استحوذت شخصية ضابط الشرطة على نصيب الأسد، في مسلسلات رمضان، وحضرت شخصية الضابط بقوة، وبأشكال مختلفة ، حيث تجسدت شخصية الضابط فى أكثر من 10 مسلسلات مابين ضابط مباحث، وضابط حراسات، وضابط عمليات خاصة، وضابط بجهة سيادية. "أخبار الحوادث" تسلط الضوء على دور الضابط فى المسلسلات الرمضانية، التى جسدت صورته بشكل إنسانى، بماله وماعليه من إيجابيات وسلبيات، وهذا مايجب أن تكون عليه الدراما والسينما، فإن أظهرت سلبيات فى شخصية ما ، فعليها أن تسلط الضوء على الإيجابيات أيضًا، ولهذا استطلعنا آراء ناقد فنى وضابط شرطة وأستاذ علم اجتماع لمعرفة أهمية تسليط الضوء على النماذج الإيجابية وكيفية معالجة السلبيات في الدراما، وماهى الأعباء التى تقع على ضابط الشرطة وكيف للدراما والمسؤولين أن يعالجوها؟.. وإليكم التحقيق المثير. فى البداية وقبل أن نتطرق إلى الآراء من الخبراء وأساتذة علم الاجتماع، نعرض بعض المسلسلات التى تجسد دور الضابط وكيف تناولته، حيث نجد أمير كرارة فى مسلسل كلبش، الذى تدور أحداثه حول قصّة ضابط يقع في مأزق كبير ضمن إطار درامي بوليسي، فما هو المأزق وكيف سيخرج منه؟ أمّا أحداث الحلقة الأولى فتشهد تعرّض أمير كرارة لأعيرة نارية أثناء مداهمته لمنزل أحد المتّهمين في قضايا الإرهاب، الذي ينجح فى القبض عليه وبسببه يترقّى من قبل وزارة الداخلية، وبعد أن يشفى من إصابته يستأنف عمله كالمعتاد إلى أن يقبض على ابن أحد كبار المسؤولين بقضية تهريب مواد ممنوعة ليبدأ الصّراع بينه و أسرة المتهم. مسلسل آخر بطله أحمد زاهر الذي يجسد دور ضابط شرطة في مسلسل "الحالة ج"، يدخل في علاقة من نوع خاص مع دكتورة إدارة أعمال لمؤسسة طبية كبيرة والتي تجسدها حورية، وتحدث المفارقات والاتهامات خلال حلقات المسلسل التي تتولى إنتاجه "نيوسينشري" في أول أعمالها الدرامية، تأليف فايز رشوان وإخراج حسين شوكت. ننتقل إلى مسلسل بطله خالد النبوى، فى "واحة الغروب"، ويجسد »النبوي« ضمن أحداث العمل التي تدور أحداثه حول نهايات القرن ال19 مع بداية الاحتلال البريطاني لمصر، إذ تروي قصة ضابط البوليس المصري محمود عبد الظاهر، الذي تم إرساله إلى واحة سيوة، كعقاب له بعدما شكت السلطات في تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني والزعيم أحمد عرابي، ويصطحب معه زوجته الأيرلندية كاثرين، وتجسدها "منة شلبي"، والشغوفة بالآثار التي تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر. أمن قومي بينما يقوم شريف منير بتجسيد دور ضابط مخابرات اسمه خالد صبري أبو علم، ويسعى لتجنيد فنى كاميرات يجسد دوره كريم عبد العزيز، وبطل العمليات المخابرتية، الذي يجتمع بالضابط خالد من أجل تنفيذ عملية «الزيبق»، ويسافران من أجلها لأكثر من دولة أوروبية، بعدما تنجح "جيهان" التي تجسد شخصيتها الفنانة مايا فارس، -هي ضابطة مخابرات مصرية، في اللعب على عمر من الحلقة الأولى لإجراء تحريات عنه قبل اختياره وتجنيده فى المخابرات العامة. أرض جو وتدور أحداث ال10 حلقات الأولى من المسلسل حول خطف الطائرة، ويتم خلالها تهديد ركابها بالقتل إذا لم يتم الالتزام بالتعليمات الموجهة إليهم، والتي ستكون على متنها سلمى وكابتن الطائرة الذي يجسد دوره الفنان أحمد الشامي، وتتحول القضية إلى قضية رأي عام يقوم بالتحقيق فيها الضابط الذي يجسد دوره الفنان أحمد العوضي،هناك مسلسل ظل الرئيس والذى تدور أحداثه داخل قصر الرئاسة حيث يقوم الفنان ياسر جلال بدور ضابط حراسات ضمن الفريق المكلف بحراسة الرئيس وأثناء القيام بمهام عمله يتعرض لموقف يؤدي إلى تغيير حالته ويتمنى الموت من بعد تعرضه لهذه الحادثة وهنا تبدأ الحبكة الدرامية حيث يحاول طوال فترة المسلسل أن يصل إلى الشخص الذي وضعه في هذا الموقف، مسلسل وضع امنى،يدور حول ضابط عمليات خاصة يتعرض لمواقف صعبة متفرقة وتتوالى الأحداث حيث ظهر دوره بقوة في الحلقة الثانية بتواصل حسن الغريب "عمرو سعد" مع ضابط الأمن "جلال الزكي" لمحاولة التوصل لحل من أجل فك الحصار على رهائن المستشفى الخاص، وعدم تفجيرها. آراء متباينة فى البداية قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، كان الهدف لفترة طويلة هو هدم الدولة وتقليد قناة الجزيرة ولكن ليس هذا هو دور الإعلام والدراما، ونحن من جيل فتحنا أعيننا على إعلام قوى والمذيع فيه ليس أراجوز، " يصرخ ويهلل ويقلد" المذيع كان أستاذ جامعة وباحث ومدير، وليس بهلوان، دوره هو الحقيقة والواقعية، مثل الإعلامى الكبير أحمد فراج ومصطفى محمود، وليلى رستم وأمانى ناشد وغيرهم، تشعر كأنك داخل صومعة إعلامية قوية فى طريقة الأداء والزي الذي يرتدونه وطريقة الإلقاء وثقافتهم، وبعد ذلك انتقلنا إلى مرحلة إعلامية بها عدد كبير من الفضائيات القليل متمسك بالقيم المصرية والكثير منها يقلد قناة الجزيرة التى وجدت أخيرا من يقف أمامها. وأضافت أنها ليست مع الإعلامى الذي يصرخ ويهلل ويقلد ويتبع أساليب سيئة وألفاظا بذيئة، وأكدت أنها تحترم دور الضابط فى الدرما ويجب إعطاء هذه الفئة حقها فى الدرما وإظهارها بالشكل اللائق، لأننا فى مصر فى حالة حرب مستمرة ضد الإرهاب وكل يوم يقع شهداء من ضباط الشرطة والجيش، مشيرة إلى أنه حينما ترى أم الشهيد أو أرملته أن المسلسلات تقلل من دور الضباط تكون المسألة هنا فى منتهى الخطورة، لهذا يجب أن نرُجع قيمة دور ضابط الشرطة والجيش وقيمة رجل الأمن. واستكملت خضر: إذا كانت هناك بعض المشاكل أو المسائل الشائكة، فيجب معالجتها بطريقة توحى انها حالات فردية وليست ظاهرة ويجب ان توضع أمامها حالات إيجابية ومظاهر إيجابية لدورهم فى المجتمع والحفاظ على الأمن، وكفانا تقليدا لقناة الجزيرة الهدامة، فمصر هى المثل الأعلى، وهناك ولع أوروبي بمصر وحضارتها وحينما نهدم هذه الحضارة نسقط فى نظر الآخرين ولا نجد من يحترمنا رغم أننا أصحاب حضارة وينظرون لنا باهتمام ورقى، ويجب العمل بطريقة مستنيرة وإذا وضعنا أيدينا على بعض السلبيات يجب إظهار الإيجابيات أيضا. الجانب الإنسانى وقالت الكاتبة ماجدة خيرالله والناقدة السينمائية، إن الدراما سلطت الضوء على دور الضابط بشكل إنسانى، مثل مايتم تسليط الضوء على الأطباء والمحامين سواء إظهار نواحى الفساد فى حياتهم أو الأمور الإيجابية، وسنجد الضابط نفس الوضع وحينما ننظر لتجسيد دوره فى الدراما الرمضانية هذا العام، لا تحسبه بشكل سلبي وتشويه له أو بشكل إيجابي ولا يوجد تعمد إساءة أو تعمد تجميل للمظهر، ومن أكثر المسلسلات التى جسدت دور الضابط بشكل جيد مسلسل"كلبش والحصان الأسود" لأنهما أظهرا الجانب الإنسانى فى حياة الضباط وعملهم، وأنه له لحظات صفاء وغضب وبنى آدم مثله مثل أى بشر وليس له كتالوج او عبارة عن ريبوت أو كائن فضائي. ضابط حقيقى قال الرائد، "ض.ك"، رئيس مباحث أحد أقسام الشرطة فى العاصمة، إن تجسيد الدراما لدور ضابط الشرطة فى غاية الأهمية لأنها أظهرت بعض مشاكل ضباط الشرطة، ووضعت بعض معاناتهم أمام المسؤولين بالوزارة والجمهور أيضا، وأوضحت مدى التعب والمجهود الكبير الذي يبذله ضابط الشرطة، وأن الضباط الفاسدين ماهم إلا قلة داخل الوزارة مثل مايوجد فى أى مهنة أخرى من فاسدين ومنحرفين فهناك اطباء ومحامون وصحفيون ومهندسون وقضاة فاسدون فلا توجد المهنة الملائكية الخالية من الشخص الفاسد. وأضاف، أن مسلسل أمير كرارة فى مسلسل كلبش من أفضل المسلسلات التى جسدت دور الضابط، مشيرا إلى أنه فى أحد المشاهد أظهر أن الضابط عليه ضغط نفسي وعصبي كبير، وكيف للمسؤولين أن يعالجوا هذا الضغط لدى الضباط لانهم فى النهاية بشر، وكيف له أن يخرج لمهمة عمل فى وقت الذروة والحر الشديد او البرد القارص ويعود ليتعامل مع المتهمين او الجمهور، فيتعرض لموقف يتم استفزازه فيه فيقع فى الخطأ، ولهذا على المسؤولين ان يعالجوا مثل هذه الأمور للضباط وهو ما لفت إليه النظر فى مسلسل "كلبش"، مثل أن يتم إرساله فرقة تنشيطية، وتهيأة الظروف له. وعن دور الضابط فى المسلسلات، قال، إنه لابد بعد ثورتين تعرض فيها الضابط للتشويه بدون وجه حق ان يتم تحسين الصورة ووضع الصورة الحقيقية للضابط وإظهار أن هذه الفئة ليسوا بالصورة السيئة.