منذ ايام وكالعادة مؤسسة أخبار اليوم تتفاعل مع قضايا المجتمع وتعقد مؤتمرها الاقتصادي الناجح الذي شارك فيه نخبة من رجال الاعمال والمستثمرين والاقتصاديين في مختلف المجالات سياحة - زراعة - صناعة بمشاركة مجموعة من الخبراء - بذلك تكون اخبار اليوم قد أرست قاعدة مهمة هي المشاركة الايجابية من الاعلام والصحافة في بناء الوطن وليس توجيه النقد فقط - ولكن علي الجانب الاخر لماذا يقتصر عقد هذه المؤتمرات واللقاءات المهمة علي القاهرة فقط أي مركزيا ولا يعقد في محافظات اخري كالغردقة مثلا عاصمة محافظة البحر الاحمر او في اسيوط او قنا في الصعيد او في احدي محافظات الدلتا وهكذا ويشارك فيه مجموعة من المهتمين من ابناء هذه المحافظات للتعرف عن قرب وعلي الطبيعة لأهم المقومات الاقتصادية وايضا علي المشاكل والعقبات والمعوقات التي تعوق حركة التنمية في هذه المحافظات مثلا محافظة البحر الاحمر فهي ليست محافظة زراعية لكن مقوماتها الاقتصادية تتنوع بين السياحة والتعدين ففي مجال السياحة في الوقت الذي تسعي فيه الدولة جاهدة لجذب السياح واستعادة المعدلات الطبيعية لها نجد ان هناك مقاصد سياحية مهمة تعاني من الإهمال والتجاهل. 1 طريق القصير - قفط هو اقصر الطرق التي تربط ساحل البحر الاحمربالاقصر وحتي سنوات قليلة مضت كانت الافواج السياحية تستخدم هذا الطريق التاريخي والاثري المهم في رحلات سياحية اليوم الواحد بين السياحة الشاطئية والاثرية فضلا عن الآثار الفرعونية والاسلامية في وادي الحمامات ومناجم الذهب القديمة الموجودة علي الطريق، هذه الافواج توقفت تماما بسبب عدم وجود شبكة اتصالات علي الطريق وتم الغاء الكمائن الامنية لهذا السبب وتم تحويل هذه الافواج السياحية الي طريق سفاجا ثم قنا ثم الاقصر في رحلة عذاب ومشقة طويلة رفضها السياح. 2 - مطار مرسي علم الذي يقع علي طريق القصير - مرسي علم بطول 65 كم من القصير حتي المطار الطريق ضيق جدا لا يتجاوز عرضه 7 م حرة سير السيارات عليه كبيرة جدا خاصة مع وجود عشرات القري السياحية هذا الطريق تكثير به الحوادث وغالبيتها وجها لوجه، مثلا في السيول الاخيرة انحرف اتوبيس سياحي علي الطريق وكانت ستكون كارثة لولا ستر الله فقد كان خاليا من السياح بعد توصيلهم للمطار - هذا الطريق يحتاج الي ازدواج او علي الاقل توسعة للحد من هذه الحوادث - طالبنا كثيرا لازالة هذه العقبات لكن لا احد يسأل لأن الاختصاصات موزعة بين السياحة والنقل والداخلية والاتصالات وتاهت بين هذه الوزارات فأين وزارة السياحة من كل ذلك أليس من واجبها التنسيق وانهاء هذه المشاكل؟. ثانيا: نأتي الي التعدين والتصنيع فبرغم ان الصحراء الشرقية وفي قلبها البحر الاحمر تزخر بخامات تعدينية كثيرة ومهمة لكنها لا تجد الاهتمام الكافي للاستفادة منها فهل يعقل من عشرات السنين كانت هذه المناطق سفاجا - الحمراوين - القصير قلعة التعدين استخراجا وتصديراً لخام الفوسفات، وكانت الشركات العاملة تضم الاف العمال وكانت المناجم المحيطة بها عبارة عن قوي تعدينية كاملة يعيش فيها العمال مع عائلاتهم يعملون وينتجون تم تصفية هذه الشركات وتم تسريح العمال علي المعاش المبكر واصبحت خالية تماما من البشر وتفشت البطالة - فأين الاهتمام بالتعدين بل والتصنيع ايضا، ان التنوع الاقتصادي مطلوب ومهم ولا تعارض بين السياحة والتعدين والصناعة وهنا ساستعير بعض الكلمات من مقال د. فرخندة حسن من مقالتها في الاخبار 23/11 »ان التعدين من القطاعات الانتاجية التي يجب ان توليها الدولة مزيدا من الاهتمام لما تتميز به من سمات خاصة تجعله من أهم القطاعات التي لها أثر مباشر علي الدخل القومي». هذه أمثلة فما بالك في بقية المحافظات التي تحتاج الي دعم ورؤية واقعية بعيدا عن المركزية.. انزلوا من فضلكم لأرض الواقع في صحاري وسواحل مصر ومحافظاتها المختلفة.