وائل أبو السعود أسفرت الانتخابات الرئاسية عن اختيار كارثي للثورة المصرية. أصبح المصريون أمام خيار صعب في جولة الاعادة ما بين اختيار الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد النظام البائد وبطل موقعة الجمل.. وبين الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين.. تلك الجماعة التي غضت البصر عن شهداء محمد محمود ومجلس الوزراء من أجل مصالحها الضيقة! حصل الفريق شفيق علي أصوات الفلول. وحصل الدكتور مرسي علي أصوات الجماعة. بينما الأغلبية فتتت أصواتها ما بين حمدين صباحي وأبوالفتوح وعمرو موسي وباقي المرشحين في انتخابات الرئاسة. شفيق والفلول ثبت انهم ليسوا الأغلبية. ومرسي والجماعة ثبت أيضا انهم ليسوا الأغلبية. الأغلبية حائرة.. أصبحت كالمستجير بالرمضاء من النار. الأغلبية المؤيدة للثورة ومصر الجديدة القوية أصبح عليها اختيار طريق واحد من بين ثلاثة طرق فقط. الطريق الأول: اختيار الفريق شفيق في جولة الاعادة.. وهو اختيار يشوبه العار والخيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا خلال معركة الجمل التي كان الفريق رئيسا للوزراء وقتها وظل الشهداء يتساقطون يضحك ويقول سنوزع علي ثوار التحرير البونبون! الطريق الثاني: اختيار الدكتور مرسي في جولة الاعادة.. وهو اختيار يشوبه العار والخيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا خلال أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء حيث مالت جماعة الاخوان وقتها الي تشويه الثوار ووصفهم بالبلطجية.. وعندما قدم أحد أعضاء مجلس الشعب خرطوشاً ليؤكد ان الثوار يُقتلون هب فيه الاخوان وقالوا لا الشرطة بريئة! انت كمصري مخلص للثورة.. ستنتخب من فيهما؟! السؤال سهل.. لكن الاجابة صعبة.. بل وصعبة جدا.. وهنا نأتي للطريق الثالث: وهو امتناع الأغلبية عن التصويت في جولة الاعادة في انتخابات الرئاسة.. وهو خيار صعب أيضا لأنه يعني استسلام الأغلبية وتسليم الثورة لتيارين ملطخة أياديهما بدماء الشهداء والمصابين. ولعل البطل أحمد حرارة مثال نموذجي لأغلبية المصريين الآن.. فقد ضاعت عينه اليمني في موقعة الجمل وضاعت عينه اليسري في أحداث محمد محمود. من يختار البطل حرارة من بين اللذين أفقداه عينيه؟ الأمل الأخير الباقي أمام غالبية المصريين الآن هو القضاء المصري. نعم.. القضاء المصري سيقول كلمته الحاسمة يوم 11 يونيه القادم بإصدار المحكمة الدستورية العليا قرارها في قانون العزل السياسي. فإذا جاء القرار بدستورية قانون العزل فهذا سيعني الغاء انتخابات الرئاسة برمتها مع استبعاد الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد المخلوع والذي يسعي حاليا لاعادة انتاج نظام مبارك وإجهاض الثورة المصرية تماما كما حدث مع الثورة الرومانية. غالبية الشعب المصري الحائر.. ينتظرون كلمة القضاء المصري وهي كلمة سيسجلها التاريخ أما بحروف من ذهب وإما بحروف من تراب سيذهب هباء. مصر الثورة.. تنتظر طوق النجاة من قضائها العادل والمحترم. مصر الثورة.. تريد السلام واستمرار سلمية الثورة ولا تريد للبلاد الدخول في نفق مظلم لن نخرج منه جميعا قبل عشرات السنين. مصر كلها ومستقبلها الآن في يد قضائها.. ونحن منتظرون.