالم للوصول بمهمتنا في خدمة المواطن إلي أعلي درجة من الاداء، فعملية تطوير أجهزة ومركبات وعربات الحماية المدنية مستمرة وبشكل منهجي وعلمي، ولا تبخل وزارة الداخلية علينا، حيث تقوم بتدعيم مرفق الحماية المدنية علي مستوي الجمهورية بأحدث المعدات والأجهزة وهذا العام قام اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية بتدعيم القطاع بمعدات حديثة تقدر ب300 مليون جنيه عبارة عن5 سيارات مزودة بأحدث سلالم الاطفاء والتي يمكنها التعامل مع الأماكن المرتفعة من الخارج, كذلك حصلنا علي لنشات اطفاء و81 سيارة اطفاء متوسطة و73 سيارة مزودة بخزان مياه بسعة 8 أمتار و25 سيارة مزودة بخزان مياه سعة 35 مترا وبالإضافة إلي 118 ماكينة اطفاء نقالي، وكذلك تم تحديث جميع معدات الاطفاء والإنقاذ القديمة واستبدالها بالجديد من المعدات العالمية وفق المعايير الدولية التى اقرتها منظمة الحماية المدنية ومقرها جنيف بسويسرا، كما تم تزويدنا بموتوسيكلات مجهزة لمواجهة الحرائق في الشوارع الضيقة، وتعزيز إمكانات فروع قطاع الحماية المدنية بالمحافظات بهذه العربات والمعدات لرفع القدرات الخدمية بها، اضف الى هذا وجود أجهزة الكشف التى تقوم بها وزارة الداخلية "اجهزة الاكس راى"التى تقوم بالبحث عن المتفجرات، واستطعنا من خلالها كشف الكثير من الجرائم الإرهابية، أيضا نتعامل مع المواطن بشكل مباشر بتنظيم دورات تدريبية نرشده فيها لكيفية حماية منزله أو مصنعة أو شركته من الحرائق، وماذا يفعل لو حدث حريق ناجم إما عن ماس كهربائي أو تسرب غاز مثلا. ضابط الحماية المدنية سالناة اللواء على عبد المقصود عن تدريب العنصر البشرى بالإدارة هل هناك مواصفات خاصة لاختيار ضابط الحماية المدنية؟! اجاب: بالطبع هناك مواصفات خاصة لاختيار ضابط الحماية المدنية فهى إدارة لها طبيعة خاصة فالضابط الذى يعمل بها مثلة مثل اى ضابط شرطة هدفة الأساسى هو حماية الأرواح من الخطر سواء من حيث التعامل المباشر مع الكوارث أو منعها قبل قوعها، وهى معادلة صعبة للغاية فى هذه الأيام، المخاطر تتعاظم فيها يوما بعد يوم ولابد من وجود خطط لمواجهتها وأهم هذه الخطط عمليات التدريب حيث نضع سيناريوهات مختلفة لكيفية وقوع هذه الكوارث وسيناريوهات المواجهة وكيف يمكن الاستعانة بالأجهزة المختلفة في قطاعات أخري عند تفاقم هذه الكوارث والتنسيق معها للحصول علي الدعم المباشر والسريع كالاستعانة بالقوات المسلحة وطائراتها في حالة حدوث حرائق بالأماكن المفتوحة، فمثلا هناك حرائق تنتج عن اشتعال الأخشاب والأوراق والملابس وأخري في سوائل الزيوت والدهانات ومشتقات المواد البترولية بشكل عام.. كذلك هناك حرائق تنتج عن حدوث خلل بشبكات الكهرباء وبالتالي مواجهة كل نوع من أنواع الحرائق يختلف عن غيره في أسلوب الاطفاء والمواد المستخدمة فعلي سبيل المثال المياه العادية لا تصلح لاطفاء حرائق البترول والمادة الرغوية لا تصلح في الحرائق العضوية وهناك أنواع كثيرة من المواد الخام التي تستخدم في عمليات الاطفاء لابد وان يكون العنصر البشري القائم علي اطفاء الحريق علي دراية كاملة بها ويتم تدريبه علي استخدامها تدريبا جيدا، كذلك استخدام المياه في اطفاء الحرائق له صور مختلفة غير الاستخدام العادي لها فهناك حرائق تستوجب مواجهتها بالمياه الضبابية وحرائق تستوجب مواجهتها بالرذاذ الناتج عن المياه. كذلك هناك ملابس خاصة بالعنصر البشري القائم علي الحماية المدنية تختلف عن بعضها البعض تبعا للحريق ونوعه وحجمه وكيفية مواجهته، وما إذا كان هذا الحريق كثيف الدخان أو ينتج عن تسرب غازات خانقة. وهناك27 فرعا لقطاع الحماية المدنية علي مستوي الجمهورية يتم تجهيز واعداد أفرادها وضباطها وفق هذه المعايير الحديثة بشكل دوري. ما النصائح التى يعطيها المسئول الأول عن الحماية المدنية للمواطنين لتفادى أى كارثة؟! أولا هناك بلاغات أكثر شيوعا على مستوى المحافظات أولها التدخين، فعندما يشعل المدخن سيجارته وهو يشعر بالنعاس اثناء وجوده في الفراش قد يتسبب ذلك في حريق وهناك بلاغات كثيرة جدا بالبحث تبين أن السبب فيها عقب سيجارة كذلك عدم ترك أعواد الكبريت والولاعات والشموع في متناول يد الأطفال وعدم توصيل أكثر من جهاز بمصدر واحد للتيار الكهربائي كذلك لابد من توعية ربة المنزل بعدم استخدام الماء لاطفاء حرائق الزيوت في المطبخ فهذا يزيد من اشتعال النيران ويجب عليها في هذه الحالة استخدام غطاء معدني أو قطعة قماش رطبة لتغطية الزيت المشتعل وكذلك عند الشعور بتسرب الغاز يجب عليها الاسراع باغلاق مصدر الغاز وفتح النوافذ وفصل الكهرباء من خارج المنزل كلها اجراءات لابد من اتخاذها .ايضا يجب ان يعرف المواطن أنواع الحرائق وكيفية مواجهتها فالحرائق تنتج عامة من مصدر حراري أو كيميائي أو كهربائي أو اشعاع وعلية أن يتأكد من وجود جهاز اطفاء صالح في المنزل أو السيارة لاستعماله بشكل سريع قبل أن يتفاقم الحريق وعليه أن يكون علي مسافة من متر إلي متر ونصف عند استخدامه في اطفاء الحريق كذلك يجب علي المواطن أن يعرف الأسلوب الأمثل للهروب من مكان الحريق الذي يمتليء بالأدخنة الخانقة بأن يغادر المكان حبوا علي يديه وقدميه ليكون منخفضا قدر الإمكان لانه في حالة الحريق يتصاعد الدخان لأعلي تاركا مسافة من20 إلي60 سنتيمترا تقريبا من سطح الأرض خالية من الدخان كذلك فان المواطن عندما يزحف علي يديه وركبتيه يجعل رأسه موجودا في تلك المنطقة الآمنة بعيدا عن محيط الدخان السام. وماذا عن تراخيص المنشأت السياحية خاصة إذا علمنا أن نسبة الحرائق فيها آخذة في الارتفاع؟! المنشأت السياحية لها طبيعة خاصة فهى تعتبر المصدر الوحيد لجذب السائح وعليه نقوم بتطبيق الكود العالمى للحماية المدنية بجميع المنشات السياحية، ولنا شروط خاصة قبل ترخيص أى منشأة سياحية من حيث تطبيق الكود العالمى المتعارف علية دوليا . 40 ألف حريق كم عدد الحرائق التى تم اخمادها خلال العام الماضى! الحرائق التى تم اخمادها العام الماضى كثيرة وصل عددها الي أربعة الاف حالة على مستوى الجمهورية وهذا العدد يعتبر قليل خاصة اذا علمنا انها وصلت فى وقت من الأوقات الى 40 ألف حريق متنوعة ما بين حرائق داخل المصانع أو المنازل أوالشركات. ماذا عن حنفيات الحريق الموجودة فى المربعات السكنية أو داخل المصالح الحكومية أو المولات، هل يتم تحرير محاضر ضد المخالفين؟! بالطبع يتم تحرير محاضر ففى خلال ال6 شهور الماضية تم تحرير ما يقرب 6 آلاف محضر منهم لأشخاص اصحاب منازل قامو بردم حنفيات الحريق فى الشوارع واصحاب شركات كبرى قامو ايضا بارتكاب مخالفات بردم حنفيات الحريق .. اما المؤسسات الحكومية فهناك رقابة عليها وهم بطبيعة الحال ملتزمين وقائيا. هل تكتشفون أحيانا شبهة جنائية بعد اخماد بعض الحرائق؟! بعض الحرائق تكون بفعل فاعل واكتشفنا العديد منها، على سبيل المثال عندما اخمدنا حريقا بشركة خاصة للمواد البترولية اكتشفنا وجود تسريب غاز، ابلغنا المباحث الجنائية وتم الوصول الى الجانى واتضح انه موظف بالشركة.