انتخابات مجلس النواب 2025.. محافظ بني سويف يتفقد عددًا من اللجان    الجريدة الرسمية تنشر 4 قرارات جديدة لوزارة الداخلية (التفاصيل)    «الثقافة» و«الأوقاف» تطلقان سلسلة ندوات ضمن مبادرة «صَحِّح مفاهيمك» بمكتبة مصر العامة    بعد تجاوز الاحتياطي النقدي للبنك المركزي حاجز ال50 مليار دولار.. أحمد موسى: الشعب سيجني الثمار    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    هل الذكاء الاصطناعي قادر على كشف الكذب؟.. دراسة تفسر قدراته في البحث عن الحقيقة    عراقجي: لا توجد حاليا إمكانية للتفاوض مع أمريكا    المجلس التشريعي الفلسطيني: إسرائيل تتبع استراتيجية طويلة المدى بالضفة لتهجير شعبنا    كييف تعلن إسقاط 34 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    إبراهيم حسن : خروج أي لاعب عن النص سيكون مصيره الاستبعاد    نيابة الشرقية تقرر عرض 3 أطفال تركتهم والدتهم في الزراعات على الأطباء    مصرع عنصرين جنائيين شديدي الخطورة وضبط آخرين بحوزتهم مخدرات وأسلحة ب105 ملايين جنيه في أسوان    وزير العدل يزور رئيس مجلس الشيوخ لتهنئته بتولي منصبه.. صور    وزير الثقافة: الطفولة هي الركيزة الأساسية لبناء الإنسان المصري الواعي والمبدع    «تنتظره على أحر من الجمر».. 3 أبراج تقع في غرام الشتاء    هيئة الشارقة للكتاب تعتمد خطة العمل لعام 2026    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر ديسمبر 2025 ل 11 مليون مواطن    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    محافظ المنيا وكابتن منتخب مصر يكرمان الأبطال المتميزين رياضيا من ذوي الهمم (صور)    9 نوفمبر 2025.. البورصة تقفز وتحقق مستوى تاريخي جديد    شراكة متكاملة، تفاصيل اجتماع وزير الخارجية بسفراء دول أمريكا اللاتينية والوسطى والكاريبي    إعادة إعمار سوريا ورفع ما تبقى من عقوبات اقتصادية.. ملفات يحملها الشرع إلى واشنطن    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    وصول سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للمشاركة بمنتدى إعلام مصر 2030    صينية القرنبيط بالفرن مع الجبن والبهارات، أكلة اقتصادية ومغذية    بمشاركة نخبة من الخبراء.. منتدى مصر للإعلام يناقش تحديات ومستقبل الإعلام في يومه الثاني    مهرجان القاهرة يعلن عن القائمة النهائية للبانوراما المصرية خارج المسابقة    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    استخرج تصاريح العمل خلال 60 دقيقة عبر "VIP إكسبريس".. انفوجراف    ما حكم الخروج من الصلاة للذهاب إلى الحمام؟ (الإفتاء تفسر)    وزيرة التضامن تطمئن على مستوى الخدمات المقدمة لمرضى السرطان بالصعيد    تعليم القليوبية تحيل واقعة تعدي عاملة على معلمة بالخصوص لتحقيق    أهم 10 معلومات عن حفل The Grand Ball الملكي بعد إقامته في قصر عابدين    جامعة القاهرة تهنئ الطالبة بسمة الحسيني لاختيارها ضمن المشاركين في برنامج Google Summer of Code 2025    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    أردوغان: نستعد لإرسال منازل مسبقة الصنع من «منطقة زلزال 2023» إلى غزة    تأجيل محاكمة 10 متهمين بخلية التجمع لجلسة 29 ديسمبر    «كفاية كوباية قهوة وشاي واحدة».. مشروبات ممنوعة لمرضى ضغط الدم    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    مواعيد مباريات الأحد 9 نوفمبر - نهائي السوبر المصري.. ومانشستر سيتي ضد ليفربول    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    جاهزية 56 لجنة ومركز انتخابي موزعة على دائرتين و 375543 لهم حق التوصيت بمطروح    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    المصريون بكندا ينهون التصويت في انتخابات مجلس النواب    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    بعد مسلسل كارثة طبيعية، ما مدى أمان الحمل بسبعة توائم على الأم والأجنة؟    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ملتقي الترجمة‮ :‬تعدد مراكز القرار اللغوي‮.. ‬كارثة

تحت عنوان‮ "‬الترجمة مشروعًا للتنمية الثقافية‮"‬،‮ ‬عقد الأسبوع الماضي،‮ ‬ملتقي القاهرة الدولي‮ ‬للترجمة،‮ ‬بمشاركة عدد كبير من المترجمين من مصر والعالم‮.‬
احتضنت قاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلي للثقافة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي‮ ‬ألقي فيها الدكتور محمد حمدي‮ ‬إبراهيم،‮ ‬مقرر لجنة الترجمة بالمجلس كلمة تحدث فيها عن أهمية الترجمة ودورها في‮ ‬نقل ثقافات الشعوب،‮ ‬إذ قال‮ : "‬إن المؤتمر الدولي‮ ‬للترجمة‮ ‬يضم كوكبة من الباحثين الأوروبيين والعرب لديهم خبرة عالية في‮ ‬الترجمة وهذه الحقيقة تدفعنا إلي المطالبة بدراسات جادة تسهم في‮ ‬رفع الترجمة إلي المكانة التي‮ ‬تستحقها‮"‬
قال حمدي إن المشاركين سيتناولون‮ ‬خالص تجربتهم والمشكلات التي‮ ‬كانت تواجههم،‮ ‬إضافة إلي الترجمة والمنهج التعليمي‮ ‬والتنوع الثقافي،‮ ‬وتأثير الترجمة في‮ ‬ثقافة الأمة،‮ "‬وسنختم المؤتمر بوضع استراتيجيات المؤتمر في‮ ‬الثقافة العربية ومقترحات تساهم في‮ ‬تقدم حركة الترجمة في‮ ‬الوطن العربي‮".‬
الدكتور عبد السلام المسدي،‮ ‬عالم اللسانيات التونسي‮ ‬ووزير التعليم العالي‮ ‬السابق،‮ ‬قال‮ : "‬مصطلح التنمية‮ ‬يعد مصطلحًا اقتصاديًا في‮ ‬الأساس ولا تنمية ثقافية بدون تقدم علمي‮" ‬مضيفا أن المشكلة أننا نؤجل مناقشة أهمية المصطلح بشكل عام مما أدي إلي وجود فوضي لمفهوم المصطلح،‮ ‬تعدد مراكز القرار اللغوي‮ ‬أصبح كارثة عربية لأن مجامع اللغة لم تتفق علي تعريف محدد للكثير من المصطلحات،‮ ‬واللغة ليست وسيلة محايدة وإنما عنوان انتماء وهي‮ ‬تحمل الثقافة وليس العكس‮.‬
تابع المسدي‮: "‬المعرفة العلمية تصادر علي وحدانية المصطلح والذاكرة اللغوية العربية تستطيب التنوع والترادف،‮ ‬وهذه الظاهرة تتحول إلي عائق أمام التقدم العلمي،‮ ‬والترادف ليس صنيع اللغة وإنما وهم‮ ‬يصنعه كسادنا العلمي،‮ ‬ولا مجال لنهضة بلا مشروع لغوي‮ ‬يستوعب مصطلح العلوم فالملتقي الحالي‮ ‬ثقافي‮ ‬ولكن في‮ ‬باطنه السياسي‮ ‬كأجلي ما تكون السياسة‮".‬
الدكتور أنور مغيث،‮ ‬مدير المركز القومي‮ ‬للترجمة،‮ ‬قال إن العولمة ستطيح بالخصوصية الثقافية لدي الأمم ووحدها الترجمة تجعل أبناء كل أمة‮ ‬يدركون مكانهم بين الأمم الأخري في‮ ‬العالم‮.‬
تابع مدير القومي‮ ‬للترجمة‮: »‬ ‬الترجمة ظاهرة وثيقة الصلة بمعرفة الإنسان وحب اطلاعه وبتوجيه نظرة للعالم وما‮ ‬يجري‮ ‬فيه ندرك أنها تزداد أهمية،‮ ‬وندرك أنها تحولت إلي قضية مطروحة في‮ ‬اهتمام الفلاسفة والمبدعين خاصة أن العالم‮ ‬يشهد موجات عاتية من الهجرات كما أن انتشار التواصل الاجتماعي‮ ‬بين الأمم دليل آخر علي أهميتها‮».‬
اختتمت الدكتورة أمل الصبان الجلسة الافتتاحية بكلمة قالت فيها‮: "‬لقد وعت الحضارة العربية أهمية الترجمة مبكرًا وقد وجدنا تأسيس العرب العديد من العلوم لم‮ ‬يسبقهم له أحد ولم‮ ‬يقتصر دورهم علي ذلك بل قاموا بترجمة الآداب والعلوم وغيرها من الحضارات الأخري إلي أن جاء الغرب لينقل عن العرب حضاراتهم ومن هنا ندرك أن الترجمة عصب العلوم التي‮ ‬يجب أن نعي‮ ‬أهميتها في‮ ‬المرحلة الحالية،‮ ‬حيث لم‮ ‬يعد دور الترجمة قاصرًا علي نقل الآداب والعلوم وغيرها كما كان قديمًا وإنما تعددت الأدوار المنوطة بالترجمة ومنها علي سبيل المثال نشر الديمقراطية ومقاومة الاستبداد بنقل كتابات الأدباء والمثقفين الآخرين بعيدًا عن المنع الذي‮ ‬يمارسه الاستبداديون بشكل عام كما حدث مع الاتحاد السوفيتي‮ ‬وغيره قبل انهياره‮".‬
بدأت بعد ذلك مباشرة المحاضرة الافتتاحية للمؤتمر التي‮ ‬ألقاها المترجم الدكتور محمد عناني،‮ ‬وقال فيها إن مصطلح الترجمة العلمية شاع استخدامه في‮ ‬حياتنا الثقافية بدلًا من مصطلح‮ "‬ترجمة العلوم الطبيعية‮" ‬وجاء الاستخدام من باب التبسيط والتسهيل،‮ ‬لكن هذا التبسيط مخل ومضلل،‮ ‬وهذا‮ ‬يرجع إلي أن معني الترجمة العلمية لا‮ ‬يحدد مطلقاً‮ ‬ما هو نوع العلم أو العلوم المقصودة‮. ‬
تابع عناني‮: "‬النص الإخباري‮ ‬هو النص الذي تقوم فيه اللغة بدور التوصيل فهو لا‮ ‬يختلف باختلاف المعاني‮ ‬المراد توصيلها،‮ ‬أما النص التعبيري‮ ‬فاللغة تقوم فيه بدور تجسيد مشاعر وأفكار،‮ ‬أهدافها إثارة رد فعل للقارئ وهي تتميز في‮ ‬معظم الأحوال بظلال المعاني،‮ ‬بل والاعتماد علي قدرة هذه الظلال علي توكيد أو تعديل المعني المعهود للفظ أو الصورة،‮ ‬وهي‮ ‬قد تعتمد علي التصوير أكثر مما تعتمد علي التقرير،‮ ‬وقد تمزج بين هذا وذاك في‮ ‬عمل واحد،‮ ‬ومن ثم فإن النص التعبيري‮ ‬هو ما نطلق عليه من باب التيسير النص الأدبي،‮ ‬وخير مثال له الشعر بطبيعة الحال‮. ‬بهذا‮ ‬يتضح أن تخصيص جائزة للترجمة العلمية‮ ‬يجب أن تعاد تسميتها لترجمة العلوم الطبيعية،‮ ‬وأن ترجمة الأعمال الفلسفية البالغة الصعوبة أو أية كتابات في‮ ‬العلوم الإنسانية تعتبر ترجمة علمية دون شك،‮ ‬أما ترجمة الشعر الرومانسي‮ ‬نظمًا فهي‮ ‬الترجمة الأدبية‮".‬
عاب عناني‮ ‬علي التعليم في‮ ‬مصر وطرق تدريس مناهج الثانوية العامة فقال‮: "‬إن التربية والتعليم تنظر إلي ما‮ ‬يعرف النظام الأدبي‮ ‬والعلمي‮ ‬نظرة ثنائية وهو أمر خاطئ وبعد نصف قرن من العمل بهذا النظام لابد أن نكشف بشكل مباشر ضرورة تغيير ما‮ ‬يحدث بحيث ننظر إلي الخصائص التي‮ ‬تجعل الأدب أدبًا والعلم علمًا لأن اللغة مثلًا لها علومها وهي‮ ‬بطبيعة الحال ليس أمرًا أدبيًا وهنا‮ ‬يجب أن نؤكد أن أرسطو كان‮ ‬يقسم العلوم إلي علوم نظرية وأخري عملية،‮ ‬إضافة إلي الحرف التي‮ ‬يكتسبها الصناع وأصحاب الحرف‮".‬
انطلقت أولي جلسات المؤتمر في‮ ‬الواحدة ظهرًا‮. ‬أدار الجلسة الدكتور أنور مغيث،‮ ‬شارك فيها‮: ‬عبد السلام المسدي،‮ ‬مارجريت موسي،‮ ‬هشام المالكي،‮ ‬وبدر الدين عرودكي‮ ‬الذي‮ ‬تحدث عن أمانة الترجمة التي‮ ‬وجدها صعبة التحقيق،‮ ‬واعتقاد البعض بأن مهمة المترجم تكمن في‮ ‬معرفة قواعد اللغة وحفظ كلماتها هو محض أوهام‮.‬
تابع‮: "‬إن كثرة المقارنات بين النصوص في‮ ‬لغتها الأصلية وترجمتها للغات الأخري تكشف صعوبة إتقان الترجمة بين اللغات فالمعلقات لن‮ ‬يقرأها القارئ الأجنبي‮ ‬كما‮ ‬يقرأها العربي‮ ‬مهما كانت مهارة المترجم‮. ‬لاستحالة التطابق التام بين اللغات المختلفة‮".‬
ترأس عرودكي‮ ‬الجلسة الثانية التي‮ ‬شارك فيها‮: ‬أحمد فتحي،‮ ‬خالد رؤوف،‮ ‬عبد السلام شدادي،‮ ‬مكارم الغمري،‮ ‬وتحدث فيها الدكتور ثائر ديب وقال إن‮ ‬هناك عوامل كثيرة تتدخل في‮ ‬الترجمة،‮ ‬وذلك باختلاف الخلفية الثقافية والأيديولوجية للمترجم،‮ ‬مشيرًا إلي أن خيارات الترجمة من المترجم الفرد إلي المشروع الثقافي‮ ‬تمثل محاولة للجمع بين خيارات المترجم وضرورات الثقافة،‮ ‬والتي‮ ‬يجب ربطها بالثقافة والمجتمع‮.‬
تابع المترجم السوري‮: "‬علينا القيام بمحاولات للجمع بين خيارات المترجم الفرد وضرورات الثقافة في‮ ‬مشروع للترجمة لا‮ ‬يكتفي‮ ‬بتوفير الكتب المترجمة فحسب،‮ ‬بل‮ ‬يحسن ربطها بالثقافة والمجتمع المعنيين فلا‮ ‬يترك الترجمة بلا أثر‮ ‬يذكر في‮ ‬هذه الثقافة وهذا المجتمع‮".‬
د.مكارم الغمري‮ ‬تحدثت في‮ ‬بحثها عن أهمية وضرورة ترجمة أدب الأطفال وقالت‮ "‬يجب الانتقاء الجيد المدروس للنص المترجم الذي‮ ‬يراعي‮ ‬المراحل العمرية المختلفة للأطفال فلكي‮ ‬تصل الرسالة إلي المرسل إليه،‮ ‬من المهم الأخذ في‮ ‬الاعتبار القدرات والإمكانات العقلية للطفل والحصيلة اللغوية في‮ ‬المراحل العمرية المختلفة‮".‬
أدار ثائر ديب الجلسة الثالثة‮. ‬شارك فيها‮: ‬صلاح نيازي،‮ ‬عادل النحاس،‮ ‬طلعت الشايب،‮ ‬سحر توفيق،‮ ‬وتحدث فيها الدكتور حسين محمود عن خيانة المترجم التي‮ ‬اعتبرها جريمة كبري،‮ ‬وأشار إلي ضرورة الفهم الصحيح لمسألة الأمانة فهي‮ ‬لا تعني‮ ‬بالضرورة إيراد ما جاء به النص حرفيًا‮.‬
تابع‮: "‬منذ ذاع المثل اللاتيني‮ ‬الجائر المترجم خائن فإن علوم الترجمة الحديثة سخرت من هذا المثل وناقشت الأمر من زاوية استحالة الترجمة وإمكانية الترجمة،‮ ‬ولذا فإنه‮ ‬يمكننا أن نستبدل مفهوم الأمانة بمفهوم أوسع قليلًا،‮ ‬وهو الوفاء بدلًا من الأمانة،‮ ‬وفي‮ ‬هذا الصدد شبه الدارسون الترجمة بالمرأة فهي‮ ‬إما وفية قبيحة أو جميلة خائنة،‮ ‬لذلك فعلينا أن نناقش هذه الأزمة التي‮ ‬وقع فيها المترجمون بالوصول إلي حل وسط بين الطرفين وهو ما عبر عنه أومبرتو إيكو بالتفاوض شارحًا أن الترجمة ما هي‮ ‬إلا مفاوضة بين المؤلف والمترجم،‮ ‬وعمومًا فأمانة المترجم إما أن تكون مقبولة أو مرفوضة لكن دون تخوين‮".‬
الجلسة الرابعة أدارتها الدكتورة‮ ‬غراء مهنا،‮ ‬وشارك خلالها‮: ‬قحطان الوائلي،‮ ‬يارا المصري،‮ ‬فاطمة مسعود،‮ ‬وتحدث خلالها الدكتور محسن فرجاني‮ ‬عن جهود ترجمة الأدب العربي‮ ‬في‮ ‬الصين‮.‬
انتقلت فعاليات المؤتمر إلي المركز القومي‮ ‬للترجمة في‮ ‬اليوم الثاني،‮ ‬الذي‮ ‬شهد تكريم الدكتور جابر عصفور،‮ ‬مؤسس المركز القومي‮ ‬للترجمة ووزير الثقافة الأسبق،‮ ‬الذي‮ ‬قال في‮ ‬معرض كلمته‮ : "‬أجمل شيء في‮ ‬حياة الإنسان أن‮ ‬يشهد اليوم الذي‮ ‬يكرمه فيه تلاميذه،‮ ‬وأنني‮ ‬بينكم اليوم أتذكر الصعوبات التي‮ ‬واجهتني‮ ‬في‮ ‬تأسيس المبني الجديد للمجلس،‮ ‬وكيف كان المجلس منبراً‮ ‬للتواصل مع العالم،‮ ‬وكيف جاء جاك دريدا والتقي بالمثقفين في‮ ‬المجلس الأعلي للثقافة،‮ ‬كما أن الإنسان لا بد ألا‮ ‬يفتخر بالمناصب ولكن بالمؤسسات نفسها‮".‬
واختتم عصفور‮ : "‬لا أفخر بتأسيس المبني الجديد للمجلس الأعلي أو بإنشاء المركز القومي‮ ‬للترجمة،‮ ‬ولكن فخري‮ ‬بالجلوس بين تلاميذي‮".‬
انطلقت بعد ذلك خامس جلسات المؤتمر برئاسة الدكتور طلعت الشايب‮. ‬شارك في‮ ‬الجلسة‮: ‬مي‮ ‬شاهين،‮ ‬نصر عبد الرحمن،‮ ‬علا عادل،‮ ‬سمر عزت،‮ ‬أنس أبو الفتوح التي‮ ‬قالت‮ : "‬أن حدود الترجمة لها عدة أبعاد،‮ ‬منها‮: ‬الحدود اللغوية كاحترام الألفاظ التي‮ ‬يختارها المؤلف مع عدم نقلها حرفيًا وإيجاد المقابل لها في‮ ‬اللغة المترجم إليها وكذلك الحدود الثقافية كاحترام اختلاف الثقافات موضحة أن النقل الحرفي‮ ‬من الممكن أن‮ ‬يؤدي‮ ‬لتغيير المعني تمامًا،‮ ‬كما أن هناك أيضا الحدود الفكرية كعدم التدخل في‮ ‬أفكار المؤلف بتحويرها أو تغييرها لجذب انتباه القاريء الأجنبي‮ ‬لما هو ليس في‮ ‬النص الأصلي‮".‬
أدار وزير التعليم التونسي‮ ‬الأسبق الدكتور عبد السلام المسدي سادس جلسات المؤتمر،‮ ‬وشارك خلالها‮: ‬عزت عامر،‮ ‬عبير عبد الحافظ،‮ ‬برسا كوموتسي،‮ ‬الذي‮ ‬قدم بحثًا تحت عنوان‮ "‬الترجمة والمواطنة الثقافية‮" ‬تحدث فيه عن الترجمة الأدبية محاولًا إيجاد تعريف لها فقال إنها محاولة لنقل الإبداع الأصلي‮ ‬في‮ ‬لغته الأصلية إلي لغة أخري،‮ ‬كما أنها أيضًا محض التحام واندماج مع الكتاب الذين اختاروا أن‮ ‬ينشغلوا بأعمالهم،‮ ‬ويعيدوا اكتشافها علي طريقتهم‮.‬
قاسم عبده قاسم أدار الجلسة السابعة،‮ ‬التي‮ ‬تحدث خلالها الدكتور سعيد توفيق عن‮ "‬إشكالية الدقة والدلالة الجمالية في‮ ‬ترجمة النص الفلسفي‮" ‬وقال فيها‮: "‬هناك فرضية إشكالية وهي‮ ‬أن الترجمة الرائعة للنص الفلسفي‮ ‬لابد أن تنطوي‮ ‬علي درجة ما من خيانة لغة النص الحرفية لحساب معناه ودلالاته الجمالية وهي‮ ‬فرضية إشكالية لأن الترجمة الرائعة‮ ‬يجب أن تنطوي‮ ‬أيضًا علي الدقة والأمانة وهما مفهومان أخلاقيان وهكذا‮ ‬يجد المترجم نفسه في‮ ‬مأزق حقيقي،‮ ‬ولكن التجاوز لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحدث باعتباره عملية حسابية وإنما باعتباره عملية في‮ ‬الفهم والتأويل‮".‬
أدار سليمان العطار الجلسة الثامنة والأخيرة للمؤتمر،‮ ‬وتقدم خلالها أدا بريارو ببحث تحت عنوان‮ "‬الترجمة الأدبية وما تواجهه اللغة العربية من تحديات‮"‬
تحدث بريارو عن دور الترجمة الأدبية منذ الأزل في‮ ‬بناء علاقات التواصل العميقة بين الثقافات والحضارات المتنوعة والمختلفة كما أنها وسيلة لفهم الاختلافات بين جميع الأطراف وتفهمها‮.‬
أشار بريارو إلي فترة النهضة العربية في‮ ‬القرن التاسع عشر والتي‮ ‬غيرت عالم الفكر العربي‮ ‬تغييرًا عميقًا،‮ ‬كما تحدث عن تجارب المنفلوطي،‮ ‬ورفاعة الطهطاوي،‮ ‬كما ركز في‮ ‬بحثه علي التحديات اللغوية التي‮ ‬تواجه اللغة العربية في‮ ‬سعيها لإيجاد مفردات جديدة ومناسبة للتعبير عن مفاهيم مرتبطة بالتكنولوجيا ومنبثقة عنها‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.