«الداخلية» تسيطر على دراما رمضان برزت شخصية ضابط الشرطة بشكل كبير في الأعمال الدرامية بالموسم الرمضاني لهذا العام، فهناك 7 أبطال هم: أمير كرارة وأحمد زاهر وشريف منير ومحمد فراج ومحمود عبد المغني وياسر جلال وخالد النبوي، يقدمون شخصية ضابط الشرطة في مسلسلات مختلفة، مثل كلبش، الحالة ج، الزيبق، الحصان الأسود، وظل الرئيس وواحة الغروب. الأزمة لا تتمثل في وجود ضابط الشرطة بالعمل الدرامي، طالما لم يستخدم من أجل تلميع أجهزة بعينها، لكنها في إقصاء كلمة ثورة من أذهان مشاهدي دراما رمضان هذا العام، ففي الحلقة الثانية والثالثة من مسلسل واحة الغروب والذي يتحدث عن الثورة العرابية تم حذف عدد كبير من مشاهد المسلسل تتحدث عن أهمية الثورة وروحها في المجتمع، مما دفع مخرجة المسلسل إلى الاستغاثة بجمهورها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتحذرهم من حذف بعض القنوات، التي أذاعت مسلسلها، مشاهد مُهمة منه عن الثورة. سليم الأنصاري.. نموذج شريف بالداخلية قدم الفنان أمير كرارة في مسلسل «كلبش» دور الضباط سليم الأنصاري، الذي يمثل النموذج الشريف بجهاز الشرطة، لكن المحيطين به من زملائه في العمل يجدون أنه عقبة في طريقهم، لنجد أن أمين الشرطة يحاول الإطاحة برئيسه سليم الأنصاري، من خلال تلفيق له التهم والجرائم. وتدور أحداث المسلسل في إطار درامي بوليسي حول الضابط والمأزق الكبير الذي وقع فيه وكيف سينجو منه، نجد أن المسلسل يعكس نموذجين من رجال الشرطة؛ الضابط الشريف والضابط الفاسد. ويقول مؤلف المسلسل، باهر دويدار، في تصريحات صحفية: «لم أكن متعمدًا أن أكون مع ضابط الشرطة أو ضده، ولكني أركز على تفاصيل شخصية بعينها، ولست مسؤولًا عن وجهة النظر التي يكوّنها الجمهور تجاه الشخصية»، مضيفًا: هدفي الأساسي من المسلسل، تقليل الفجوة بين مهاجمي ومشجعي شخصية الضابط؛ لأن حالة الاستقطاب العنيفة الموجودة في المجتمع غير صحية، ولا يجوز أن نقف على طرفي المدينة، فيجب على كل منا أن يتقبل وجهة نظر الآخر ويحترمها، وهذا ما يفعله المسلسل، خصوصًا أن شخصية سليم الأنصاري رمادية وليست مثالية. ضابط المخابرات.. «الزيبق» يجسد الفنان شريف منير دور ضابط المخابرات «خالد صبري أبو علم»، الرجل الرصين الذي يجيد الفصل بين حياته الشخصية وعمله، وهذه ليست المرة الأولى له في هذا الدور، فقد سبق ولعب دور الضابط بفيلم عريس من جهة أمنية مع النجم عادل إمام، وفيلم «ولاد العم» بدور ضابط المخابرات الإسرائيلي. فيما قال الفنان شريف منير، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «كل يوم»، المذاع على قناة On live: «دور ضابط المخابرات كان مخيفًا جدًّا»، مضيفًا أن المسلسل يعطي جرعة فيتامينات لمن وطنيته مهتزة، وأكد منير أن جهاز المخابرات العامة هو سند لمصر في فترات حاسمة وقاسية للغاية. جدير بالذكر أن مسلسل «الزيبق» من بطولة كريم عبد العزيز، شريف منير، ريهام عبد الغفور، طلعت زكريا، كارمن لبس، فادي إبراهيم، محمد شاهين، إدوارد، سهر الصايغ، هادى الجيار، نهلة سلامة، تميم عبده، رامى وحيد، سيناريو وحوار وليد يوسف، وإخراج ،وإنتاج وائل عبد الله. ويتكون من جزئين يعرض الأول فى الموسم الرمضانى الحالى، والثانى فى رمضان المقبل. حازم.. «الحالة ج» يؤدي الفنان أحمد زاهر فى مسلسل «الحالة ج» دور الضباط الشرطة حازم، تدور أحداث المسلسل في إطار تشويقي حول الضابط الذي يتعرض لمشكلة يدخل على إثرها في علاقة من نوع خاص مع مديرة إحدى الهيئات الطبية، حيث يقبض على أحد أطراف القضية، ثم يحاول تجنيده وإجباره على التعاون معه للقبض على الجناة. المسلسل من بطولة حورية فرغلي، أحمد زاهر، طارق عبد العزيز، علي الطيب، ثراء نبيل، رانيا شاهين، محمد مهران، أحمد جلال وإيناس كامل، من تأليف فايز رشوان وإخراج حسين شوكت. محمود عبد الظاهر.. «واحة الغروب» تدور أحداث المسلسل عن قصة ضابط البوليس محمود عبد الظاهر «خالد النبوي» الذي يتم نقله إلى واحة سيوة؛ بعد أن اتهم بممارسة بعض الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني، فيتوجه إلى هناك مصطحبًا معه زوجته الأجنبية «كاثرين» الشغوفة بالآثار المصرية، حيث يبدآن تجربة جديدة يُمزج فيها الماضي بالحاضر والشرق بالغرب على المستويين الإنساني والحضاري. المسلسل من إخراج كاملة أبو ذكري، وتأليف بهاء طاهر، وسيناريو وحوار مريم نعوم، وبطولة خالد النبوي منة شلبي سيد رجب منذر رياحنة أحمد كمال ركين سعد. وليد فواز.. «30 يوم» يقدم الفنان وليد فواز دور ضابط الشرطة «عبد الوهاب زاهدي» في مسلسل 30 يوم، الذي تدور أحداثه حول طبيب نفسي شاب متزوج ولديه طفلة على وشك أن تتم عامها الأول، في عيد ميلادها يتوجه شخص للعيادة يُدعى «توفيق المصري»، يشرح لطارق تجربة يرغب بتنفيذها؛ تتلخص في أنه سيختار شخصًا يدعوه «المُختار» يقحمه في دوامة من الأحداث الخطيرة والأزمات المُدمرة للنفس على مدى ثلاثين يومًا متواصلة. المسلسل من إخراج حسام علي، وتأليف أحمد شوقي ومصطفى جمال هاشم، ومن بطولة آسر ياسين وباسل خياط ونورهان وإنجي المقدم ووليد فواز ونجلاء بدر. ياسر جلال.. «ظل الرئيس» يجسد الفنان ياسر جلال شخصية ضابط حراسات خاصة، حيث تدور الأحداث داخل كواليس الرئاسة والحياة السياسية بمصر في فترات سابقة لثورة 25 يناير، المسلسل من بطولة ياسر جلال وعلا غانم وهنا شيحة ودينا فؤاد وإيهاب فهمي وعزت أبو عوف، ومن إخراج سمير فرج. محمود عبد الغني.. «الحساب يجمع» يلعب الفنان محمود عبد الغني دور ضابط الشرطة «نور» ضمن أحداث المسلسل الذي يدور في إطار درامي مشوق داخل عالم العاملات بالمنازل، حيث تدير سيدة من منطقة شعبية تدعى نعيمة مكتبًا للعاملات والخادمات وطبخ الأطعمة للمناسبات، ومن خلال عملها تتمكن من كشف عمليات سرقة وقتل وابتزاز تقع داخل العديد من البيوت التي تعمل بها. العمل من إخراج هاني خليفة وتأليف محمد رجاء وإياد عبد المجيد، ومن بطولة يسرا وكريم فهمي ومحمود عبد الغني وإيمان العاصي وبوسي. يقول عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين: الدراما منذ عام 2011 وحتى 2013 كانت تحمل معنى وهدفًا حقيقيًّا؛ لأنها كانت تناقش قضايا التقدم وترصد التغيير الذي حدث للمجتمع. وأضاف في تصريحات ل«البديل» أنها كانت دراما متفاعلة مع ثورة يناير وروحها ومساحة الحرية التي شعر بها لمجتمع، لكنه على النقيض في آخر ثلاث سنوات الدراما، حيث أصبحت بلا روح ولا طعم؛ لأنه حسب رأيه منطق الولاء للسلطة الحاكمة هو الذي يحكم اختيار الأفكار والأعمال والوجوة، موضحًا أن الدراما الحالية سطحية والأفكار متشابهة وسخيفة، والفن لا يتطور سوى في أجواء الحرية. في السياق ذاته قال الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات صحفية سابقة، إن الأهم من تقديم صورة إيجابية لضابط الشرطة على الشاشة، هو أن يشعر المشاهد بأن سلوك الضباط تغير للأفضل على أرض الواقع، فجهاز الداخلية جهاز مهم ومؤثر في المجتمع، ومن الطبيعي أن يتم تقديمه في الأعمال الدرامية، لكن لجدوى ولا يمكن أن ننكر أن هناك اتجاهًا في الأعوام الماضية لوجود نماذج لضباط شرطة بشكل مبالغ فيه، لكن يبقى الواقع الملموس هو الفيصل. ويؤكد جمال عبد الجواد، باحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المجتمع المصري تجاوز مرحلة تجسيد ثورة يناير في الأعمال الدرامية قائلًا، هناك 6 سنوات مرت على ثورة يناير، وبالتالي فالأحداث تغيرت كثيرًا ومتابعو الدراما بدأو يبتعدون نسبيًّا عن ثورة يناير، وحالة الإعجاب وتقدير الثورة بدأت تزول، وبدون أن يكون هناك سقف واسع للإبداع والحرية لا يستطيع مجتمع أن يقدم عملًا دراميًّا متوازنًا. وأضاف في تصريح ل«البديل» أن الواقع يفرض نفسه على الأعمال الدرامية، وكتّاب السيناريو والممثلون والواقع الحالي خالي من أي حديث عن ثورة يناير، موضحًا أن صناع الدراما الآن حينما يكتبون أعمالًا درامية لابد أن يأخذوا مزاج السلطة في اعتبارهم، وبالتأكيد مزاج السلطة الآن ليس على هوى ثورة يناير.