اعتدت علي زيارة صديقي حسن سليمان _ الملقب (بالعيسوي) صاحب محل كشري _ من حين لآخر، كنت أجده سعيدا بحال هذا البلد ثم صابرا لكن هذه المرة وجدته حزينا مكتئبا فقلت له: لماذا تبدو هكذا؟ قال لي : علي الرغم من أن الكشري يعد من الأكلات الرخيصة التي يلجأ إليها المصريون، إلا أنه هو الآخر لم يسلم من موجة ارتفاع الأسعار، التي أصابت جميع الأكلات والمنتجات، وهذا ما أثار غضب الكثيرين، بسبب اعتبار وجبة الكشري من الوجبات الرخيصة والدسمة لدي غالبية المصريين. فأسعار الخامات المستخدمة في تحضير وجبة الكشري من "عدس وأرز وحمص وبصل" زادت بشكل كبير.. كما أن ارتفاع الأسعار لا يتوقف عند حد معين ولكنه في ازدياد مستمر كل يوم ورغم ذلك لم أقم برفع الأسعار حرصا مني علي "الغلابة" الذين يعدون وجبة الكشري وجبة دسمة لهم وأيضا رخيصة، ولكني أقوم بتقليل الكميات فقط بدلا من رفع الأسعار حتي لا يؤثر ذلك علي المواطنين.. كما أن الذي يحدث الآن غير مسبوق ولم أتعرض لمثل هذه الظروف الصعبة من قبل، وأخشي أن تستمر هذه الأزمة وفي ذلك الوقت سأضطر إلي إغلاق المحل الذي هو مصدر رزقي وأولادي وتسريح العمالة الذين يعولون أسرهم.. وعندما وجدته غاضبا مما يحدث، ربت علي كتفه وقلت له لا تقلق سوف ينصلح حال البلد، وستصبح الأمور علي ما يرام، فما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلي حال.. قال لي: أتمني ذلك.. فدائما أدعو ربي أن يجعل مصر في تقدم مستمر وأن ينتشلها الله من هذه الأزمة... قلت له: إن شاء الله... هذا هو مجمل الحديث الذي دار بيننا ثم قمت بتوديعه حاملا رسالته في أنه كي تنهض هذه الدولة فلابد أن تفيق ضمائر التجار فيبتعدوا عن الاحتكار ورفع الأسعار وألا ندع بيننا مجالا للغش الذي استشري بصورة مبالغ فيها في الآونة الأخيرة.