رئيس جامعة المنوفية يؤكد على جاهزية الكليات لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني    «الشيوخ» يوافق نهائيًا على تعديل قانون لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية (تفاصيل)    براتب 20 ألف جنيه.. تعرف على فرص عمل للشباب في الأردن    رئيس الوزراء يقبل رأس ابنة أحد أفراد هيئة الإسعاف شهيد الواجب    63 ألف طالب بالصفين الأول والثاني الثانوي يؤدون امتحانات الرياضيات واللغة الأجنبية الأولى بالمنيا    الحصاد الأسبوعي لأنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي | إنفوجراف    رئيس الوزراء يؤكد سعى الدولة الدائم لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين    الببلاوي: غرفة عمليات متكاملة لمتابعة حجاج السياحة في مكة والمدينة    خبراء: "المسامير الصغيرة" تعرقل تصنيع هواتف آيفون في أمريكا    ل «حماية المعلومات السرية».. البنتاجون يتخذ قرارا بشأن الصحفيين المعتمدين    محافظ أسيوط يؤكد على دعم وتمكين الفتيات لممارسة الأنشطة الرياضية    محمد صلاح أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للموسم الحالي    أحمد الكاس في قطر لحضور قرعة كأس العالم تحت 17 سنة    "مش هتنازل عن حق بنتي".. والد الضحية سما يطالب بالقصاص في واقعة انفجار الواحات    تخفيف الحكم من مؤبد للمشدد 15عاما لتاجر لقتله شخص بشبرا الخيمة    رئيس بعثة الحج الرسمية: وصول 6720 حاجا للمدينة المنورة    القبض على 4 أشخاص بتهمة سرقة المواطنين في القاهرة    «كان ياما كان في غزة» يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان    «فركش».. دنيا سمير غانم تنتهي من تصوير «روكي الغلابة»    رسميًا.. إطلاق تطبيق إلكتروني لطب خدمات الإسعاف في مصر (تفاصيل)    الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان استعدادا لبدء التطبيق الفعلي للمنظومة في المحافظة 1 يوليو المقبل    مستقبل وريثة عرش بلجيكا في خطر.. بسبب أزمة جامعة هارفارد وترامب    وزير الداخلية اللبناني: الدولة لن تستكين إلا بتحرير كل جزء من أراضيها    بعد افتتاح الرئيس.. تفاصيل المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية| صور    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتسيطر على بلدتين    موجة شديدة الحرارة.. تحذيرات من الطقس خلال ال 72 ساعة المقبلة    المتحدث العسكري: الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن بعد انتهاء زيارته الرسمية لدولة فرنسا    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي والمصري في الجولة الثامنة للدوري    منى زكي تعود بشعر «كاريه» يثير إعجاب الجمهور    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    13 لاعبة ولاعبًا مصريًا يحققون الفوز ويتأهلون للربع النهائي من بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    لحظة أيقونية لمؤمن واحتفالات جنونية.. لقطات من تتويج بالأهلي ببطولة أفريقيا لليد (صور وفيديو)    جامعة سوهاج: اعتماد 250 مليون جنيه لفرش وتجهيز مستشفى شفا الأطفال    5 روتينات صباحية لصحة الغدة الدرقية بشكل طبيعي    محافظ أسيوط يزور جامعة بدر ويتفقد قافلة طبية مجانية ومعرضًا فنيًا لطلاب الفنون التطبيقية    وحدات تكافؤ الفرص بالشرقية تنظم 4 ندوات دينية توعوية وثقافية    تنويه للمسافرين.. تأخيرات في مواعيد القطارات تصل ل 90 دقيقة    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    صدقي صخر عن فيلم "ولا عزاء للسيدات": "جريء ومختلف"    تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز بذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    وزيرة البيئة: نسعى لاتفاق عالمي عادل لمواجهة التلوث البلاستيكي يراعي خصوصية الدول النامية    ضبط 35.7 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    10 شهداء في قصف الاحتلال مدينتي جنوب قطاع غزة    لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    أحمد عيد يعود لتقديم الكوميديا السوداء في فيلم الشيطان شاطر    البابا تواضروس يترأس القداس من كنيسة العذراء بمناسبة يوبيلها الذهبي    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 6 متهمين فى واقعة انفجار خط غاز الواحات    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    بكام الطن؟.. أسعار الأرز الشعير والأبيض اليوم السبت 24 مايو 2025 في أسواق الشرقية    عيد الأضحى 2025.. أسعار الخراف والماعز في أسواق الشرقية    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ملتقي الترجمة‮ :‬تعدد مراكز القرار اللغوي‮.. ‬كارثة

تحت عنوان‮ "‬الترجمة مشروعًا للتنمية الثقافية‮"‬،‮ ‬عقد الأسبوع الماضي،‮ ‬ملتقي القاهرة الدولي‮ ‬للترجمة،‮ ‬بمشاركة عدد كبير من المترجمين من مصر والعالم‮.‬
احتضنت قاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلي للثقافة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي‮ ‬ألقي فيها الدكتور محمد حمدي‮ ‬إبراهيم،‮ ‬مقرر لجنة الترجمة بالمجلس كلمة تحدث فيها عن أهمية الترجمة ودورها في‮ ‬نقل ثقافات الشعوب،‮ ‬إذ قال‮ : "‬إن المؤتمر الدولي‮ ‬للترجمة‮ ‬يضم كوكبة من الباحثين الأوروبيين والعرب لديهم خبرة عالية في‮ ‬الترجمة وهذه الحقيقة تدفعنا إلي المطالبة بدراسات جادة تسهم في‮ ‬رفع الترجمة إلي المكانة التي‮ ‬تستحقها‮"‬
قال حمدي إن المشاركين سيتناولون‮ ‬خالص تجربتهم والمشكلات التي‮ ‬كانت تواجههم،‮ ‬إضافة إلي الترجمة والمنهج التعليمي‮ ‬والتنوع الثقافي،‮ ‬وتأثير الترجمة في‮ ‬ثقافة الأمة،‮ "‬وسنختم المؤتمر بوضع استراتيجيات المؤتمر في‮ ‬الثقافة العربية ومقترحات تساهم في‮ ‬تقدم حركة الترجمة في‮ ‬الوطن العربي‮".‬
الدكتور عبد السلام المسدي،‮ ‬عالم اللسانيات التونسي‮ ‬ووزير التعليم العالي‮ ‬السابق،‮ ‬قال‮ : "‬مصطلح التنمية‮ ‬يعد مصطلحًا اقتصاديًا في‮ ‬الأساس ولا تنمية ثقافية بدون تقدم علمي‮" ‬مضيفا أن المشكلة أننا نؤجل مناقشة أهمية المصطلح بشكل عام مما أدي إلي وجود فوضي لمفهوم المصطلح،‮ ‬تعدد مراكز القرار اللغوي‮ ‬أصبح كارثة عربية لأن مجامع اللغة لم تتفق علي تعريف محدد للكثير من المصطلحات،‮ ‬واللغة ليست وسيلة محايدة وإنما عنوان انتماء وهي‮ ‬تحمل الثقافة وليس العكس‮.‬
تابع المسدي‮: "‬المعرفة العلمية تصادر علي وحدانية المصطلح والذاكرة اللغوية العربية تستطيب التنوع والترادف،‮ ‬وهذه الظاهرة تتحول إلي عائق أمام التقدم العلمي،‮ ‬والترادف ليس صنيع اللغة وإنما وهم‮ ‬يصنعه كسادنا العلمي،‮ ‬ولا مجال لنهضة بلا مشروع لغوي‮ ‬يستوعب مصطلح العلوم فالملتقي الحالي‮ ‬ثقافي‮ ‬ولكن في‮ ‬باطنه السياسي‮ ‬كأجلي ما تكون السياسة‮".‬
الدكتور أنور مغيث،‮ ‬مدير المركز القومي‮ ‬للترجمة،‮ ‬قال إن العولمة ستطيح بالخصوصية الثقافية لدي الأمم ووحدها الترجمة تجعل أبناء كل أمة‮ ‬يدركون مكانهم بين الأمم الأخري في‮ ‬العالم‮.‬
تابع مدير القومي‮ ‬للترجمة‮: »‬ ‬الترجمة ظاهرة وثيقة الصلة بمعرفة الإنسان وحب اطلاعه وبتوجيه نظرة للعالم وما‮ ‬يجري‮ ‬فيه ندرك أنها تزداد أهمية،‮ ‬وندرك أنها تحولت إلي قضية مطروحة في‮ ‬اهتمام الفلاسفة والمبدعين خاصة أن العالم‮ ‬يشهد موجات عاتية من الهجرات كما أن انتشار التواصل الاجتماعي‮ ‬بين الأمم دليل آخر علي أهميتها‮».‬
اختتمت الدكتورة أمل الصبان الجلسة الافتتاحية بكلمة قالت فيها‮: "‬لقد وعت الحضارة العربية أهمية الترجمة مبكرًا وقد وجدنا تأسيس العرب العديد من العلوم لم‮ ‬يسبقهم له أحد ولم‮ ‬يقتصر دورهم علي ذلك بل قاموا بترجمة الآداب والعلوم وغيرها من الحضارات الأخري إلي أن جاء الغرب لينقل عن العرب حضاراتهم ومن هنا ندرك أن الترجمة عصب العلوم التي‮ ‬يجب أن نعي‮ ‬أهميتها في‮ ‬المرحلة الحالية،‮ ‬حيث لم‮ ‬يعد دور الترجمة قاصرًا علي نقل الآداب والعلوم وغيرها كما كان قديمًا وإنما تعددت الأدوار المنوطة بالترجمة ومنها علي سبيل المثال نشر الديمقراطية ومقاومة الاستبداد بنقل كتابات الأدباء والمثقفين الآخرين بعيدًا عن المنع الذي‮ ‬يمارسه الاستبداديون بشكل عام كما حدث مع الاتحاد السوفيتي‮ ‬وغيره قبل انهياره‮".‬
بدأت بعد ذلك مباشرة المحاضرة الافتتاحية للمؤتمر التي‮ ‬ألقاها المترجم الدكتور محمد عناني،‮ ‬وقال فيها إن مصطلح الترجمة العلمية شاع استخدامه في‮ ‬حياتنا الثقافية بدلًا من مصطلح‮ "‬ترجمة العلوم الطبيعية‮" ‬وجاء الاستخدام من باب التبسيط والتسهيل،‮ ‬لكن هذا التبسيط مخل ومضلل،‮ ‬وهذا‮ ‬يرجع إلي أن معني الترجمة العلمية لا‮ ‬يحدد مطلقاً‮ ‬ما هو نوع العلم أو العلوم المقصودة‮. ‬
تابع عناني‮: "‬النص الإخباري‮ ‬هو النص الذي تقوم فيه اللغة بدور التوصيل فهو لا‮ ‬يختلف باختلاف المعاني‮ ‬المراد توصيلها،‮ ‬أما النص التعبيري‮ ‬فاللغة تقوم فيه بدور تجسيد مشاعر وأفكار،‮ ‬أهدافها إثارة رد فعل للقارئ وهي تتميز في‮ ‬معظم الأحوال بظلال المعاني،‮ ‬بل والاعتماد علي قدرة هذه الظلال علي توكيد أو تعديل المعني المعهود للفظ أو الصورة،‮ ‬وهي‮ ‬قد تعتمد علي التصوير أكثر مما تعتمد علي التقرير،‮ ‬وقد تمزج بين هذا وذاك في‮ ‬عمل واحد،‮ ‬ومن ثم فإن النص التعبيري‮ ‬هو ما نطلق عليه من باب التيسير النص الأدبي،‮ ‬وخير مثال له الشعر بطبيعة الحال‮. ‬بهذا‮ ‬يتضح أن تخصيص جائزة للترجمة العلمية‮ ‬يجب أن تعاد تسميتها لترجمة العلوم الطبيعية،‮ ‬وأن ترجمة الأعمال الفلسفية البالغة الصعوبة أو أية كتابات في‮ ‬العلوم الإنسانية تعتبر ترجمة علمية دون شك،‮ ‬أما ترجمة الشعر الرومانسي‮ ‬نظمًا فهي‮ ‬الترجمة الأدبية‮".‬
عاب عناني‮ ‬علي التعليم في‮ ‬مصر وطرق تدريس مناهج الثانوية العامة فقال‮: "‬إن التربية والتعليم تنظر إلي ما‮ ‬يعرف النظام الأدبي‮ ‬والعلمي‮ ‬نظرة ثنائية وهو أمر خاطئ وبعد نصف قرن من العمل بهذا النظام لابد أن نكشف بشكل مباشر ضرورة تغيير ما‮ ‬يحدث بحيث ننظر إلي الخصائص التي‮ ‬تجعل الأدب أدبًا والعلم علمًا لأن اللغة مثلًا لها علومها وهي‮ ‬بطبيعة الحال ليس أمرًا أدبيًا وهنا‮ ‬يجب أن نؤكد أن أرسطو كان‮ ‬يقسم العلوم إلي علوم نظرية وأخري عملية،‮ ‬إضافة إلي الحرف التي‮ ‬يكتسبها الصناع وأصحاب الحرف‮".‬
انطلقت أولي جلسات المؤتمر في‮ ‬الواحدة ظهرًا‮. ‬أدار الجلسة الدكتور أنور مغيث،‮ ‬شارك فيها‮: ‬عبد السلام المسدي،‮ ‬مارجريت موسي،‮ ‬هشام المالكي،‮ ‬وبدر الدين عرودكي‮ ‬الذي‮ ‬تحدث عن أمانة الترجمة التي‮ ‬وجدها صعبة التحقيق،‮ ‬واعتقاد البعض بأن مهمة المترجم تكمن في‮ ‬معرفة قواعد اللغة وحفظ كلماتها هو محض أوهام‮.‬
تابع‮: "‬إن كثرة المقارنات بين النصوص في‮ ‬لغتها الأصلية وترجمتها للغات الأخري تكشف صعوبة إتقان الترجمة بين اللغات فالمعلقات لن‮ ‬يقرأها القارئ الأجنبي‮ ‬كما‮ ‬يقرأها العربي‮ ‬مهما كانت مهارة المترجم‮. ‬لاستحالة التطابق التام بين اللغات المختلفة‮".‬
ترأس عرودكي‮ ‬الجلسة الثانية التي‮ ‬شارك فيها‮: ‬أحمد فتحي،‮ ‬خالد رؤوف،‮ ‬عبد السلام شدادي،‮ ‬مكارم الغمري،‮ ‬وتحدث فيها الدكتور ثائر ديب وقال إن‮ ‬هناك عوامل كثيرة تتدخل في‮ ‬الترجمة،‮ ‬وذلك باختلاف الخلفية الثقافية والأيديولوجية للمترجم،‮ ‬مشيرًا إلي أن خيارات الترجمة من المترجم الفرد إلي المشروع الثقافي‮ ‬تمثل محاولة للجمع بين خيارات المترجم وضرورات الثقافة،‮ ‬والتي‮ ‬يجب ربطها بالثقافة والمجتمع‮.‬
تابع المترجم السوري‮: "‬علينا القيام بمحاولات للجمع بين خيارات المترجم الفرد وضرورات الثقافة في‮ ‬مشروع للترجمة لا‮ ‬يكتفي‮ ‬بتوفير الكتب المترجمة فحسب،‮ ‬بل‮ ‬يحسن ربطها بالثقافة والمجتمع المعنيين فلا‮ ‬يترك الترجمة بلا أثر‮ ‬يذكر في‮ ‬هذه الثقافة وهذا المجتمع‮".‬
د.مكارم الغمري‮ ‬تحدثت في‮ ‬بحثها عن أهمية وضرورة ترجمة أدب الأطفال وقالت‮ "‬يجب الانتقاء الجيد المدروس للنص المترجم الذي‮ ‬يراعي‮ ‬المراحل العمرية المختلفة للأطفال فلكي‮ ‬تصل الرسالة إلي المرسل إليه،‮ ‬من المهم الأخذ في‮ ‬الاعتبار القدرات والإمكانات العقلية للطفل والحصيلة اللغوية في‮ ‬المراحل العمرية المختلفة‮".‬
أدار ثائر ديب الجلسة الثالثة‮. ‬شارك فيها‮: ‬صلاح نيازي،‮ ‬عادل النحاس،‮ ‬طلعت الشايب،‮ ‬سحر توفيق،‮ ‬وتحدث فيها الدكتور حسين محمود عن خيانة المترجم التي‮ ‬اعتبرها جريمة كبري،‮ ‬وأشار إلي ضرورة الفهم الصحيح لمسألة الأمانة فهي‮ ‬لا تعني‮ ‬بالضرورة إيراد ما جاء به النص حرفيًا‮.‬
تابع‮: "‬منذ ذاع المثل اللاتيني‮ ‬الجائر المترجم خائن فإن علوم الترجمة الحديثة سخرت من هذا المثل وناقشت الأمر من زاوية استحالة الترجمة وإمكانية الترجمة،‮ ‬ولذا فإنه‮ ‬يمكننا أن نستبدل مفهوم الأمانة بمفهوم أوسع قليلًا،‮ ‬وهو الوفاء بدلًا من الأمانة،‮ ‬وفي‮ ‬هذا الصدد شبه الدارسون الترجمة بالمرأة فهي‮ ‬إما وفية قبيحة أو جميلة خائنة،‮ ‬لذلك فعلينا أن نناقش هذه الأزمة التي‮ ‬وقع فيها المترجمون بالوصول إلي حل وسط بين الطرفين وهو ما عبر عنه أومبرتو إيكو بالتفاوض شارحًا أن الترجمة ما هي‮ ‬إلا مفاوضة بين المؤلف والمترجم،‮ ‬وعمومًا فأمانة المترجم إما أن تكون مقبولة أو مرفوضة لكن دون تخوين‮".‬
الجلسة الرابعة أدارتها الدكتورة‮ ‬غراء مهنا،‮ ‬وشارك خلالها‮: ‬قحطان الوائلي،‮ ‬يارا المصري،‮ ‬فاطمة مسعود،‮ ‬وتحدث خلالها الدكتور محسن فرجاني‮ ‬عن جهود ترجمة الأدب العربي‮ ‬في‮ ‬الصين‮.‬
انتقلت فعاليات المؤتمر إلي المركز القومي‮ ‬للترجمة في‮ ‬اليوم الثاني،‮ ‬الذي‮ ‬شهد تكريم الدكتور جابر عصفور،‮ ‬مؤسس المركز القومي‮ ‬للترجمة ووزير الثقافة الأسبق،‮ ‬الذي‮ ‬قال في‮ ‬معرض كلمته‮ : "‬أجمل شيء في‮ ‬حياة الإنسان أن‮ ‬يشهد اليوم الذي‮ ‬يكرمه فيه تلاميذه،‮ ‬وأنني‮ ‬بينكم اليوم أتذكر الصعوبات التي‮ ‬واجهتني‮ ‬في‮ ‬تأسيس المبني الجديد للمجلس،‮ ‬وكيف كان المجلس منبراً‮ ‬للتواصل مع العالم،‮ ‬وكيف جاء جاك دريدا والتقي بالمثقفين في‮ ‬المجلس الأعلي للثقافة،‮ ‬كما أن الإنسان لا بد ألا‮ ‬يفتخر بالمناصب ولكن بالمؤسسات نفسها‮".‬
واختتم عصفور‮ : "‬لا أفخر بتأسيس المبني الجديد للمجلس الأعلي أو بإنشاء المركز القومي‮ ‬للترجمة،‮ ‬ولكن فخري‮ ‬بالجلوس بين تلاميذي‮".‬
انطلقت بعد ذلك خامس جلسات المؤتمر برئاسة الدكتور طلعت الشايب‮. ‬شارك في‮ ‬الجلسة‮: ‬مي‮ ‬شاهين،‮ ‬نصر عبد الرحمن،‮ ‬علا عادل،‮ ‬سمر عزت،‮ ‬أنس أبو الفتوح التي‮ ‬قالت‮ : "‬أن حدود الترجمة لها عدة أبعاد،‮ ‬منها‮: ‬الحدود اللغوية كاحترام الألفاظ التي‮ ‬يختارها المؤلف مع عدم نقلها حرفيًا وإيجاد المقابل لها في‮ ‬اللغة المترجم إليها وكذلك الحدود الثقافية كاحترام اختلاف الثقافات موضحة أن النقل الحرفي‮ ‬من الممكن أن‮ ‬يؤدي‮ ‬لتغيير المعني تمامًا،‮ ‬كما أن هناك أيضا الحدود الفكرية كعدم التدخل في‮ ‬أفكار المؤلف بتحويرها أو تغييرها لجذب انتباه القاريء الأجنبي‮ ‬لما هو ليس في‮ ‬النص الأصلي‮".‬
أدار وزير التعليم التونسي‮ ‬الأسبق الدكتور عبد السلام المسدي سادس جلسات المؤتمر،‮ ‬وشارك خلالها‮: ‬عزت عامر،‮ ‬عبير عبد الحافظ،‮ ‬برسا كوموتسي،‮ ‬الذي‮ ‬قدم بحثًا تحت عنوان‮ "‬الترجمة والمواطنة الثقافية‮" ‬تحدث فيه عن الترجمة الأدبية محاولًا إيجاد تعريف لها فقال إنها محاولة لنقل الإبداع الأصلي‮ ‬في‮ ‬لغته الأصلية إلي لغة أخري،‮ ‬كما أنها أيضًا محض التحام واندماج مع الكتاب الذين اختاروا أن‮ ‬ينشغلوا بأعمالهم،‮ ‬ويعيدوا اكتشافها علي طريقتهم‮.‬
قاسم عبده قاسم أدار الجلسة السابعة،‮ ‬التي‮ ‬تحدث خلالها الدكتور سعيد توفيق عن‮ "‬إشكالية الدقة والدلالة الجمالية في‮ ‬ترجمة النص الفلسفي‮" ‬وقال فيها‮: "‬هناك فرضية إشكالية وهي‮ ‬أن الترجمة الرائعة للنص الفلسفي‮ ‬لابد أن تنطوي‮ ‬علي درجة ما من خيانة لغة النص الحرفية لحساب معناه ودلالاته الجمالية وهي‮ ‬فرضية إشكالية لأن الترجمة الرائعة‮ ‬يجب أن تنطوي‮ ‬أيضًا علي الدقة والأمانة وهما مفهومان أخلاقيان وهكذا‮ ‬يجد المترجم نفسه في‮ ‬مأزق حقيقي،‮ ‬ولكن التجاوز لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحدث باعتباره عملية حسابية وإنما باعتباره عملية في‮ ‬الفهم والتأويل‮".‬
أدار سليمان العطار الجلسة الثامنة والأخيرة للمؤتمر،‮ ‬وتقدم خلالها أدا بريارو ببحث تحت عنوان‮ "‬الترجمة الأدبية وما تواجهه اللغة العربية من تحديات‮"‬
تحدث بريارو عن دور الترجمة الأدبية منذ الأزل في‮ ‬بناء علاقات التواصل العميقة بين الثقافات والحضارات المتنوعة والمختلفة كما أنها وسيلة لفهم الاختلافات بين جميع الأطراف وتفهمها‮.‬
أشار بريارو إلي فترة النهضة العربية في‮ ‬القرن التاسع عشر والتي‮ ‬غيرت عالم الفكر العربي‮ ‬تغييرًا عميقًا،‮ ‬كما تحدث عن تجارب المنفلوطي،‮ ‬ورفاعة الطهطاوي،‮ ‬كما ركز في‮ ‬بحثه علي التحديات اللغوية التي‮ ‬تواجه اللغة العربية في‮ ‬سعيها لإيجاد مفردات جديدة ومناسبة للتعبير عن مفاهيم مرتبطة بالتكنولوجيا ومنبثقة عنها‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.