طبيب شاب حقق شهرة واسعة في فترة زمنية بسيطة بعد ان افتتح عيادة في منطقة المنيب ، واصبح له عشرات الزبائن الذين يترددون عليه باستمرار بعد ان ذاع صيته بين البسطاء في المنطقة الشعبية التي اختارها بعناية. وكانت المفاجأة الصادمة عندما تبين ان الطبيب المعروف مجرد عاطل حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية. التفاصيل في السطور التالية "احمد.م.ط" شاب فى نهاية عقده الثالث من العمر، قرر أن يصبح من الاغنياء مهما كلفه الأمر، كان يعيش بمدينة السويس، تلون كثيراً بمدينته الأولى من أجل الوصول الى حلمه و تكوين الثروة الطائلة، مرت الأيام و كان يتحصل على الأموال بكل الطرق، يظهر كأنه تاجر و مره أخرى كسمسار، و أخيراً قرر ان يدخل مجال الطب، وعمل كأخصائى للتغذية و أدعى انه طبيب، استمرت الأيام و أصبح مطارد من الكثير هناك بالمحافظة، ووصلت الأحكام التى تطارده الى أكثر من 30 حكم قضائى فى قضايا "تبديد، شيكات، نصب" لم يجد أمامه سوى الهروب من السويس، و اختار محافظة الجيزة لتكون وجهته الجديده . مستشفى وعيادة منذ 4 أشهر تقريباً وصل "احمد" الى الجيزة وتحديداً بمنطقة المنيب، بعدما نجح فى الوصول للعمل بعقد بإحدى المستشفيات الحكومية "ا.ا" كأخصائى تغذية، مرت الليالى و نجح وقتها فى تكوين علاقات صداقة مع الكثير من الأطباء، و بدأ فى دراسة كافة المصطلحات التى يستخدمها الأطباء فيما بينهم، ومعرفة الادوية استعدادا لأفتتاح عيادة خاصة، و لكن بعد انتهاء مدة العقد رفضت المستشفى تجديده . قرر وقتها الاستغناء عنهم هو الآخر، والعمل لحسابه الخاص، و بدأ فى التحضير لأفتتاح عيادته الخاصة، و بالفعل أختار منطقة المنيب لتكون أولى عياداته تحت مسمى عيادات "ن.ا"، و أختار الكثير من التخصصات على لافته العيادة "باطنه و أطفال و حديثى الولادة، و علاج القولون، و الجهاز الهضمى، و نساء و توليد، و علاج السمنه و النحافه، و تخاطب و تنمية المهارات وسلوك الأطفال، و متابعة الضغط و السكر و الوزن"، و بدأ فى العمل ولكنه لم يعلم أنها ستكون بداية النهاية . خطأ ساذج بعد الافتتاح والعمل حوالى 3 شهور تقريباً، جاءت المعلومات السرية أمام العميد ضياء فاروق مدير مباحث الأموال العامة بمديرية أمن الجيزة، تؤكد ان هناك عياده بها كل التخصصات مما اثار الدهشه، وباخطار اللواء رضا العمده نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، و اللواء محمد عبدالتواب مدير مباحث المديرية، بدأت التحريات السرية التى قام بها المقدم مصطفى كمال حول شخص الطبيب الذى يدعى انه يعلم كل شئ، و تبين انه طبيب يدعى "أحمد.م.ح" وقام بافتتاح العيادة منذ فترة صغيرة، زاد الشك داخل رجال المباحث، و بتكثيف التحريات السرية حول شخص الطبيب، تبين انه كان يعيش بالسويس واسمه الحقيقي "أحمد.م.ط" و قام بانتحال صفة طبيب بشري وبحوزته كارنيه مزور بذات الصفة باسم "أحمد م ح" وذلك للهروب من تنفيذ الأحكام الصادرة ضده، وقيامه بإنشاء عيادته الطبية . وعقب تقنين الإجراءات تم استهداف "أغبى نصاب" بمقر العيادة وضبطه وبحوزته "عدد من شهادات تقدير مزورة منسوب صدورها لإحدى المستشفيات وجميعها تحمل أختام شعار مقلدة، أجهزة طبية، أكلاشيه مقلد منسوب صدوره لإحدى الجهات الحكومية، مجموعة كبيرة من الأدوية مجهولة المصدر التي يقوم المتهم بتركيبها وبيعها للمواطنين بزعم التخلص من النحافة والسمنة، مبلغ مالي، جهاز لاب توب محمل عليه المستندات المزورة" . اعترافات بخطوات ثقيلة مرتعشة وصل المتهم أمام العميد ضياء فاروق مدير مباحث الأموال العامة بمديرية أمن الجيزة، يحدق النظر فى أركان المكتب، يكتفى بالصمت و توجيه النظرات الحاده للضباط المتواجدين، و بعد الضغط عليه انهار و أعترف بأنه انتحل صفة طبيب بشرى، و قام بتزوير كارنية الأطباء و تغيير اسمه الثالث من أجل الابتعاد عن أعين رجال الأمن، ولكن القدر كان أقوى و خاننى ذكائى فى هذا، فكان لابد ان أذهب الى محافظة أخرى غير الجيزة ولكن النصيب، يصمت المتهم قليلاً و بعد تنهيده طويلة يقول "كنت فى البداية ولم يتردد عليا الكثير من المرضى، ولكن كنت سأصبح أشهر طبيب بالمنطقة". بإخطار اللواء عصام سعد مساعد الوزير لأمن الجيزة، و اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تم تحرير محضر بالواقعة، وتم عرضه على النيابة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق .